في الجوع والظمأ وهجر الشهوات علي وجه العبودية لله تعالي وذلك بالصيام طهرا لقلوبنا وصفاء لأرواحنا فالصوم يمد الروح بالشفافية والصفاء والإشراق والقرب من الله تعالي فيذوق المسلم حلاوة العبادة ويشعر أنه قريب من ربه فلا ينبغي للمسلم أن يضيع هذه اللذة الروحية الإيمانية الكبري التي تحصل له بتقليل الطعام والشراب بالإسراف في تناول الطعام والشراب في هذا الشهر الفضيل فالإسراف خصلة ذميمة يجب البعد عنها خاصة في شهر رمضان يقول الله تعالي وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين الأعراف:31, وإن مما يبعث علي الأسف ما نراه من إسراف كثير من الناس في الطعام والشراب في هذا الشهر الفضيل حيث إن كميات الأطعمة التي تستخدمها كل أسرة في رمضان أكثر منها في أي شهر من شهور السنة! إلا من رحم الله وربما يستدين البعض من أجل هذا وكأن رمضان شرع للطعام وليس للصيام فنقوم بملء بطوننا فنثقل عن العبادة بعد ذلك ونخلد إلي النوم والراحة ولا نذهب لأداء صلاة العشاء والقيام في المسجد وإن ذهبنا طالبنا الإمام بالتخفيف والمرأة كذلك تقضي معظم ساعات النهار داخل المطبخ لإعداد ألوان الأطعمة وأصناف المشروبات!! والنتيجة ضياع رمضان في الطعام والشراب والنوم والراحة والإسلام يعلمنا الاعتدال في كل شيء يقول النبي صلي الله عليه وسلم: ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه, بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه, فإن كان ولا بد فاعلا فثلث لطعامه, وثلث لشرابه, وثلث لنفسه رواه أحمد, ويقول الدكتور الأمريكي ماك فادون في حوار له كانت قد أجرته معه إحدي المجلات العلمية الأمريكية: لقد عالجت كثيرا من الأمراض عن طريق الصوم.. إن كل إنسان يحتاج إلي الصيام وإن لم يكن مريضا, لأن سموم الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض, فتثقله وتقلل نشاطه فإذا صام خف وزنه وتحللت هذه السموم من جسمه بعد أن كانت مجتمعة فتذهب عنه, حيث يصفو صفاء تاما, ويستطيع بعدئذ أن يسترد وزنه ويجدد حيويته في مدة لا تزيد علي العشرين يوما بعد الإفطار, ولكنه يحس بنشاط وقوة لا عهد له بهما من قبل.