قالت الإعلامية مني الحسيني إنها ليست محسوبة علي أي نظام أو شخص رافضة التعليق علي تصريحات سابقة لها بأنها تفخر بأن الرئيس المخلوع يهنئها علي حلقاتها. وتحدثت الحسيني عن عودتها للتليفزيون بعد خروجها منه سنوات للفضائيات الخاصة وبرامجها السابقة وتخطيطها للمستقبل في الحوار التالي * مازلت تنتقدين النظام السابق ورموزه..ألا ترين أن الشجاعة هي أن تنتقدي ماهو حالي؟ **أنا كنت أنتقد النظام والحكومات السابقة حال وجودها في الحكم والجميع يشهد بذلك وبالرغم من ذلك اقول انه لايوجد احد مستثني من الانتقاد والمعارضة بما في ذلك المجلس العسكري نفسه لو قام بأي شئ يستدعي المعارضة فسأقوم بذلك في برنامجي * لكن هذا لم يحدث حتي الآن حيث انك مازلت تقدمين قضايا فساد سابقة..لماذا؟ **هذا غير صحيح فالمتابع لبرنامجي الجديد عالمكشوف..سيجد انتقادات كثيرة للأوضاع الحالية والمسئولين عنها مثل الفراغ الأمني والفتنة الطائفية كما هاجمت اختيار وزراء فوق السبعين وطالبت الحكومة الحالية بأن يكون أداؤها علي نفس مستوي أداء القوات المسلحة أما بالنسبة للمجلس العسكري فهو حتي الآن لم تصدر عنه أخطاء وأنا لا أعارض لمجرد المعارضة فكيف أنتقدهم وقد رأيت بعيني مايبذلونه من جهد لحماية البلاد, يكفي أن مبني ماسبيرو والذي أعمل به حاليا يقوم بحمايته أكثر من خمسة آلاف فرد من القوات المسلحة وهذا أقل مايقومون به. * بمناسبة الحديث عن عالمكشوف..يقال انه مجرد نسخة من برنامج نأسف للإزعاج هل توافقين؟ ** أوافق علي أنه نفس البرنامج لكن تم تغيير الاسم لانتقاله الي محطة أخري فهو يحمل نفس المضمون وإن كانت موضوعاته مختلفة حيث تتواكب مع الأحداث الراهنة *لماذا لم تحاولي أن تطوري البرنامج شكلا وموضوعا؟ **لانني مقتنعة ان هذا ليس وقت التطوير!! فهناك ماهو أهم بكثير من تطوير برنامج خاصة أنه ناجح بالفعل والإعلامي الناجح يشعر بما يريده الناس ومايحتاجونه فيقدمه لهم في الوقت المناسب والناس الأن في حالة لخبطة ويحتاجون لتوضيح الأمور بسرعة وليس الي اشكال برامجية جديدة *ما الذي تعنيه لك عودتك إلي التليفزيون المصري بعد غياب سبع سنوات؟ تعني عودة حقي المشروع لأن التليفزيون المصري هو بيتي الذي نشأت فيه..ومنه بدأ نجاحي وأرغمت علي الرحيل منه عن طريق حصاري وخنقي بقيود سخيفة لكنني احمد الله علي هذا الغياب الذي لولاه لتحولت الي إعلامية مهمشة بلا شخصية ولم اكن سأتحمل ان يتم تكميم فمي او ان اتلقي توجيهات تجعلني اتحدث بنصف لساني فقط. *هل تعنين ان الفضائيات التي عملت بها كانت بلاخطوط حمراء؟ طبعا لا..فالفضائيات كلها كانت موجهة خاصة في السنوات الاخيرة واتحدي ان يستطيع احد إنكار هذه الحقيقة لكنها كانت بالطبع تتمتع بسقف أعلي من الحرية * لماذا إذن غادرتيها الي التليفزيون المصري وكان ذلك قبل الثورة؟ ** لأن وزير الإعلام اتصل بي وقتها ووعدني أنني سأستطيع تقديم نفس ما اقدمه في الفضائيات وبنفس مساحة الحرية في الوقت الذي كانت فيه تلك الحرية تتقلص في الفضائيات والجميع يعلم ضعفي أمام التليفزيون المصري فوافقت * وهل أوفي بوعده؟ **بصراحة, برغم انه قد طلب مني العودة ببرنامج سياسي الا انني فضلت العودة ببرنامج غير سياسي حتي أتلمس الأجواء لأنني أعرف أنه لن يسمح لي بالصراحة المطلقة التي لا أعرف أن أعمل إلا من خلالها فعدت ببرنامج حوار صريح جدا وتعمدت ان يتخلله شخصيات سياسية مثل مكرم محمد أحمد وإبراهيم عيسي وغيرهما ووجدت أن الامور قد تحسنت وأصبحت بين بين وكنت في مرحلة إعادة الحسابات فقامت الثورة وتغير كل شيء * ولكن قيل إنك عدت الي التليفزيون المصري بعد أن ساوي أجرك بما تتقاضينه من الفضائيات.. هل هذا صحيح؟ غير صحيح إطلاقا..