الأثر الطيب يغدق خيرا كثيرا ولا يغرق, ورغم ذلك حاشية قطر ترفض التنازل عن إستراتيجيتها العدوانية ضد مصر ودول الخليج وتري أن سياستها المعادية للدول العربية حرية والتدخل في أمور غير العدالة, ضاربة عرض الحائط بحق الدول في الاحتفاظ بخصوصياتها, واعتدنا علي مدار تاريخ القطريين علي ازدواجية الرأي والقرارات دون احترام للجيرة, ليصبح التخبط السياسي أساس الحكم القطري ومنبع تشتت الشعوب وانقسامهم. الأمر الذي دفع مصر والسعودية والإمارات والبحرين لإتخاذ قرار المقاطعة بعد ما طفح الكيل من عجرفة قطر وسيكوباتية حكامها وعنادهم ورغبتهم الملحة في تفتيت تماسك العرب واستخدام قناة الجزيرة لتصويب سمومهم تحت عباءة الديموقراطية وحرية الرأي. ونفسيا فإن سلوكيات قطر تكشف عن رغبة في التميز والظهور ولدت لديها مشاعر بالنقص تماما مثل القزم الذي يشعر بضألة حجمه وسط العمالقة فيلجأ لأرتداء الكعب ليدوس علي كل من يعتقد إنه شخص غير مرأي. وحين استيقظت قطر علي خبر المقاطعة شعرت بالإهانة لأنه قرار صريح بقزامتها صنفها كمجرم في قفص الاتهام وجعلها تشعر بالإحباط ولذا اختارت الاستمرار في التمرد والعصيان, والكذب بغباء. واتضح ذلك في التصريحات المتناقضة ولاسيما تصريح وزير خارجيتها بأن قطر أقل دولة تمول الإرهاب, وهو اعتراف بالجنوح يدين بلده قبل الغير. ورفض قطر شروط الصلح لم يكن غريبا لأن المجرم الذي اعتاد اختراق المعايير الاجتماعية المتعارف عليها يستلذ بإشباع نواقصه بطرق شاذة حين يقع في الفخ فيكشف لنا إنهيار القيم لديه والميل لتحاليل وتبرير جرائمه. ولأن قرار المقاطعة أرعب قطر وحاشيتها وأشعرهم بالنقص أسرعت لترتمي في حضن شياطين العصر أمثال إيران وتركيا. ويفسر علم النفس هذا السلوك من خلال عدة حيل دفاعية انتهجتها قطر مثل: تبرير ممارستها الفاضحة وسياستها الشاذة بأنها حرية وديمقراطية. وانكار دورها الأساسي في دعم الأرهاب والمخططات الصهيونية التي تهدف لتفتيت الوطن العربي واعتبرت نفسها مصدر الفضيلة والرؤي الإسلامية فإسرائيل تتعامل مع الجميع. أما أكثر الحيل الدفاعية الكيدية التي لجأت إليها قطر بشكل غير مباشر هو العناد لخفض مشاعر الخوف والتوتر وتقليل الأحساس بالنقص والإحباط وتحقيق نوع من التوازن النفسي والدولي. واستمرارها في منهج الخداع واللجوء إلي الإزاحة كحيلة لتحويل مشاعر الإحباط علي من هو أقوي منها ويمثل خطرا واضحا علي المنطقة العربية( بعبع) فارتمت في حماية ايران وتركيا وصهاينة امريكا وغرست قواعدهم علي أرضها لتكيد جيرانها بشياطين العصر وتوزع قلقها عليهم معلنة ضعفها كالأطفال دون أن تدري أنها تبني قواعد انهيارها تدريجيا. ومن العادي أن نجد قطر خلال الأيام المقبلة تمارس أنماطا من السلوك غير الملائم كالمقاومة والمماطلة حتي تعيد تنظيم حساباتها والتوصل إلي الحلول الملائمة لمشاكلها مع الوطن العربي. ولا بأس من ذلك لكن الإفراط في إتباع هذه الآليات النفسية غير المباشرة يبعد صاحبها عن الواقع, فقطر ستنتفخ وتنتفخ حتي تنفجر يوما ما فمن باع جيرانه اليوم حتما سيلطم علي صداغه غدا, والمتباهي بالمال ضعيف يعاني من النفص وسينتهي بمذلة فالحكمة تقول خذ من التل يختل. فلماذا إذا التعجب والإحباط من رد فعل قطر برفض شروط التصالح؟ ولماذا التسرع وتصدير العواطف في الحكم علي قرارات الدول الأربع الرافضة للإرهاب؟ لقد أصبح رد فعل جمهور مواقع التواصل الاجتماعي كمسمار جحا يقلب الحقائق ويعرقل مسارها السليم. فالسياسة ليست مشاجرة وتهديد بل هي دراسة وعقل وتروي وتنفيذ قرارات مصيرية تحدد مستقبل الشعوب. وكلمة وزير الخارجية المصري سامح شكري لن نتهاون كافية وشافية بإن الاستسلام لدول المقاطعة محال وإن الصبر في أي معركة هو السبيل للنصر, فالسياسة خدعة, وطبيعي أن تقاوم قطر فالرغبة في لفت الأنظار سبب في ارتكاب تلك الحماقات واعتبارها صناعة لمجدها ولاسيما الاهتمام الصهيوني الذي نفخ في رموز قطر مثل موزة حتي حولها لشجرة موز معطب. كلية الآداب جامعة الإسكندرية