انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الأول لتمريض صحة النساء بجامعة كفر الشيخ.. صور    أصل الحكاية| معاني أحد الشعانين في المسيحية وطقوس الاحتفال به    رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في احتفال أحد السعف بأسيوط وسط حضور جماهيري كبير    برلماني: جودة التعليم الجامعي تعاني من نقص الإمكانات المادية والتمويل    «التنظيم والإدارة» يعلن عن مسابقة لشغل 19 ألف وظيفة معلم مساعد.. تفاصيل    موعد إجازة القطاع الخاص في عيد العمال وشم النسيم    نقلة عالمية على أرض الوطن.. مركز البيانات والحوسبة «عقل مصر الرقمي»    «اقتصادية النواب» توافق على موازنة جهاز حماية المستهلك للعام المالي الجديد 2024 /2025    عميد كلية الذكاء الاصطناعى بجامعة القاهرة: مصر تواكب التطورات التكنولوجية دائما.. والطلاب يحصلون على فرص عمل جيدة خلال فترة الدراسة    الدفع بأتوبيسات نقل جماعي للقضاء على التزاحم وقت الذروة في مواقف بني سويف    خبير سياحى لبرنامج "صباح الخير يا مصر" : المقومات السياحية المصرية متنوعة .. وهذه أسباب الإشادات العالمية    ماكرون يعرب عن استعداده لمناقشة الدفاع النووي في أوروبا    حركة حماس تكشف ميعاد تسليم ردها للقاهرة حول الصفقة    المستشار حنفي جبالي يستقبل الصالح رئيس مجلس الشورى البحريني    اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية تدعو إلى وقف الحرب على غزة    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    محمود عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة التي يمكنها وقف هجوم إسرائيل على رفح    رئيس الوزراء الأردني: نرفض أي محاولات تستهدف التهجير القسري للفلسطينيين    الجيش الروسي يدمر حظائر الطائرات الأوكرانية في مطار «كامينكا»    الزمالك يوفر تذاكر مجانية للجالية المصرية في غانا لحضور لقاء دريمز    الشيبي يمتثل للتحقيق أمام لجنة الانضباط    سون يقود هجوم توتنهام لمواجهة آرسنال    صافرة فرنسية تدير قمة ريال مدريد وبايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    المعمل الجنائي يفحص مبنى حريق سجل مدنى بشبرا الخيمة| صور    بالصور.. والدة ضحية زوجها بالغربية تكشف تفاصيل قتل المتهم زوجته أمام بناته    «التعليم» توضح موعد إعلان أرقام جلوس الثانوية العامة 2024    ضبط 1.25 طن لحوم ودواجن مجهولة المصدر وغير صالحة للاستهلاك الآدمي بالشرقية    الأربعاء.. حفل افتتاح الدورة الأولى لمهرجان «بردية» لسينما الومضة    الرئيس السيسي: «متلومنيش أنا بس.. أنا برضوا ألومكم معايا»    فيلم «أسود ملون» ل بيومي فؤاد يحقق المركز الرابع في شباك التذاكر    حسن عبد الموجود يكتب: رحلة القبض على نسخة نجيب محفوظ «الفالصو»!    اتهمها ب«الزن.ا»|ميار الببلاوي تفتح النار على «محمد أبوبكر» وبسمة وهبة..