باشرت نيابة مركز ناصر ببني سويف برئاسة عاصم طنطاوي رئيس النيابة وأحمد عبدالله مدير النيابة التحقيق في كارثة سقوط أتوبيس بركابه فوق معدية بالنيل أثناء توجههم لإحياء ذكري الأربعين بمدافن القرية. استمع المستشار حمدي فاروق المحامي العام لنيابات بني سويف لأقوال الأهالي الذين أكدوا اختلال عجلة القيادة بيد سائق الأتوبيس طارق حسن عبدالحليم عقب نزول الأتوبيس من المعدية متوجها إلي المقابر فانزلق إلي الخلف وسقط بركابه في النيل, وأسفر الحادث عن مصرع20 منهم17 من سيدات القرية وطفلتين وشاب وتبين من أقوال الأهالي أن الأتوبيس كان يحمل37 راكبا من أهالي القرية والعبارة مكتظة بالمواطنين والدراجات البخارية, وقرر المحامي العام حبس السائق4 أيام علي ذمة التحقيق وسرعة ضبط وإحضار سائق المعدية وإجراء المعاينة للعبارة وفحص تراخيصها لمعرفة مدي صلاحيتها وندب وكيل نيابة لسماع أقوال الناجية الوحيدة في الحادث حياة طه علي التي أكدت في أقوالها انها اتفقت مع ابنة عمتها هانم علي الذهاب معها في الصباح بصحبة العائلة إلي المدافن بقرية اشمنت لقراءة الفاتحة علي فقيدهم عادل الذي توفي منذ40 يوما في مباراة كرة قدم في أتوبيس رحلات, وأن يكون التجمع أمام مسجد القرية ببني حدير التابعة لمركز الواسطي. وأضافت حياة في التحقيقات أنها اختارت المقعد الخلفي في الأتوبيس بجوار إكرام أحمد حسين(45 سنة) وعند وصولنا إلي مرسي معدية اشمنت من الجانب الغربي اندفع الأتوبيس إلي المعدية وركبت معنا أكثر من11 دراجة بخارية وعدد من المواطنين, وقام سائق الأتوبيس بدفع10 جنيهات رسم ركوب المعدية وعاد بعدها إلي ركوب الأتوبيس, وعند الوصول إلي المرسي من الناحية الشرقية, وقفت المعدية وبدأ نزول الدراجات البخارية, وعندما قام سائق الأتوبيس بالنزول إلي الطريق المؤدي إلي المقابر فوجئنا بانزلاق الأتوبيس إلي الخلف وسقوطه في نهر النيل واصطدمت رأسي بالمقعد الأمامي ولم أشعر بنفسي إلا وأنا خارج المياه بعد أن أنقذني أحد الصيادين الموجودين بنهر النيل ووضعني في قارب صيد وأوصلني إلي الشاطئ ونقلت إلي مستشفي بني سويف العام, كما استمعت النيابة إلي أقوال محمد عبدالتواب نجل الناجية الوحيدة من الأتوبيس المنكوب وقال إن بنات عمتي اتفقن مع والدتي حياة علي الذهاب إلي مدافن العائلة لإحياء ذكري الأربعين وخرجت في الصباح وفوجئت باتصال تليفوني من أحد أبناء القرية تصادف وجوده في موكب عزاء آخر بالمعدية يخبرني بانقلاب الأتوبيس في نهر النيل, وأن والدتي علي قيد الحياة ونقلناها إلي مستشفي بني سويف العام.. وقال: أهالي القرية تجمعوا في مكان الحادث للاطمئنان علي ذويهم قبل أن يكتشفوا وفاتهم. روايات وقصص مأساوية يرويها أهالي وأسر ضحايا معدية بني سويف المنكوبة التي شهدت كارثة بشرية مروعة راح ضحيتها20 من أهالي القرية أثناء احيائهم