في العيد.. كبير العائلة أهم من رسائل المحمول هل إسهام رسائل التليفون المحمول والمواقع الالكترونية المسماة بالمواقع الاجتماعية قد ادي الي تقليص المسافات بين الاصدقاء.. وايجابياتها تفوق سلبياتها. أعتبر الهاتف والاتصالات اللاسلكية طوال عقود مضت نقلة هائلة في التواصل بين البشر، إلا ان المواقع الالكترونية المسماة بمواقع التواصل الاجتماعي اصبحت تنافس الهواتف والبريد الالكتروني والماسنجر جديا في ميدان التواصل لكونها تملك ميزة نقل الحالة بتفاصيلها وهو مالا توفره تماما ادوات الاتصال التقليدية. يستطيع الانسان ان يجد كل ما يخطر علي باله في هذا العالم الفسيح اذا استطاعت مواقع التواصل الاجتماعي نقل الرسائل وليس المشاعر.. هذا في رأيي.. فضلا عن الصورة، الي جانب اللحظية والمجانية التي تتمتع بها. فقد اصبح - فيس بوك وملحقاته - الوسيلة المفضلة لتواصل الاهل مع ابنائهم واقاربهم واصدقائهم داخل مصر ودول العالم. هل حقا استطاع الفيس بوك لم الشمل أو جمع الشتات ليصبح بذلك آلة لقتل الغربة? لو عدنا الي عاداتنا التي تربينا عليها من قبل من تزاور بين العائلات في العيد وتقديم التهنئة لافراد الاسرة وضرورة مرور كبير العائلة في اليوم الأول للعيد علي افراد الاسرة لتقديم التهنئة والعيدية الي الابناء والاطفال ومدي سعادتهم وانتظارهم حضور كبير العائلة لتحقيق فرحتهم بالحصول علي العيدية.. وفي اليوم الثاني يكرر افراد العائلة الزيارة لكبيرهم ردا علي تهنئته لهم بالعيد مع اقامة مائدة غداء للجميع.. يتناولون الطعام سويا ويتبادلون الحديث والذكريات فيما بينهم، بينما الاطفال يلعبون سويا ويزدادون تقاربا فيما بينهم.. ليحقق ذلك الالتحام الاجتماعي والمحبة والود بين افراد الاسرة.. وتصبح ايام العيد لها ذكريات في عقول وقلوب الكبار والصغار وخاصة الصغار الذين كانوا ينتظرون ليلة العيد في تجهيز وإعداد ملابسهم في ليلة العيد، ويسألون والدهم (بكرة إن شاء الله حنروح فين?) لمعرفتهم بنتيجة كل زيارة وما يتحقق منها.. وكان له اثر ايجابي فيما بعد يحقق المودة والتراحم، كما قال الرسول (تهادوا تحابوا). وهناك كثير من معالم العيد الجميلة التي افتقدناها.. كنا نلهو بقطع العجين وننقشها بالمنقاش لعمل كعك العيد ومظاهر اعداد الكعك في ارسال (الصاجات) الي الفرن وهي مملوءة بالكعك وعودتها وهي ساخنة ويتولي الابناء اعداد الاطباق او العلب مملوءة بالكعك وحملها للأهل والجيران المسلمين والمسيحيين. لقد ظن البعض أن إرسال رسالة من خلال التليفون المحمول او رسالة عبر مواقع التواصل يحقق ما اسعدنا من قبل وتربينا عليه في الماضي واحساسنا بحلاوة ايام العيد.. نحن الان ندرك ان ما يقدمه الاقارب او الاصدقاء بدلا من ارسال رسالة هو عمل اتصال تليفوني لسماع الصوت. ان العيد وايام العيد لها بهجة أظن انها لاتتحقق بالرسائل التليفونية والمواقع الاجتماعية.. بل تتحقق بالمشاركة.. وبغيرها يصبح يوما كسائر ايام العام فإن لم يكن لك شركاء في بهجتك فلا بهجة هناك.. فكلما اتسعت المشاركة اتسع الفرح وعمق اثره ومعناه وتولد إحساس حقيقي بوحدة الناس والكون والفرح يطلق الناس من القيود.. من اجل ذلك احببنا الاعياد لانها مناسبات انسانية تسودها العواطف الانسانية وتتسم بالتعاطف والمحبة والمشاركة الوجدانية.. وعلينا ان نتصافي في العيد بقلوبنا بجوار رسائلنا الإلكترونية.