شهد موسم أفلام عيد الفطر منافسة شديدة بين نجوم السينما مع عودة النجم أحمد السقا للأكشن ومحاولة محمد رمضان الوقوف أمامه بشخصية الإرهابي خالد الدجوي وفيلم جواب اعتقال لكنه فشل في تحقيق إيرادات تنافس السقا, بينما لم تستطع الكوميديا الصمود وتحقيق إيرادات تعيد نجمها محمد هنيدي للساحة وكذلك تامر حسني بفيلمه تصبح علي خير, وعاد مروان حامد لإثارة الجدل والمنافسة علي إيرادات بفيلمه الأصلييني وفي هذا التحقيق نرصد آراء النقاد في هذا الموسم المميز الذي تغيرت فيه تركبية أفلام العيد التي كنا نراها في الأعوام الماضية. يري الكاتب والناقد د. وليد سيف أن الموسم السينمائي هذا العام متميز وبمثابة موسمين في موسم واحد وهذا لأنه جمع بين أيام العيد وإجازة الصيف للطلاب مع نهاية العام الدراسي وشهد تنوعا غير معتاد ومن أهم ملامح التغيير التي ميزته تراجع سيطرة الكوميديا علي الموسم فبعد أن كانت تحصل علي نصيب الأسد في العروض والإيرادات اقتصر وجودها علي فيلم واحد هو عنتر ابن ابن ابن شداد الذي حقق إيرادات متواضعة تتناسب مع مستواه الفني الهزيل واعتماده التام علي الإفيه والارتجال, مشيرا إلي أن السيناريو يفتقد للحبكة وكان الرهان كله يرتكز علي قدرة هنيدي علي الإضحاك. وأضاف أن فيلم تصبح علي خير من جانب آخر هو خليط من الرومانسية المغلفة بالكوميديا كسابق أفلام تامر حسني التي حقق من خلالها قدرا معقولا من النجاح إلا أن هذا الفيلم في رأيه أضعف أفلامه, بينما وصف سيف فيلم الأصليين بالاستثنائي وقال: إنه تميز بلغته السينمائية المختلفة والفكر الجديد وربما يتمكن من تحقيق إيرادات معقولة بعد موسم العيد الذي يعتمد بشكل أساسي علي جمهور من الأطفال والمراهقين, مشيرا إلي أن محمد رمضان يواصل تراجعه بفيلم جواب اعتقال; حيث أصبحت أفلامه لا تحقق أعلي الإيرادات ويرجع هذا في رأيه إلي عوامل كثيرة منها: طبيعة الموضوع وفقر المعالجة التي يغلب عليها طابع المباشرة ويضعف من موقف رمضان أيضا المقارنة الصعبة بينه وبين السقا وفيلمه هروب اضطراري الذي تفوق علي الجميع لاستعانته بالبطولة الجماعية ومشاركة مجموعة من الممثلين المتميزين تحت إدارة المخرج أحمد خالد موسي المتفوق في كل العناصر الفنية. وقال الناقد نادر عدلي: إنه من الخطأ أن نعتبره موسما لعيد الفطر فقط لأنه يعتبر بداية الموسم الصيفي الذي يضم أضخم الأفلام إنتاجيا وكان من الطبيعي أن يشهد الموسم تواجد السقا ورمضان وتامر حسني, مشيرا إلي أن الجمهور لم يعد يهتم باسم النجم بقدر اهتمامه بجودة العمل والإثارة والتشويق, ولهذا كان للسقا نصيب الأسد من الايرادات لأن الفيلم إنتاجيا أفضل من الأفلام الأربعة الأخري, ولو كان فيلم رمضان بنفس الجودة لحقق قدرا أعلي من الإيرادات خاصة وأن فيلم الأصليين لا يصلح لموسم الصيف ولكن ثقة المتفرج في التجربة السابقة لمروان حامد وأحمد مراد في الفيل الأزرق هي التي جذبت الجمهور للفيلم فحقق إيرادات3 ملايين ونصف المليون جنيه في أسبوع واحد. وأكد عدلي أن التسويق أيضا له دور كبير في نجاح الأفلام, علي سبيل المثال فيلم هبوط اضطراري تم تسويقه بشكل جيد قبل العيد, لذلك حقق نجاحا كبيرا, بالإضافة إلي أن الأفلام الجيدة يتناقل الجمهور أخبارها ويشجعون بعضهم البعض علي مشاهدتها