وعبير الشرقاوى تدافع عنها    بحضور محافظ مطروح.. «قصور الثقافة» تختتم ملتقى «أهل مصر» للفتيات والمرأة بالمحافظات الحدودية    «الصحة» تكشف تفاصيل «معا لبر الأمان»: نخطط للوصول إلى 140 ألف مريض كبد    صحة المنيا تنظم قافلة طبية بقرية جبل الطير ضمن مبادرة حياة كريمة    الأرصاد الجوية تعلن حالة الطقس المتوقعة اليوم وحتى الجمعة 3 مايو 2024    أعاني التقطيع في الصلاة ولا أعرف كم عليا لأقضيه فما الحكم؟.. اجبرها بهذا الأمر    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة ملاكي على الطريق الصحراوي بقنا    أجمل دعاء للوالدين بطول العمر والصحة والعافية    قرار جديد من القضاء بشأن 11 متهماً في واقعة "طالبة العريش" نيرة صلاح    إدارة الأهلي تتعجل الحصول على تكاليف إصابة محمد الشناوي وإمام عاشور من «فيفا»    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    أحمد مراد: الخيال يحتاج إلى إمكانيات جبارة لتحويله إلى عمل سينمائي    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من مليون مواطن لمن تخطوا سن ال65 عاما    جامعة بني سويف: انطلاق فعاليات البرنامج التدريبي للتطعيمات والأمصال للقيادات التمريضية بمستشفيات المحافظة    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال؟.. "الإفتاء" تُجيب    بنك QNB الأهلي وصناع الخير يقدمان منح دراسية للمتفوقين بالجامعات التكنولوجية    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    غدًا.. تطوير أسطول النقل البحري وصناعة السفن على مائدة لجان الشيوخ    شكوك حول مشاركة ثنائي بايرن أمام ريال مدريد    التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه أسفل عجلات القطار بالقليوبية    سعر الدولار الأحد 28 أبريل 2024 في البنوك    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    سيد رجب: بدأت حياتى الفنية من مسرح الشارع.. ولا أحب لقب نجم    رفض الاعتذار.. حسام غالي يكشف كواليس خلافه مع كوبر    عضو اتحاد الصناعات يطالب بخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد زكي.. تمر السنون ويبقي الحنين ... 5 نساء تروين ذكرياتهن مع الإمبراطور

لو كان لزاما علينا الرحيل.. كارهك يا وداع ولا بديل.. لم أجد أنسب من هذه الكلمات التي كتبها الشاعر مجدي نجيب ولحنها الموسيقار وجيه عزيز وتغني بها الكينج محمد منير, في ذكري إمبراطور التمثيل الراحل أحمد زكي.
لم يكن هذا الفتي الأسمر الذي جاء من بلاده باحثا عن فرصة مجرد فنان عادي أحب التمثيل, لكنه كان نمرا أسود مروضا للكاميرا قادرا علي اقتناص أدق التفاصيل في كل شخصية يجسدها ليتملكها ويصبحان روحا وجسدا واحدا, من ينسي نظرات عينيه في موعد علي العشاء, أو دور الضابط المغرور في زوجة رجل مهم, أو ذلك الرجل الصعيدي الطيب في أربعة في مهمة رسمية, أو المجند أحمد سبع الليل في البريء, أو منتصر في الهروب, وغيرها من الشخصيات التي
تمر اليوم12 عاما علي رحيل زكي ولا يزال حيا بيننا بأعماله التي سطرت ذكريات في وجدان كل إنسان, هذه الأعمال التي جعلت كل مشاهد يشعر بالحنين إلي أعمال الإمبراطور مهما مرت السنون, ليبقي دائما بيننا الحبيب الأسمراني.
