وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي, العديد من الرسائل المهمة, للشعب المصري والأمة الإسلامية أكد فيها أن امن مصر خط احمر وان الدول التي ترعي التنظيمات الإرهابية يجب التصدي لها بكل حسم وقوه وإن القضاء علي خطر الإرهاب لا يمكن أن يتم بدون تدمير بنيته التحتية سواء المالية أو الفكرية وهو ما يقتضي ضرورة تجديد الخطاب الديني. وأكد الرئيس السيسي خلال كلمته في احتفالية ليلة القدر التي نظمتها وزارة الأوقاف أمس أن أمن مصر القومي خط أحمر, لا تهاون فيه, وأنها ستنتصر بمشيئة الله علي الإرهاب بفضل صمود المصريين وتضحيات رجال القوات المسلحة والشرطة. وشدد الرئيس علي ان تصويب الفهم الديني, وتجديد مجمل الخطاب الديني, دون المساس بالثوابت, هو قضية حياة أو موت لهذا الشعب وهذه الأمة, مشيدا في الوقت نفسه بدور الأزهر الشريف. وحذر السيسي, المواطنين وقوات الجيش والشرطة من عمليات إرهابية في الفترة القادمة وطالبهم بأن يتسلحوا باليقظة وأن ينتبهوا جيدا لان الفترة القادمة تعبر موسم الاعمال الإرهابية, قائلا: انتبهوا لأن هذه الفترة يمكن تسميتها بموسم الشر وهم يريدون أن ينالوا من استقرارنا في كل مناسبة طيبة وأن يفرحوا بقتلنا وإيذائنا وتدميرنا. وأضاف أن هناك من يستغل التكنولوجيا الحديثة وما أنتجته الحضارة الإنسانية لضرب هذه الحضارة وهدم ما حققته الشعوب من مكتسبات وما نعم به من أمان, وكل ذلك لماذا؟, ابتغاء أوهام الهيمنة والسيطرة والعظمة الزائفة. وشدد الرئيس علي ضرورة مواجهة الدول التي تدعم الارهاب, مؤكدا أنه اصبح امرا وفرضا وواجبا علي كل مصري, وعربي. وقال الرئيس في كلمته للاسف نجد أشقاء لنا, وغير أشقاء, يقومون بدعم الإرهاب, وتمويله, ورعايته, ويوفرون لجماعات الإرهاب, وفكر الإرهاب, المنابر الإعلامية والثقافية, وينفقون عليها مليارات الدولارات سنويا ليستميلوا أفئدة الشعوب العربية والإسلامية لهذا الفكر الإجرامي المدمر, مستغلين التكنولوجيا الحديثة وما أنتجته الحضارة الإنسانية لضرب هذه الحضارة وهدم ما حققته الشعوب من مكتسبات وما تنعم به من أمان. وبين الرئيس أن التصدي للدول الراعية للإرهاب بكل حسم وقوة أصبح فرضا واجبا إذا ما أردنا نهاية حقيقية لظاهرة الإرهاب مشددا علي أن استراتيجية مكافحة الإرهاب يجب أن تسير علي أقدام ثابتة وليست مرتعشة, وإن القضاء علي خطر الإرهاب لا يمكن أن يتم بدون تدمير بنيته التحتية سواء المالية أو الفكرية, مضيفا أقول لهذه الدول كفاكم تماديا وتعالوا إلي كلمة سواء نجتمع فيها علي التعاون والخير والبناء لما فيه صالح شعوبنا كل عام وانتم بخير توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي جميع المصريين والمسلمين في أنحاء العالم, بالتحية والتقدير والتهاني.. كل عام وأنتم جميعا بخير بمناسبة الاحتفال بليلة القدر. وقال الرئيس إن ليلة القدر, ذات المكانة الخاصة لدي مسلمي العالم, الليلة التي أنزل الله