وهو نوع آخر من التسويق, بالإضافة إلي نشأة جمهور مختلف وهو جمهور سينما المولات الذي غير طبيعة الموسم وأثر في نتائج الإيرادات وبعد أن كانت الكلمة العليا لجمهور وسط البلد أصبح جمهور المولات في الصدارة والسبب في ارتفاع الإيرادات. أما طارق الشناوي فيري أن أحمد السقا يقف بفيلمه هروب اضطراري منفردا رغم أنه فقد مؤخرا الكثير من لياقته البدنية وصار الأمر يحمل شيئا من عدم المصداقية بسبب الترهل الذي أصاب جسده في الأعوام الأخيرة, وجمع بجواره عددا كبيرا من النجوم وضيوف الشرف من بينهم أمير كرارة الذي خرج من رمضان منتصرا وحقق جماهيرية كبيرة بمسلسل كلبش. وأشار إلي أن محمد رمضان سقط سقوطا مدويا بفيلمه جواب اعتقال الذي لم يشاركه فيه نجوم شباك رغم أنه تشكلية من الممثلين الموهبين وهم: إياد نصار ودينا الشربيني وسيد رجب والراحل أحمد راتب, مضيفا أنه من الواضح حرصه علي الخروج من دائرة عبده موتة ولكنه في نفس الوقت يهرب منها إليها وللأسف أوقعه محمد سامي في براثن سيناريو رديء الصنع يتعرض لقضية شائكة فكريا وعقائديا وهو غير مهيأ لها, ولأن رمضان لا يجيد الاختيار كان هذا سببا رئيسيا من أسباب سقوطه, ويبدو أن الرقابة استشعرت شيئا في السيناريو قد يساء تفسيره ويدفع الجمهور للتعاطف مع شخصية الإرهابي التي يقدمها رمضان فتم تعديل الكثير من المشاهد وإعادة تصويرها ليصبح الأمر صراعا داخل الجماعات الإرهابية بين جناح يقوده سيد رجب وجناح المنشق عنه خالد الدجوي رمضان, ولهذا انخفضت إيراداته ومستمر في التراجع بسبب ضعف المستوي, وعلي الجانب الآخر كان السقا أكثر ذكاء فعلم أنه يجب أن يحيط نفسه بمجموعه من النجوم القادرين علي جذب الجمهور حتي لا يقف وحيدا في الكادر, فالذكاء الفني يحمي النجم ويضيف لعمره الفني سنوات بينما رمضان لم يستطع أن يحدد خطواته بعد عبده موتة الذي قدمه منذ خمس سنوات رغم أنه في حقيقة الأمر نجم جاذب ومؤثر وموهوب ولكنه يخطئ في الاختيار. وفسرت الناقدة ماجدة موريس تصدر السقا للإيرادات بكونه نجم الأكشن الأول في مصر وله باع طويل مع هذه النوعية من الأعمال ومنها الجزيرة ومافيا وغيرها من الأعمال وبالتالي مازالت أفلامه تتصدر المشهد وبرع في اكتساب شريحة كبيرة من الجمهور, وقالت: إن رمضان تراجع لأنه لم يعد نجم أكشن وجمهوره عرفه من خلال تيمة أفلام محددة عبده موتة والألماني ومسلسل الأسطورة وهو لم يصل بعد لتشكيل جمهور في هذه المنطقة ولم يصبح بعد نجم أكشن يجذب الناس فبقي جمهور السقا هو الأقوي وفيما يخص تراجع الأعمال الكوميدية قالت ماجدة موريس: إنها من أصعب ألوان الكتابة وقالت: هل سألتم أنفسكم لماذا لم ينجح أي عمل كوميدي في رمضان؟ رغم وجود نجوم كبار للكوميديا؟ هذا لأنها تعتمد في المقام الأول علي الكتابة الجيدة وهو ما نفتقده الآن, مضيفة: للأسف الكوميديا في مصر في أزمة وكنا نعقد الأمل علي هنيدي لعودتها ولكنه لم يستطع أما فيلم الأصليين فإنه لغة مختلفة بها دعوة للتأمل, ورسالة لكي يفكر الإنسان قبل أن يقدم علي شيء وضرورة إعمال العقل وأعتقد أن ماجد الكدواني وخالد الصاوي ومنة شلبي نجحوا في تقديم تيمة جذبت الكثير من المشاهدين تضاف لها تجربتهم في الفيل الأزرق الذي أضفت ثقة علي الفيلم وجذبت له نفس جمهور الفيل الأزرق.