فابتعادي عن التليفزيون المصري لم يكن له علاقة بالأسباب المادية وكذلك عودتي بل انني سأذيع لك سرا هو انني لم اتقاضي مليما واحدا من التليفزيون المصري حتي الآن!!! وبعد الثورة قابلت سامي الشريف وقال لي إن خزينة التليفزيون لايوجد بها مليم واحد فقلت له انا سأعمل بلا أجر وكل ما أطلبه هو الحرية المطلقة ويكفيني التقدير المعنوي.. لذلك أقول إن كل من يعود للتليفزيون المصري يجب أن يعود له حبا وامتنانا وليس من أجل شيء آخر * ماهي التغييرات التي تم رصدها بعد عودتك؟ **التغييرات الحقيقية حدثت بعد الثورة وأهمها عودة رموز الإعلام الذين يعبرون عن تيارات مختلفة مثل حمدي قنديل وأيضا ظهور المحجبات علي الشاشة مما يعني ان تقييم التليفزيون لإعلامييه قد أصبح وفقا لمعايير صحيحة لأن مهنتنا لاعلاقة لها بالشكل ولكن بالعقل * إذن أنت متفائلة بمستقبل التليفزيون الآن؟؟ إلي الأن أري الصورة مشرقة لكن التحدي مازال كبيرا..فالمشاكل لم تحل كلها بعد والاعتصامات التي أري أنها مشروعة مازالت موجودة أيضا وهناك المئات من المظلومين في كل الإدارات ويجب أن تعود لهم حقوقهم قبل البدء في أي تطوير..أما علي المستوي الإعلامي فالتحدي أكبر لأن التليفزيون المصري عنده ميراث طويل من الطنطنة والتهليل لكل المسئولين واتوقع أنه سيفعل نفس الشئ مع الرئيس القادم وهذه مصيبة معناها اننا لم نتعلم شيئا من الثورة لأن الإعلام لو ظل يطنطن لاي رئيس فسيحوله الي فرعون مهما كان نظيفا. *نعود للتليفزيون..هل صحيح أنه قد عرض عليك منصب إداري به؟ ** قبل الثورة عرض علي رئاسة القناة الفضائية خلفا لجمال الشاعر أما بعد الثورة فقد صدر قرار بعدم الجمع بين الادارة وبين تقديم البرامج وقد اخترت تقديم البرامج بلا تردد لأنني إعلامية ومذيعة قبل كل شيء وهذه هي مهنتي الأساسية والوحيدة. * لكن لو جاز لك الجمع بينهما..هل تقبلين؟ في التليفزيون المصري لا أقبل!! لأنه مال عام وبصراحة أصبحت أخشي كل مايمس المال العام وأخشي أن اتعرض لما تعرض له السابقون بالإضافة الي أن لي تفكيرا خاصا بعيدا عن التفكير الحكومي..صحيح انه قد تطور لكن من يضمن لي أنه لن يعود للتوجيه مرة أخري؟ وهو غالبا ماسيحدث والأكيد أنني لن أقبله..أما بالنسبة لرئاسة قناة فضائية خاصة فلا اعتراض عندي علي ذلك لانني اعلامية حرة من الممكن أن أتنازل عن اي شيء بما في ذلك أجري لكنني لا أتنازل عن حريتي. *يتهمك الكثيرون بعدم الحيادية مع ضيوفك..ماردك؟ هذا اتهام صحيح.. ولا اجد حرجا في أن أعلن انني مذيعة غير حيادية!! والأكثر من هذا أنني أري أن الحيادية في الإعلام هي موقف سلبي وإذا كان هذا اعتقادي قبل الثورة فانه زاد بعد الثورة فلم يعد مقبولا أن يحاول المذيع اخفاء رأيه في الوقت الذي نحتاج فيه لطرح كل الآراء ومناقشتها للوصول الي افضل الحلول *الي اي مدي ساهمت عدم حياديتك في توضيحك في برنامجك لأهمية دور الشرطة وأنت في الأصل زوجة ضابط شرطة؟ **من الطبيعي أ ن كوني زوجة لضابط شرطة أتعامل معه ومع زملائه يجعلني اقرب لهذه الفئة من الناس وبالتالي يجعلني أصدق في الحديث عنهم بالتأكيد إنني أتاثر بهذا..هذا علي المستوي الشخصي أما علي المستوي العام فلا أحد يستطيع انكار أن الشرطة هي الجهة الوحيدة التي تستطيع اعادة الأمن للبلاد واعادة الاستقرار لكل شيء فيها ولهذا يجب أن تعود بمنتهي الاحترام والقوة وهذا ماقلته في برنامجي * هل تعتقدين أن برنامج عالمكشوف قد حقق نفس نجاحاتك السابقة؟؟ الحمد لله نعم..فأنا أتلقي ردود الفعل من الناس في الشارع وأيضا من زملائي بالتليفزيون وهم جميعا يعبرون عن سعادتهم بالبرنامج وخاصة أنه علي شاشة تليفزيون بلدي وهو أول برنامج سياسي صرف أقدمه عليها بعدما كنت لا أقدم إلا برامج المنوعات وهذا في حد ذاته نجاح كبير لي وللتليفزيون المصري