فيها القرآن الكريم, يهدي به إلي الخير والسلام والبناء, وينهي عن الشر والفرقة والأذي, ليلة وصفها جل وعلا بأنها كألف شهر, وسلام هي حتي مطلع الفجر, و إذ نحتفل بهذه الليلة, نتوجه إلي الله سبحانه وتعالي بالرجاء, أن يجعلها علي الدوام سلاما علينا, وعلي أمتنا, وعلي عالمنا بأسره. مضي شهر رمضان الكريم علينا سريعا, جاء في موعده ككل عام ليحتفل به المصريون كعادتهم علي طريقتهم الفريدة, التي تجمع بين الدين والدنيا, في مزيج متفرد بحجم تفرد شخصية هذا الشعب العظيم الكريم, الذي عرف كيف يتصالح مع الزمن ويصادقه, فاستحق أن توصف بلاده بأنها أم الدنيا, ويكون هو المعلم الأول للإنسانية. واجهنا المشكلات بكل صدق وأمانة أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الضلع الثالث من مثلث التقدم, وهو تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية, وثيق الصلة بما سبق من مفاهيم, فالتنمية الحقيقية الشاملة التي تنقلنا من حال إلي حال, تحتاج لكي يتوفر المناخ الملائم لها, إلي خطاب ديني وفكري وثقافي متطور, ومجتمع ودولة خاليين من الإرهاب بصوره المختلفة. وقال: بدون ثورة فكرية شاملة, نغير بها طريقة نظرنا للأمور, ونوثق اتصالنا بالعالم الحديث, وروحه العصرية المنطلقة, لن يمكن تحقيق التنمية التي نصبو إليها, فالتنمية لا تقوم علي الأساس المادي فقط, بل تستلزم أساسا فكريا ومعنويا وروحيا, ولا أجد أدل من كلمات الكاتب الراحل الدكتور يوسف إدريس عندما تحدث عن فقر الفكر, وفكر الفقر, فالحقيقة أننا نحتاج إلي غني الفكر وثرائه وتجديده وانفتاحه ومرونته, وإلي فكر الغني والرخاء بدلا من الضيق والعوز, نحتاج بجانب ما نحققه من إنجازات تنموية تتزايد يوما بعد يوم, إلي تجديد منهج فكرنا, ومواجهة الإرهاب وإضعافه وصولا للقضاء عليه نهائيا, وبحيث تنطلق التنمية بسرعة أكبر ووسط ظروف أكثر ملائمة. وبينما نسير علي هذا الطريق, طريق تمهيد الأرض لتنمية مستدامة حقيقية, لم نغفل أن لدينا مسئولية كبري تجاه شعبنا العظيم, باحتياجاته المعيشية والتنموية, ولذلك, فضلنا بدلا من إضاعة مزيد من الوقت وإهدار مزيد من الجهد في التحايل علي مشكلتنا الاقتصادية, أن نواجهها ونتعامل مع جوهرها, كنا وما زلنا في سباق مع الزمن, لتصحيح الاختلال في الاقتصاد, وتوفير سبل المعيشة الكريمة للمصريين, قطعنا طريقا صعبا, ونحقق تقدما سريعا تشهد عليه المؤسسات الدولية في وقت قياسي. لقد حاولنا مواجهة المشكلات بكل صدق وأمانة, رغم إدراكنا مخاطر الإصلاح الاقتصادي إلا أننا فضلنا اللجوء إلي الطريق الصعب ونحينا جانبا أية مصالح شخصية. ولعلكم تشعرون بالسعادة معي, عندما تعلمون أن احتياطنا من النقد الأجنبي قد ارتفع إلي معدلات غير مسبوقة منذ عام2011, بفضل الله ثم بفضل جهودنا جميعا وحسن تخطيطنا لمواردنا, وأقول لكم, أن هذه مجرد بداية لما نرجو الوصول إليه, وأن الاحتياطي النقدي المتزايد, والصادرات التي يرتفع حجمها, والنمو