عندما يتلاشي الحب من القلب يصبح صلبا غليظا كالحجر ينتفي الإحساس بغيره إلا من نفسه, وعندما نعيش أياما مباركة في ظل شهر كريم وأجواء الصيام والعبادة وما تلاها من فرحة العيد وبهجته ويتكاسل كل منا عن التواصل بذوي القربي والأهل والأصدقاء إلا من مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وغيرها فبالتأكيد هناك مشكلة أصابت الحب في قلوبنا بالعطب وغلظت معها قلوبنا وتجمدت مشاعرنا في حروف باهتة صماء تمردنا بها علي ما توارثناه من تقاليد كانت سمة من سمات مجتمعنا المصري ففي كل المناسبات التي تمر عاينا كنا نتزاور وتتآلف قلوبنا مسلمين ومسيحيين يجمعنا الحب فنود بعضنا بعضا, تجتمع الأسر في بيت العائلة ويتلاقي الأحبة والأصدقاء, تمردنا علي صورة الحياة الجميلة فينا واكتفينا بالانزواء خلف شاشات الكمبيوتر وأجهزة المحمول, بالتأكيد التكنولوجيا الحديثة لها أثر بالغ في تقارب الناس شرقا وغربا ولكن يجب ألا نجعلها بديلا عن التواصل والتحاب والتواد المباشر الذي كان يميزنا ويجعل منا شعبا واحدا متكاتفا لا وجود للفرقة بيننا.......! لقد بتنا نعاني الانقسام في كل شيء في آرائنا واتجاهاتنا وأصبح اللغط الاليكتروني علي فيس بوك هو الغالب علينا في كل ما يعترض حياتنا من قضايا خلافية ولست أقول هنا إن الحياة تخلو من أي خلاف لكن وتبعا لما توارثناه من أخلاقيات الخلاف لا يفسد للود قضية. يا سادة علينا أن نغذي الحب في قلوبنا بالود والتعايش الاجتماعي المباشر, نتلاحم من أجل أولادنا ومستقبلهم ومستقبل وطننا مصر فبلادنا في حاجة لهذا التلاحم خاصة في ظل الوضع الراهن بكل ما يحمل من تحديات وظروف قاسية أشبه بعنق زجاجة لابد أن نخرج منها لآفاق حياة أفضل يستحقها كل إنسان يعيش في هذا البلد العريق. بالتأكيد في نفس كل منا ما يعانيه يعترض عليه إلا أننا أمام تحد تاريخي لبناء بلدنا يستلزم معه الصبر بقلوب متحابة لا متناحرة لا تسمن ولا تغني عن جوع. كل عام وحضراتكم بخير وحب وتعايش سليم بمناسبة عيد الفطر المبارك