فاز الأهلي بهدف علي زيسكو الزامبي.. وتأهلي علي نار الشماريخ إلي دوري المجموعات دور الثمانية بدوري الأبطال الإفريقي لكرة القدم في مباراة العودة التي جمعت بينهما مساء أمس علي ستاد القاهرة وأحرز هدف اللقاء الوحيد النجم محمد بركات في الدقيقة66 وكانت مباراة الذهاب قد انتهت بالتعادل السلبي في زامبيا قبل أسبوعين. شهد اللقاء أحداثا ولا أسوأ بعدما أشعلت جماهير الأهلي ما يقرب من300 شمروخ في المدرجات وظهر الملعب وكأنه يحترق من كثافة النيران التي ظهرت في المدرجات.. فقد كانت كل جنبات الاستاد مشتعلة بصورة تدعو للرعب والخوف والارهاب ايضا.. وانعكست الشماريخ علي ارض الملعب بشكل يحجب الرؤية تماما ويعيق قدرة اللاعبين علي الحركة والاداء بل ان هذا الدخان من الممكن أن يؤثر علي اللاعبين. وآثار الشماريخ لم تتوقف عند النيران المشتعلة والدخان الكثيف بل وصلت الي اصابة احد لاعبي فريق زيسكو الزامبي وسقط متألما علي الأرض وتم نقله الي المستشفي فأوقف الحكم المباراة ما يقرب من7 دقائق, وتحدث مع المراقب وتم استئناف المباراة. ما حدث شيء مؤسف ولا داعي له علي الإطلاق فمن غير المعقول أن تحول جماهير الأهلي الاستاد الي كتلة من اللهب والدخان بشكل يهدد حياة اللاعبين وعلي حياة الجماهير أنفسهم وإرهاب كل من في الملعب بلا أي مبرر علي الاطلاق. لابد من الضرب بيد من حديد لإعادة الأمن والالتزام للمدرجات والتفتيش الكامل لكل من يدخل الي المدرجات مادام الأمور وصلت الي هذا الحد من الفوضي والتسيب فالحرية واحترام الناس لا تعني هذا الانفلات الرهيب واطلاق هذا العدد من الشماريخ والحرائق وما هي علاقة الرياضة وكرة القدم بهذه النيران وهذه الفوضي والتسيب. ما حدث في اللقاء أو في المدرجات غطي علي الشكل الفني لكن اذا عدنا للمباراة سنجد ان الاهلي لم يقدم عرضا جيدا في الشوط الاول وتحسن الاداء تماما بعدما عدل جوزيه اوضاع فريقه في الشوط الثاني, ونزول بركات بعد30 دقيقة ثم نزول دومينيك وسيد معوض في الشوط الثاني وتطور اداء الاهلي الهجومي ونجح بركات في احراز هدف الفوز وتصدي القائم لتسديدة دومينيك لكن حكم اللقاء تغاضي عن3 ركلات جزاء للأهلي الأولي لبركات والثانية لمحمد شوقي والثالثة لدومينيك لكن الاهلي فاز في النهاية. قدم الأهلي شوطا سيئا في أول45 دقيقة وكان معظم الوقت غير إيجابي علي المرمي ولم نشاهد هجمات مؤثرة باستثناء تسديدتين من بعد لأسامة حسن ورأسية هي الأخطر لبركات بعد نزوله بدلا من إينو.. تشكيلة الأهلي من البداية لم تكن توحي بأن الفريق قادر علي تحقيق هدفه, وإذا كان يغيب أكثر من لاعب فإن دكة البدلاء كان عليها لاعبون يمكنهم تقديم حلول لكن جوزية فضل البداية بتشكيلة كلاسيكية بمعني أنها لا تمتلك الإبداع ولا يوجد بينها لاعب يمكن أن يصنع الفارق خصوصا مجموعة الوسط والهجوم. فإذا كان هناك اتفاق علي وجود احمد عادل عبد المنعم في حراسة المرمي وأمامه الثلاثي شريف عبد الفضيل ووائل جمعة وأحمد السيد إلا أن الوسط شهد تشكيلة غريبة بوجود ثلاثة لاعبين كلهم تخصص دفاعي ويميلون للدفاع أكثر من الهجوم مما سيحرم لاعبي المقدمة جدو وأسامة حسني من عقل يحركهما أو ممول يمدهما بالكرات فكان وجود الثلاثي حسام عاشور ومحمد شوقي ومعتز إينو غريبا لأنه ضد رغبة الأهلي الهجومية وشاهدنا ذلك علي مستوي30 دقيقة كانت عكا كرويا بمعني الكلمة رغم محاولات جادة من أحمد فتحي في اليمين وأيمن أشرف في اليسار والأخير لاعب مميز له مستقبل وجاد وملتزم وكرته جيدة لكن لمن يمرر فتحي وأشرف في ظل وجود حسني وجدو وكلاهما في مرحلة خصام مع المرمي اللهم إلا ما ندر رغم اجتهادهما. وكان من الممكن أن يكون الأهلي أكثر فاعلية