إذا كان في رحلة علاج أحمد زكي صندوقا أسود يحمل كل الأسرار والكواليس والتفاصيل التي لا يعلمها أحد فهي الفنانة رغدة التي كانت سر الفنان الراحل فهي من تستقبل ضيوفه وهي من تتناقش مع الأطباء حول مراحل العلاج, ومن يفضفض معها زكي حول أحلامه وأمنياته وما إلي ذلك وفي هذا الحوار تكشف رغدة عن جزء من خزانة ذكرياتها مع النمر الأسود, وأن ما فعلته معه كان عهدا قطعاه علي نفسيهما بألا يترك أحدهما الآخر, كما تحدثت عن بداية معرفتها به في الثمانينيات وأعمالهما المشتركة التي لم تتعد أربعة أعمال, وحتي رحيله والذي كان بمثابة صدمة لها رغم معرفتها المسبقة بالحالة المتدهورة:-
كيف بدأت رحلة صداقتك بالفتي الأسمر والتي استمرت حتي رحيله؟
كنت مرشحة لفيلم الطاووس وكان رصيدي الفني وقتها مسلسلا واحدا, بينما زكي كان يسكن بجواري في مصر الجديدة وكان رصيده الفني فيلمين ويحضر لفيلم موعد علي العشاء, وبحكم الجيرة تعرفت عليه, وأصبحنا أصدقاء إلي أن توفاه الله, والحقيقة أن صداقتنا كانت أكبر من أعمالنا الفنية; حيث لم نقدم عددا كبيرا من الأفلام معا بدأنا بفيلم الأمبراطور ثم كابوريا, أبو الدهب واستاكوزا, ولكننا ظللنا أصدقاء منذ عام.81
ماذا عن رحلته مع المرض؟
تصمت قليلا ثم تقول رحلة كانت مدتها سنة وشهرين ما بين دخول وخروج ولكنها رحلة لا يمكن تلخيصها في سطور لأنها مرت علي كأنها قرن و200 سنة كانت فترة مليئة بالأحداث والمفارقات والعجائب.
من صارحه بحقيقة مرضه وكيف كان استقباله له؟
عندما ذهب مع الدكتور حسن البنا لإجراء أشعة بسبب إصابته بدور برد في مستشفي دار الفؤاد اكتشفوا المرض فتم حجزه, وفي اليوم التالي نشرت جريدة الأهرام خبرا عن إصابته بالمرض ومن وقتها لم أفارقه إلا في فترة سفري إلي سوريا بسبب وفاة أخي, أما بالنسبة لاستقباله مرضه فامتزج بداخله شعور بالقوة والضعف في آن واحد, قوي لأنه كان يتحدث مع المرض طوال الوقت ويصنع مشاهد وحوارا بينه وبين المرض ليقول له لن تغلبني وهذه مدرسة نفسية معينه يتبعها البعض ليقوي نفسه بنفسه, ولكن في بعض المراحل كان المرض يشتد عليه, وعاني منه كثيرا وعانيت معه جدا في غرفة مغلقة ولا أحد كان يعرف حجم معاناته بخلاف الطبيب المعالج.
وقوفك بجانب زكي دونا عن فنانات أخريات كان مثيرا للجدل.. ولو عاد الزمن بك ماذا كنت ستفعلين؟
لقد تركت كل شيء خلفي وظللت بجانبه لأنني كنت صديقته التي يثق فيها وأتذكر أنني كنت قد وقعت عقد مسلسل امرأة من ذهب وأجريت بروفات ومرض بعدها أحمد, وكان لابد أن أبدأ التصوير وكنت أنوي الجمع بين رعايته وتصوير مشاهدي, ولكنه قال لي جملة لن أنساها وهي ألم نتفق أن من يسقط منا الأول يقف بجانبه الطرف الآخر فأعدت مقدم التعاقد لشركة الإنتاج واعتذرت عن المسلسل, وعرض علي المخرج أحمد النحاس وقتها تأخير التنسيق وكان ردي أحمد في ظروف صعبة ويحتاجني في كل لحظة وتفرغت له تماما, ولو عاد بي الزمن كنت سأبعد أحمد عن المهاترات وعن كل الأخبار غير السعيدة التي كانت تدور حوله في المستشفي.
وأتذكر آخر جملة قالها لأحد أصدقائه ونحن في المستشفي أنا لم يقتلني السرطان, أنا قتلني لوع الناس.
هل كان عنيدا..؟
لأبعد حد يمكن أن تتخيليه, حتي إنني اضطررت للاستعانة بالأستاذ محمد حسنين هيكل ليقنعه لأنه لم تكن لديه أي مناعة في الفترة الأخيرة وكان لا يجب أن يخرج من المستشفي وهو بهذه الحالة.
