سيدة بسيطة لم تحصل علي التعليم أو المال, وجدت نفسها مسئولة عن طفلين بعد زواج دام14 عاما انتهي بالطلاق, وبعد أن ضاقت بها الحال لم تلجأ إلي التسول كغيرها من عشرات السيدات أو تنحرف عن طريقها المستقيم لتحصل علي طعام يومها, ولكنها طبقت مقولة الحاجة أم الاختراع. أم أحمد ابنة ضواحي الجيزة أو كما تحب أن يطلق الناس عليها أم الأيتام لا تجيد أي مهنة لجمع المال, سوي تجارة القطط والتي تحمل أقفاصها صباح كل جمعة متوجهة إلي سوق السيدة عائشة برفقة أبنائها في تجربة تؤكد أن نساء مصر محاربات لا يعرفن الاستسلام أمام ضيق الحال أو البطالة. وتقول أم أحمد: المصائب نزلت علي رأسي مع بعض.. أبي ميكانيكي.. توفي وبعدها انفصلت عن زوجي بعد14 سنة.. ويوم التصالح توفي.. ووجدت نفسي وأولادي.. بلا لقمة عيش.. تعلمت الصبر من أمي وكانت تقول كلمة الحمد لله سر التوفيق والستر.. ولازم نسعي.. تقول: إن رحلتها مع القطط بدأت بعد أن طلب طفلها قطة صغيرة يلعب معها.. وفي مرة أصبح معي50 جنيها اشتريتها وبعد فترة اتزنقت بعتها ب100 جنيه ولم أصدق وجاءتني الفكرة.. لك أن تتخيل أن أدفع لأولادي دروس ب400 جنيه و350 إيجار اليوم ابني طلع الثاني علي مدرسته في الصف السادس الابتدائي وكلاهما متفوقان جدا ولم أنسهما أو أتخلي عنهما والتجارة أسبوع نايم وأسبوع يمشي.. وربنا الستار أحسن ما أمد يدي ورغم إن في إتاوة10 جنيهات أدفعها إجباري في سوق السيدة عائشة لبلطجي يتعرض لي بالسوء.. وبالرغم من وجود نحو52 بائعا ولكن الله يرزقني وأشتري كيلو رجول الفراخ ب5 جنيهات وهي مغذية لنا.. ولالقطط.. وولداي يقفان معي من6 صباحا حتي التاسعة مساء.. وأؤكل القطط بطاطس مهروسة وبيض مسلوق ويشربوا لبن وكلها مصاريف وهي ليست غدارة وأذكياء جدا.. لكن كل همي أن أري أولادي في مستقبل محترم ومشرفين بلدهم وأنفسهم.