المطرد في الناتج المحلي الإجمالي, كل هذه مؤشرات تطمئن قلوبنا علي أننا علي الطريق الصحيح. وفي النهاية أطالب كل المصريين والجهات الأمنية بالانتباه وتوخي الحذر في هذه الفترة, التي تستهدف فيها قوي الشر النيل من استقرار مصر وأمنها. نهاية حقيقية لظاهرة الإرهاب قال الرئيس السيسي في خطابه إن الحديث عن تجديد الخطاب الديني, يقودنا إلي ثاني ما يعوقنا عن تحقيق أهدافنا وتبوؤ ما نتمناه من مكانة, وهو الإرهاب, بكل ما يتسبب فيه من إزهاق للأرواح البريئة, وألم في الصدور, وشعور بالقلق وعدم الأمان, وإهدار للفرص الاقتصادية, وتعطيل للتنمية, وتأثير سلبي علي مجمل أوضاعنا السياسية والاجتماعية. والإرهاب, كما قلت من قبل في الشهر الماضي, يتطلب أربعة عناصر لمواجهته والقضاء عليه, منها تجديد الخطاب الديني, والتعامل مع جميع التنظيمات الإرهابية بمعيار واحد, وإعادة بناء الدولة الوطنية ومؤسساتها لاستعادة الاستقرار بالمنطقة, وأخيرا, منع تمويل الجماعات الإرهابية وإيقاف مدها بالسلاح والمقاتلين. واسمحوا لي أن أتحدث إليكم بصراحة: فبينما نبذل نحن, حكومة وشعبا, أقصي الجهد في مكافحة الإرهاب, والتصدي له عسكريا, وأمنيا, وفكريا, وسياسيا, ونبذل كذلك أقصي الجهد في دعم التسويات السياسية السلمية للأزمات القائمة في المنطقة, بما يعيد لدولها الاستقرار والأمن, ويقضي علي الفراغ الذي يستغله الإرهاب ليتمدد وينمو; بينما نفعل كل ذلك, نجد أشقاء لنا, وغير أشقاء, يقومون بدعم الإرهاب, وتمويله, ورعايته, نجدهم يوفرون لجماعات الإرهاب, وفكر الإرهاب, المنابر الإعلامية والثقافية, ينفقون عليها مليارات الدولارات سنويا ليستميلوا أفئدة الشعوب العربية والإسلامية لهذا الفكر الإجرامي المدمر, يستغلون التكنولوجيا الحديثة وما أنتجته الحضارة الإنسانية لضرب هذه الحضارة وهدم ما حققته الشعوب من مكتسبات وما تنعم به من أمان. وكل ذلك لماذا؟ ابتغاء أوهام الهيمنة والسيطرة والعظمة الزائفة؟ هل أصبحت مقدرات الشعوب لعبة سياسية؟ هل تهون أرواح الشباب والرجال والنساء والأطفال من أجل أحلام الزعامة والمجد الكاذبة؟ هل تستحق هذه الأوهام إزهاق روح إنسانية واحدة؟ إنني, وبكل الوضوح والصراحة, أقول لكم وللعالم, أنه يجب أن يتم وضع حد لهذا الأمر.. إن التصدي للدول الراعية للإرهاب بكل حسم وقوة أصبح فرضا واجبا إذا ما أردنا نهاية حقيقية لظاهرة الإرهاب. أقول إن استراتيجية مكافحة الإرهاب يجب أن تسير علي أقدام ثابتة وليست مرتعشة, وإن القضاء علي خطر الإرهاب لا يمكن أن يتم بدون تدمير بنيته التحتية سواء المالية أو الفكرية, وأقول لهذه الدول: كفاكم تماديا وتعالوا إلي كلمة سواء نجتمع فيها علي التعاون والخير والبناء لما فيه صالح شعوبنا. تجديد الخطاب الديني دون المساس بالثوابت تساءل الرئيس عبد الفتاح السيسي: هل تشبه الليلة البارحة؟ أم أنه قد جرت تحت الجسور مياه كثيرة؟ وإذا نظرنا إلي أحوالنا وتساءلنا بصدق وصراحة: هل نحن راضون عما آلت إليه أحوالنا, كمصريين وعرب ومسلمين؟ هل نحن في المكان الذي نريده لأنفسنا وأبنائنا وسط دول العالم وحضاراته؟ هل نشارك بقوة وفاعلية وثقة في صنع وقيادة الحضارة الإنسانية الحالية؟ هل نحن في موقع الصدارة في تحقيق الاكتشافات العلمية والتكنولوجية؟ هل نصدر إلي العالم التسامح والتنوع والتعايش المشترك؟ وأخيرا, هل انتهي الفقر والمرض والجهل من بيننا وأصبحنا آمنين مطمئنين علي مستقبل أولادنا وبناتنا؟ تابع: اسمحوا لي أن أقدم محاولة متواضعة للتفاعل مع ما سبق من أسئلة, من خلال مناقشة العلاقة بين ثلاثة مفاهيم, وهي الفهم الديني, والإرهاب, والتنمية, عل ذلك يطرح نقاشا مجتمعيا واسعا, يركز علي الصورة الكبيرة الشاملة, بدلا من الاجتزاء والاختزال والتحليلات غير الموضوعية. فأولا, لا يخفي عليكم, أنه قد خرجت من بيننا جماعات وأفراد أساءوا فهم الدين, وفي أحيان أخري كثيرة تعمدوا إساءة فهم الدين واستغلاله لتحقيق أهداف سياسية, ودأبوا علي مدار عقود من الزمان علي التأويل المتعسف للنصوص الدينية, ليخرجوا منها ما يجعل الدنيا سوادا, ويملأ القلوب كراهية, ويغرس في العقول أقصي معاني التطرف والانغلاق. إن هذه الإساءة المتعمدة لفهم الدين, وهذا الخطاب المتشدد الإقصائي, لم يساهما فقط في توفير البيئة الخصبة لانتشار الإرهاب والعنف والتطرف, ولكن قاما كذلك بتسميم مجمل نواحي الحياة, بعيدا عن المبادئ التي أرستها الديانات المختلفة, والتي تضمنتها الكتب السماوية.لذلك, فإنني أكرر أن تصويب الفهم الديني, وتجديد مجمل الخطاب الديني, دون المساس بالثوابت, هو قضية حياة أو موت لهذا الشعب وهذه الأمة: أن ننظر بجدية إلي أفكارنا, وما نردده, وما ننقله وننشره, وما نربي عليه أبناءنا; أن نعلم الناس الدين الصحيح, البسيط, السهل, الذي يراعي حياة الناس وظروفهم; أن نؤسس خطابا دينيا حديثا يبني مجتمعا متماسكا, يسوده التسامح والعدل والرحمة; خطابا يربي أجيالا قوية واعية مخلصة لوطنها وشعبها, تعيد لمصر مجد ماضيها وتحافظ عليه إلي ما شاء الله. وإنني إذ أثمن عاليا وأشيد بدور الأزهر الشريف, مؤسستنا العملاقة التي نفتخر بها, والتي كانت علي مدي أكثر من ألف عام, ومازالت, وستظل, أهلا للافتخار والثقة, فإنني أؤكد أن هذه المسئولية تقع علي عاتق المجتمع بأسره, الذي يتعين عليه أن يقف وقفة صادقة مع ذاته, يقرر فيها أنه قد آن الأوان للنظر إلي المستقبل وبنائه بدلا من التعلق بأهداب الماضي; يقرر فيها أنه قد آن أوان نبذ التطرف والإقصاء والانغلاق والتشدد, والانفتاح علي الدنيا بثقة وحب وتسامح ورحمة, وإنني لعلي ثقة مطلقة في قدرتنا جميعا: المؤسسات الدينية ورجال الدين والفقه, المجتمع وقواه الحية وقوته الناعمة, المفكرين والمثقفين والعلماء والفنانين, في أن نقدم للعالم نورا يشع من مصر, ونموذجا للخطاب الديني المتطور, نحقق به الحسنيين: إرضاء الله سبحانه وتعالي, وتعمير الأرض وإسعاد البشر.