وكان يجب عليه أن يأخذ بنصيحة الكاتب الصحفي الأستاذ محمد حسنين هيكل حين استنجدت به عن طريق الكاتب عادل حمودة ليقنعه ببعض الأمور وروي الأستاذ تجربته الشخصية حين مرض وقال له عندما مرضت ذهبت إلي مكان بعيد عن المدينة ولم أفعل شيئا غير أنني كنت أسمع موسيقي وأتناول مأكولات صحية وابتعد عن كل التليفونات وأي إزعاج وبالفعل اقتنع بهذا الكلام لكنه لم ينفذه, لو عاد الزمان لطلبت منه الذهاب إلي مكان بعيد يريح فيه أعصابه لأنه كان موجوعا من السرطان ومن الناس.
ما هي أهم صفات أحمد زكي الإنسانية ؟
يكفي أن أقول لك: إننا الآن نفتقد لصفات جميلة كانت موجودة في أصدقائنا الراحلين, فهم قامات حقيقية, فما بالنا بصديق مقرب كان ضميرك وكنت ضميره, كان أحمد معطاء لأبعد حد دون أن يسأل المقابل, تركيبة إنسانية نادرة, كريم لأبعد حد, متسامحا قلبه أبيض نقي فارس لا يهرب وسند لصديقه, أغلب الناس لا تسمع وإن سمعت لا تنصت هو كان ينصت والإنسان القادر علي الإنصات وليس التصنت هو إنسان كل الناس يشعرون أنه قريب منه, وأحمد عندما يقابله شخص لمرة واحدة يشعره بأنه يعرفه من سنوات لأنه يسمع, قادر علي قراءة أي شخص في المقابلة الأولي ويعرف ما يدور في رأسك وهذه من أهم مميزات أحمد زكي, أيضا كان يعرف متي يتواجد في حياة أصدقائه ومتي يختفي وهذه صفة زكية جدا منه ولهذا أنا أعتبره زكي السينما المصرية, وهذه الميزة جعلته قريبا من كل من عرفه.
زكي قدم فيلم حليم في ظروف صحية صعبة.. كيف كان رأيك بعد مشاهدة العمل؟
لم يرضني علي الإطلاق المنتج النهائي للعمل, فظهر زكي كما لم نعهده ولم أكن أتمني أن يكون فيلم حليم آخر أعماله, كنت أتمني أن يظل بهيئته وشكله الذي نعرفه ويعرفه جمهوره عليه ويظل في ذاكرة المشاهد أحمد زكي الذي رأيناه في أعمال مثل السادات وناصر56, لا أستطيع أن أراه وعندما تعاقد علي العمل كنت في سوريا لوفاة أخي في حادث ولو كنت بجواره لأقنعته أو أتيت إليه بمن يقنعه بالعدول عن هذا الفيلم.
كيف كان يتغلب الراحل علي لحظات الاكتئاب؟
عندما يمر بحالة مزاجية سيئة أو يستمع إلي أخبار تعكر صفوه يبحث عن فيلم لإسماعيل ياسين أو علي فيلم من أفلامه الخفيفة الكوميدية وكان يضحك مثل الأطفال وهو يشاهده.
هل كان حريصا علي متابعة الأعمال الفنية؟
نعم كان يتابع كل الأعمال حتي المسلسلات والبرامج التليفزيونية ولو أعجبه ممثل أو ممثلة جديدة يتصل بالفنان ويهنئه وهذه الميزة مشتركة بينه وبين عادل إمام وهكذا الكبار دائما, وأذكر ونحن نستعد لفيلم الإمبراطور كان مرشحا لدور محمود حميدة حاتم ذو الفقار ولكنه قال حاتم ممثل جيد ولكن هذا الدور مناسب لشاب اسمه محمود حميدة رأيته في أحد الأعمال ابحثوا عنه وبالفعل تم إسناد الدور لحميدة التي كانت بداية انطلاقته السينمائية بعد ذلك.