لو لعب دومينيك الجالس علي الدكة بدلا من اينو وعاد جدو للخلف تحت المهاجمين أو يلعب بركات من البداية بدلا من إهدار أكثر من نصف ساعة بلا فائدة أو الاستعانة بلاعب الوسط المميز شهاب أحمد الذي يمتلك حلولا خصوصا في الهجوم بإجادته مهارة التسديد الذي يمكن أن تنهي مشكلات كثيرة وتوفر جهدا أكبر لكن مانويل جوزيه اختار الطريق الصعب بهدف قضاء30 دقيقة من اللعب الشاق غير الممتع حتي أنك تشعر أن الأهلي لو لعب شهرا بهذه المجموعة فلن يسجل أو حتي يصل بشكل خطير. وعندما انتبه جوزيه إلي ما فعله عاد وغير بعد30 دقيقة عندما سحب إينو ولعب بركات فظهرت رائحة الخطورة والإيجابية قليلا وكاد بركات نفسه أن يسجل هدفا برأسية من عرضية متقنة من أيمن أشرف الذي حل بدلا من معوض في آخر لحظة لكن الكرة ذهبت علي غير رغبة بركات خارج الملعب. أسامة حسني يحاول لكنه ليس دقيقا علي المرمي أو مركزا أو لديه القدرة علي استغلال الفرص حتي ولو كانت كاملة, فهو يجري ويجتهد ويسدد ولكنه ليس اللاعب المخلص أي الذي ينقذ فريقه من حالة العقم التهديفي.. أما جدو فقد ظهر تائها للغاية فلا هو وسط متقدم ولا هو مهاجم إذا كان مهاجما فما هو انتاجه علي مدار45 دقيقة.. الملخص الأهلي قدم شوطا ولا أسوأ. أما الفريق الضيف زيسكو فقد لعب في إطار هدفه الرئيسي وهو حرمان الأهلي من التسجيل في هذا الشوط وقد كان له ما أراد من خلال دفاع جيد ومنظم وإغلاق للأطراف وكثافة عددية في الوسط والدفاع حرمت المنافس من تحقيق خطورة بل إنه تجرأ في فترات كثيرة من اللقاء وذهب لهجوم الأهلي لكن قمة خطورته كانت في آخر لحظة بالشوط الأول عندما استقبل مهاجمه كرة من ركنية برأسية صعبة لكن رد فعل أحمد عادل عبد المنعم كان أروع من التسديدة وأنقذها لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. وتشهد بداية الشوط الثاني حماسا للأهلي ومحاولة للتهديف ويسدد بركات كرة بجوار القائم الأيمن لكن الجماهير تحمست في المدرجات وأطلقت العنان لشماريخها حتي شوهد استاد القاهرة وكأنه يحترق. ويلعب دومينيك بدلا من أيمن أشرف لكن زيسكو يهاجم ويطلق تسديدة ينقذها أحمد عادل عبد المنعم بصعوبة. ويتغاضي الحكم عن ركلة جزاء لبركات في الدقيقة64 لكن بعد دقيقتين رد بركات بمنتهي القوة وبهدف لا يسجله غيره عندما استقبل كرة من وائل جمعة ودخل المنطقة وراوغ وبتحكمه نجح في إطلاق تسديدة دقيقة متقنة ليست قوية لتسكن الشباك ويتقدم الأهلي بهدف ماركة بركات في الدقيقة66. ويفرض الأهلي سيطرته الكاملة وتزيد خطورته في الثلث الهجومي لكن دائما الكثرة كانت تغلب المهارة.. ولجأ زيسكو إلي الهجوم علي استحياء علي أمل خطف هدف يقلب الطاولة علي الأهلي. ولعب سيد معوض بدلا من أسامة حسني من أجل تنشيط الهجوم واستغلال عرضياته في إحراز هدف. وحاول الأهلي لكن الخطورة تراجعت الأمر الذي جعل الفريق طوال الوقت في خطر والجماهير والجهاز يضعون أيديهم علي قلوبهم خوفا من إحراز زيسكو هدفا بعدما ظهرت رائحة الخطورة أكثر من مرة في هجماته بتسديدات من زوايا عدة. وكاد دومينيك أن ينهي المعاناة ويريح الأعصاب بتسديدة رائعة لكنها لسوء حظه ارتدت من القائم الأيسر لمرمي زيسكو.. وينظم الأهلي هجمة أخري عن طريق شوقي ودومينيك وبركات وتنتهي لشوقي سدد بقوة اصطدمت بالدفاع وذهبت ركنية.. ويتغاضي الحكم عن ركلة جزاء ثانية بغرابة إثر عرقلة الدفاع بشكل واضح لمحمد شوقي الذي تحسن أداؤه فزاد الأهلي لاسيما بعد نزول دومينيك وقبله بركات ثم سيد معوض. ويحتسب الحكم9 دقائق وقتا بدلا من الضائع وخلالها استحوذ الأهلي تماما ولجأ لاعبوه لتمرير الكرة كثيرا لاستهلاك الوقت الذي مر بسلام لينتهي اللقاء بفوز الأهلي بهدف.