بعد توقف استمر نحو28 شهرا قررت هيئة الطاقة الذرية بدء التشغيل التجريبي للمفاعل النووي البحثي الثاني بانشاص يوم الثلاثاء المقبل بحضور وكيل الشركة الارجنتينية انفاب التي اقامت المشروع. وكشف مصدر مسئول بقطاع الكهرباء عن أن قرار تشغيل المفاعل جاء بالتنسيق بين هيئة الطاقة الذرية وخبراء الأمان النووي بمشاركة عدد من خبراء مركز الأمان النووي بينهم رئيس المركز الدكتور محمد ابراهيم في افتتاح تجارب التشغيل لافتا النظر إلي أن أحدث التقارير الخاصة بالقياسات الاشعاعية بالمفاعل, أكدت ان عمليات التشغيل لن ينتج منها علي الاطلاق اي انبعاثات اشعاعية ضارة. وقال إن المفاعل محاط بعدد من محطات الرصد الاشعاعي المتطورة تعمل علي مدار24 ساعة يوميا. أضاف المصدر ذاته أن تشغيل المفاعل يتبعه وخلال الايام القليلة المقبلة تشغيل أحدث مصنع في مصدر الشرق الأوسط لإنتاج النظائر المشعة. منها اليود131 و125 والكرم51 ومولدات التنجستم والا يرديم112 المستخدمة في علاج الاورام وغيرها من الأمراض إلي جانب الاستخدامات الصناعية.. مشيرا إلي أن تكلفة إنشاء مصنع النظائر المشعة تصل إلي نحو70 مليون جنيه ممولة بالكامل من ميزانية الدولة وانه تم التعاقد علي تصدير كميات من هذه النظائر إلي كل من كندا واستراليا تصل قيمتها إلي نحو18 مليون دولار. ومن المقرر أن يصل خبراء الشركة الأرجنتينية الي مصر خلال الاسبوع المقبل لتدشين مصنع النظائر وتعود قصة ايقاف مفاعل انشاص الثاني إلي يناير2009 بسبب تمسك مركز الامان النووي بمعايرة أجهزة الغازات النبيلة واليود والاروثولات إلا أن الهيئة نجحت في استخدام أجهزة بديلة حديثة وتعمل بتكنولوجيا عالمية لاداء نفس الغرض وهو ما دفع مجلس ادارة هيئة الطاقة الذرية إلي اعداد محضر بتشغيل المفاعل والذي اعتمده أخيرا الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة علي أن يتم التشغيل بالتنسيق مع خبراء مركز الامان النووي. وكانت مصر قد انشأت المفاعل النووي البحثي الثاني المتعدد الأغراضMRR بالتعاون مع الارجنتين وتم افتتاحه في فبراير1998, بقدرة22 ميجاوات ويعد إضافة تقنية جديدة في الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية, ولا يستخدم في الأغراض العسكرية, ويحقق مردودا اقتصاديا بانتاج عدد من النظائر المشعة, ومصادر إشعاع جاما اللازمة لتشغيل معدات علاج الأورام, بالاضافة إلي تعقيم المعدات الطبية والأغذية, وينتج المفاعل رقائق السيلكون المستخدمة في الصناعات الالكترونية الاساسية, ويقوم باختبار سلوك الوقود والمواد الانشائية للمفاعلات, ويسهم في توفير النظائر المشعة المطلوبة للتطبيقات الطبية والزراعية والصناعية, ويؤهل مصر للاعتماد علي الذات في مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.