* نبيلة عبيد: لا أحد يستطيع تقديم دور الطبال غيره
ثلاثة أفلام جمعت نجمة مصر الأولي نبيلة عبيد بالأمبراطوار أحمد زكي شكلوا جزءا من تاريخهما الفني وأصبحا علامة في تاريخ السينما وهي شادر السمك, التخشيبة, والراقصة والطبال, ليقدما ديو فني حاز علي إعجاب النقاد والجمهور ومازال, وعن تجربتها مع زكي تقول نبيلة عبيد: ممثل مبدع لا يشعر بوجود كاميرا وينطلق بمفرده وبطبيعية; حيث كان شديد الحساسية لدوره, كما كان حريصا علي الحضور مبكرا إلي البلاتوه ليعيش الشخصية بشكل كامل, وقد أبدع في كل الأعمال التي قدمها.
وأضافت كنا متفاهمين لأبعد الحدود خاصة أننا ننتمي لمدرسة واحدة في الأداء وهي المدرسة الطبيعية وفي فيلم الراقصة والطبال مثلا جسد الشخصية كأفضل ما يكون وشعرت بعدما شاهدت الفيلم أنه لم يكن أحد يستطيع تجسيد هذه الشخصية تحديدا مثله, مشيرة إلي أنه كان صديقا مقربا جدا, وحينما يتحدث يكون الحديث خارج من قلبه وبصدق لأبعد حد, كما كان يتميز بطول البال, وكان حريصا أيضا علي زيارتي نظرا لأننا جيران وقتها في منطقة المهندسين, نأكل معا ونتناقش, فقد كان شديد التلقائية وكل من يعرفهم يشعرون أنه قريبا منهم.
وعن رحلة مرضه وما إذا كانت حريصة علي التواصل معه؟
قالت كنت أسأل دائما عنه ولكن في أيامه لأخيرة كان يصعب علي جدا أن أراه يتألم ولكنني قررت الذهاب إليه لرؤيته قبل وفاته.
* هالة صدقي: أجهد نفسه عصبيا ونفسيا لاهتمامه بالتفاصيل..ولا أنسي صفعته لي في الهروب
بعملين فقط هما الهروب إحدي سيمفونيات عاطف الطيب, وولاد الإيه احتفظت الفنانة هالة صدقي لنفسها بمساحة ولو قليلة من الذكريات مع نجم لا يتكرر, وعن هذا المشوار تقول هالة: عرفت أحمد زكي في أحد المهرجانات بالإسكندرية وأصبحنا بعدها أصدقاء, مشيرة إلي أن الفنان الراحل كان موسوس بشكل زائد عن الحد, لدرجة أنه كان يعيد المشهد أكثر من مرة ويحزن جدا إن لم يخرج العمل بالشكل الذي يرضيه, فقد كان حريصا لأبعد الحدود بدون ملل حتي يرضي عن عمله ويعيش حدوته كل عمل بكل جوارحه, ولهذا استهلك نفسيا وعصبيا, وعندما ذهبت إلي أحمد زكي في البلاتوه لتهنئته علي فيلم أيام السادات ظل طوال الوقت يتحدث معي بشخصية السادات رغم أنه كان في فترة راحة ولذلك لم أجلس معه كثيرا حتي لا أفصله.
وأضافت أنها لا تنسي حتي الآن فيلم الهروب; حيث كان يجمعني معه مشهد مفترض أنه سيضربني بالقلم وكانت يده طرشة وكان الدور يتطلب مني طبع حسنة علي وجهي وبالفعل صفعني أحمد زكي صفعة شديدة طارت معها الحسنة من وجهي وبكيت بكاء شديدا بسبب الصفعة لأنها آلمتني جدا وجاء ليقبل رأسي وقال لي: متزعليش ولكن للأسف جاءني الماكيير وهو متوتر وقال لي الحسنة طارت أثناء الصفعة والمخرج مضطر لإعادة المشهد فبكيت أكثر لأنني سأصفع مرة أخري من يده الثقيلة, وأشارت إلي أن أحمد زكي كان شديد الإنسانية لدرجة أنه في أحد المشاهد التي كنا نصورها مع المخرج عاطف الطيب كان شديد الإرهاق لأنه مريض بالقلب ولم نكن نعلم, وعندما علم أحمد زكي بذلك طلب من الطيب أن يرتاح ويوقف التصوير, ولكنه أصر علي استكماله, ليدعي زكي وقوعه علي الأرض وكأنه مغشيا عليه ليضطر الطيب إلي توقف التصوير.
* ممدوح وزكي.. أصدقاء في الحياة جيران في الوفاة
أحمد عبد الحميد
ممدوح وافي كلمة السر في حياة الراحل أحمد زكي, وهو الأمر الذي قد لا يعلمه كثيرون من خارج الوسط الفني; حيث كان وافي محل ثقة لزكي وصاحب دور البطولة في حياته, فلم يكونا الاثنان مجرد أصدقاء عاديين أو زملاء مهنة, وتروي ياسمين ممدوح نجلة الفنان الراحل ممدوح وافي تفاصيل علاقة الصداقة التي جمعت والدها مع زكي, والتي بدأت منذ فترة الدراسة; حيث ارتبطا بصداقة قوية في معهد الفنون المسرحية, وحتي بعدما أصبح والدي معيدا في المعهد, لم تنقطع علاقة الصداقة بينهما وكحال كل المغتربين كانا يقيمان في نفس الشقة التي أجروها وبعض من أصدقائهم في ذلك الوقت, ورغم التحاق ممدوح وافي بستديو الممثل مع الفنان محمد صبحي لم تنقطع سبل الصداقة بينهما. وتشير ياسمين إلي أن النجمين الراحلين كانت تجمعهما مواقف طريفة من بينها خلال تصوير فيلم الباشا; حيث اتفق أحمد زكي مع المخرج طارق العريان بألا يخبروا ممدوح بأنه سيقفز من أعلي الكوبري علي المركب وأقنعه بأن الدوبلير هو من سيقوم بذلك, ولكن أثناء التصوير أمسك به زكي, وأجبره علي القفز, وخاصمه وقتها ولكن لم يدم الخصام سوي يوم واحد فقط, وتشير ياسمين إلي أنه عندما تزوج أحمد زكي بالفنانة الراحلة هالة فؤاد كانت تعرض عليها أعمال مسرحية كثيرة وكان أحمد زكي لا يوافق, ولكنه تحمس لمسرحية أولاد الشوارع لأن صديق عمره يقوم بدور البطولة فيها أيضا, وقال لزوجته وقتها وافقي علي المسرحية لأني سأكون متواجدا كل يوم في العرض كما كان يفعل مع صديقه قبل ذلك. وتضيف نجلة الفنان الراحل أنه ومن عجائب القدر أن يمرضا بنفس المرض وهو السرطان, وكان وافي حريصا علي مرافقة زكي في رحلات مرضه ويواسيه ويحاول أن يقنعه بتفاهة هذا المرض, وفي إحدي المرات رفض أحمد زكي أن يجري فحصا شاملا وتحاليل طبية كانت مطلوبة منه وقتها, وأقنعه ممدوح وافي بضرورة عملها بل وقام هو أيضا بعمل تحاليل وكشف شامل لنفسه لكي يشجعه, وكانت الفاجعة أن اكتشف والدي أنه مصاب أيضا بالسرطان في القولون, ورغم ذلك حاول أن يصدر له طاقة إيجابية ولنفسه أيضا حتي لا يهزمهما المرض, وأقنعه أن يقوم ببطولة فيلم حليم وكان من المفروض أن يقوم والدي بدور طبيبه في الفيلم ولكن شاءت الأقدار أن يتوفي قبل أن يكمل دوره وبعدها بعدة أشهر توفي الفنان أحمد زكي, مشيرة إلي أن والدها, وزكي أوصيا بأن يتم دفنهما في مكان واحد. وهو ما حدث بالفعل, ليصبحا جيرانا في الوفاة مثلما كانا أصدقاء في الحياة.
* شهيرة: أول رحلة حج كانت معه: ورددنا خلفه لبيك اللهم لبيك
وطلب مني إقناع حسن يوسف بالتراجع عن الشعراوي لرغبته في تجسيده سينمائيا
لم تكن الفنانة المعتزلة شهيرة مجرد زميلة في الوسط الفني للفنان الراحل أحمد زكي, أو صديقة عابرة له, ولكنها كانت شاهدة علي بداية رحلة الإمبراطور منذ كان مجرد هاو علي مسرح قصر الثقافة بمحافظته إلي أن وصلت معه لمشهد النهاية خلال رحلة علاجه بالمستشفي; حيث تكشف الفنانة المعتزلة عن كواليس وأسرار في حياة النجم أحمد زكي.
تحكي شهيرة عن معرفتها عن أحمد زكي قائلة: بدأت معرفتي بالراحل أحمد زكي عندما شاهدته في أحد الأعمال المسرحية بمسرح قصر الثقافة بمحافظته وشعرت بأنه صاحب موهبة حقيقية وتعارفنا وأخبرته بذلك فبادرني بالسؤال كيف أفعل ذلك؟ فأوعزت له بالذهاب إلي القاهرة والتقدم للمعهد للدراسة, ورغم أنه كان غير متفائل إلا أنني قلت له لماذا لا تحاول فقط؟ ووقتها قلت له: أعرف أحد المخرجين سيدربنا علي المشاهد, وكنت وقتها تقدمت أيضا بأوراقي في نفس المعهد للدراسة ولكنه لم يكن يجد مكانا يعيش فيه في القاهرة فساعدته علي إيجاد مكان مع أحد أصدقائنا وبالفعل التحق بالمعهد لتبدأ رحلته الفنية بامتحان القبول الذي يؤدي فيه ثلاثة مشاهد أحدها باللغة العربية وآخر العامية وثالث بلهجة صعيدية, ونجحنا ودخلنا المعهد وكانت بداية رحلته لكنها كانت شاقة وبها الكثير من المعاناة والكفاح, لكن لا أنكر أن الحظ كان حليفه وأن تجربته في مدرسة المشاغبين أحد أهم الأعمال التي عرفته بالناس وبعدها توالت أدورا صغيرة. وتسرد شهيرة محاولة زكي للانتحار في بداياته عندما تحمس له مخرج كبير وقتها لا أتذكر اسمه ليقدم فيلما أمام سعاد حسني, وسيطرت عليه السعادة بشكل كبير بهذا الدور وأخبرني بذلك, قبل أن يرفضه المنتج وقال من أحمد زكي لأسند له هذه البطولة؟, أريد وجها معروفا ليسحب منه الدور وحزن وقتها حزنا شديدا لدرجة أنه هدد بالانتحار وهو في حالة غضب شديدة ولكننا هدأنا من روعه وقلنا له مازال الطريق أمامك وسوف تري الكثير والكثير وضربت له مثالا بالفنان محمود ياسين قلت له كان سيعمل مع المخرجين يوسف شاهين وحسين كمال والاثنان تنافسا عليه ولكنه لم يعمل مع أي منهما وانتظر, وكان كل هذا لأشد من أزره وهو في الحقيقة صبر وكافح حتي أثبت نفسه مع الوقت.
وأضافت أن الصداقة جمعتهما أكثر من الفن; حيث كان هناك فيلمان مفترض أنني سأجسد فيهما دور البطولة أمامه وهما وصمة عار والحب بين قوسين ولكنه اختلف مع المخرج أشرف فهمي في الرؤية, لأنه كان عصبي جدا وأشرف أيضا ولهذا لم يتفقا وكنت أنا الضحية, وحاولت كثيرا تقريب وجهات النظر ولم أستطع, كما طلبني أيضا في فيلم ضد الحكومة ولكنني لم أحب الدور ولم أجد نفسي فيه وقال لي: أنا أراك في الدور وأنا مستغرب كيف لا ترين نفسك فيه فقلت له إنها وجهات نظر ولم أوافق وغضب مني وقتها غضبا شديدا.
وتابعت قائلة: إنها لم تكن المرة الأولي التي يغضب فيها زكي مني, ولكن حدثت في مرات أخري حينما اعترضت علي فيلم ناصر56 لأنني لم أره في شخصية جمال عبد الناصر وقلت له: أنت تعمل السادات تكون رائعا لكن جمال عبد الناصر لا, لكنه قال سوف ترين, فقلت له عبد الناصر جسد ممتلئ وأكتاف ولكنه أصر وقال هتشوفي, وبعد أول يوم تصوير قال لي: وأنا أصور الشخصية كنت أشعر بأنني أطول وأكتافي أعرض, وبالفعل جسد الشخصية أروع ما يكون وقلت له لم أكن أتخيلك في شخصية عبد الناصر, كما اعترضت علي تجسيد شخصية حليم; حيث كان دائما ما يقلد طريقته في الغناء ويحرك يديه مثله تماما, وذلك عندما كان في أتم صحته, وقلت له قم بتقليده أمامنا كما تحب, ولكن لا تخرج ذلك علي الشاشة, لكنه أصر; حيث كان من أحلامه, وعن نفسي حزنت جدا لأنني كنت أري أنه لا يجب أن يجسد الدور وهو في كامل صحته لأنني لم أكن أراه فيه, فكيف يجسد الشخصية وهو مريض وغير متمكن من أدواته, فقد كان يذهب إلي التصوير وسيارة الإسعاف كانت تقف خارج الإستديو, وكلما رأيت الفيلم أحزنا لأنني لم أكن أريد أن يكون هذا العمل هو آخر أفلام زكي.
وأشارت إلي أن شخصية الشيخ محمد متولي الشعراوي كانت أحد أهم الشخصيات التي كان يتمني تجسيدها, ولكنه فوجئ بأن حسن يوسف سيجسد الشخصية, فتحدث إلي وطلب مني أن أتحدث مع يوسف وأبلغه أن أحمد يريد تجسيد شخصية الشعراوي في فيلم علي أن يقوم حسن يوسف بإخراج الفيلم, بشرط ألا يجسد يوسف الشخصية في مسلسل وبالفعل عرضت علي حسن يوسف ووافق, وقلت لأحمد زكي ذلك ولكنه لم يتحدث معه وغير رأيه وأجل المشروع ولكن كان تجسيد الشخصية من أحلامه.
وأوضحت أنها كانت تحرص علي مرافقته باستمرار خلال رحلة علاجه, وكنت تقريبا مقيمة معه في المستشفي; حيث كنت أتناوب أنا ورغدة وابن خاله معا للسهر علي رعايته, كما كنت حريصة علي النزول به إلي حديقة المستشفي, وأتحدث معه كثيرا عن حب الناس له, وجمهوره الذي ينتظر شفاءه من المرض واقرأ له القرآن, ورغم كل معاناته كان أحمد يخفي علينا تطورات مرضه وآلامه.
وأضافت أن أول أول رحلة حج لأحمد كانت معي; حيث كنت أسافر كل عام للحج وفي أحد السنوات وقبل رحيله بست سنوات طلبت منه أن يسافر معي للحج وبالفعل سعد جدا بطلبي هذا ورافقني في الرحلة وكان سعيدا بها, لدرجة أنه كان يكبر ونردد خلفه لبيك اللهم لبيك وعندما توفي وطبعت له كتيبات كتب عليها الحاج أحمد زكي, مشيرة إلي أن المقبرة المدفون فيها أنا من سعيت ليشتريها قبل وفاته ببضع سنوات; حيث سألته هل لديك مقبرة؟ فقال لي لأ وضحك وقال لي لو مت قبلك أدفنوني معكم, ثم طلب مني أن أبحث له عن مقبرة بجانبنا, وكنا قد اشترينا مقبرة من جمعية فناني الجيزة ومعنا فريد شوقي وعادل أدهم وأحمد سمير وآخرون وللحظ أحد الذين اشتروا قال لي ممكن أعطي له مقبرتي وبالفعل اشتراها, وهذه من الأشياء الجميلة التي سعدت لأنني قدمتها له.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.