ذكري الاربعين لوفاة الشاب عادل الذي توفي بالسكتة القلبية. * كانت تتمني الشهادة* في البداية روي أحمد عبدالستار( موظف بالسكة الحديد) أنه فقد شريكة حياته وأم أبنائه الأربعة الفقيدة نجلاء أحمد عبدالمولي(33 سنة) وتركت له دعاء(13 سنة) ورحاب(12 سنة) وندي(11 سنة) ويوسف(6 سنوات) ولا يعرف كيف سيكمل بقية عمره بدونها وأنه افتقد اعز إنسانة له في الحياة, مضيفا أنها كانت تتمتع بدماثة الخلق والتدين فمنذ اقترانه بها منذ15 عاما وهي تواظب علي أداء الصلاة وصوم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع وكانت تتمني أن تنال الشهادة في سبيل الله وكانت تداعبه قائلة: الرجال هم من ينالون الشهادة في الجهاد وعندما انطلقت ثورة التحرير وكان هو أحد رجال الثورة طلبت منه الذهاب لميدان التحرير لنيل الشهادة ولكنها نالتها في الاتوبيس وقال أنها اشترطت عليه ألا يتزوج بعدها ويضيف: بالأمس فقط وقعت مشاجرة بين اخي وزوجته فقالت له المرحومة تزوج من أخري فداعبتها قائلا: أنا اللي هتجوز فردت قائلة سأموت قريبا واوعي تتجوز وكأنها كانت توصيني وصيتها الأخيرة قبل الفراق بساعات. * الأم المثالية* يقول رفعت أحمد حسين( فني مساحة بمشروعات ري بني سويف, فقدت والدتي ثريا قرني جنيدي وشقيقاتي الثلاثة اكرام(33 سنة) وهويدا(22 سنة) ورحاب(20 سنة) إضافة إلي زوجة شقيقي مها فوزي عبدالظاهر(25 سنة) التي كانت تنتظر مولودها الأول, كما توفيت والدتها تحية مصطفي مرسي(50 سنة) وكأنها أسرة تزف إلي عرس أجمل من أي عرس علي وجه الأرض وهو شرف الشهادة وعن والدته يروي انها كانت الأم المثالية للقرية بأكملها حيث كان تتمتع بالطيبة وحسن الخلق وحنان الأمومة وكانت تعتبر الحضن الدافئ لشباب القرية الذين كانوا يعتبرونها أمهم جميعا للحد الذي وصل لتجمعهم عندها لمشاهدة مباريات كرة القدم وكانت ترحب بهم وتسعد لفرحتهم عندما تغمر السعادة قلبهم بفوز منتخب مصر في المحافل الرياضية. * أصبحت وحيدة* تقول وفاء أحمد عبد المولي( زوجة المرحوم عادل الشاب الذي توجه الي زيارة قبره ضحايا الأتوبيس لاحياء ذكراه): تركني عادل منذ40 يوما وفي أحشائي ثمرة حبه ولكنني فقدت أمي سعدية محمد وشقيقاتي عفاف ونجلاء وابنة أخي الطفلة شهد وزوجة أخي يسرية مختار وأشعربأنني الآن أصبحت وحيدة في هذه الدنيا ومليش غير ربنا وعزائي الوحيد انني أحمل في أحشائي طفلا سيظل يذكرني بزوجي الغالي عادل لآخر يوم في عمري. * نجوت وماتت شهد* أحد الناجين سعيد أحمد عبد المولي يروي قصته مع لحظات الموت المروعة قائلا: نجوت باعجوبة من الموت حينما كنت جالسا خلف السائق وعندما بدأ الأتوبيس في الاهتزاز تعالي صراخ السيدات فانفعلت عليهم طالبا منهم الهدوء لتخطي الصدمة ولم أدر بنفسي الا وأنا في نهر النيل أصارع الموت حتي نجاني الله ووصلت للشاطئ لأبدأ المساعدة في انقاذ الضحايا وينهمر في البكاء وهو يتذكر نجلة شقيقه الطفلة شهد( سنة ونصف) وهو ينتشلها من الماء بعدما فارقت الحياة. وبقلب مكلوم ودموع تعصر القلوب انهمر والد الطفلة شهد في البكاء وهو يروي لحظات فراق فلذة كبده فقال: أمس كانت شهد تعاني سخونة وقيئا واسهالا وتوجهت بها للطبيب الذي وصف لها دواء وتحسنت حالتها وبدأت في مداعبتي واللعب معي وتخبئ تليفوني المحمول وتأتي به ضاحكة عندما أبحث عنه ثم نامت علي كتفي ولم أعرف أنه آخر حضن بيني وبينها ففي اليوم التالي فارقت الحياة وتركتني أتجرع نار فراقها بعدما رأي جثمانها الثري ثم راح في نوبة من البكاء الشديد. وقالت حياة طه علي ترقد في عنبر الحريم في مستشفي بني سويف العالم انها توجهت صباحا مع أولاد عمتها بعد أن استأجروا أتوبيس ميني باص لإحياء ذكري الأربعين في فقيدنا الغالي عادل لاعب كرة بنادي مركز شباب بني حدير وركنا جميعا وكان عددنا24 من سيدات القرية وكنت في المقعد الخلفي وعندما وصلنا الي مرسي معدية اشمنت من الناحية الغربية صعد الأتوبيس داخل المعدية وعندما وطلنا الي الناحية الشرقية وأثناء نزول الأتوبيس من المعدية سقط في نهر النيل ولم أشعر بنفسي إلا وأنا في المستشفي العام. وكانت معدية قرية أشمنت التابعة لمركز ناصر قد شهدت حادثا مأساويا راح ضحيته20 من بينهم17 سيدة وشاب وطفلتان و3 جثث تم انتشالهم من قبل الاهالي ورفض ذووهم نقلهم للمستشفي وبينما اصيب2 اخران, بالاضافة لنجاة3 أشخاص كانوا في طريقهم لاحياء ذكري الاربعين وزيارة قبر فقيدهم عادل أحمد حسين لاعب كرة قدم الذي توفي منذ40 يوما بسكتة قلبية حيث توجهت اسرة وعائلة الشالب إلي مقابر العائلة بالمدافن واستقلوا اتوبيس ميني باص من قرية بني حدير بمركز الواسطي متجهين إلي المقابر واثناء وقوف الاتوبيس في مؤخرة المعدية وقبل رسو المعدية في الجانب الشرقي انزلق الاتوبيس من المعدية وسقط في النيل بركابه فلقوا مصرعهم غرقا. وقد كشف الحادث الاليم عن وفاة عائلتيين بالكامل هم عائلة ابوحسين وعائلة عبدالمولي و أكد شهود العيان من المشاركيين في انتشال الجثث عن قصور واهمال شرطة المسطحات المائية التي وصلت متاخرة وادت إلي ارتفاع اعداد الضحايا وصعوبة العثور علي ضحايا اخرين, حيث اكدوا أن الاتوبيس يضم24 راكبا كلهم سيدات وشاب واحد وقال سعد الجبالي35 سنة أن قوارب الصيد الموجودة في نهر النيل بجوار المعدية والصيادو منهم قاموا بانتشال15 جثة في حين قامت شرطة المسطحات المائية بانتشال جثتين فقط عن طريق الغواصيين بسبب تأخرهم وقامت سيارات الاسعاف بنقل17 غريقا إلي مستشفيات بني سويف العام واطفيح المركزي. وكان الدكتور ماهر الدمياطي محافظ بني سويف قد انتقل لموقع الحادث ومعه قيادات الدفاع المدني باشراف العميد ابراهيم عانوس مدير ادارة الحماية المدنية واكد المحافظ انه تم صرف مبلغ5000 جنيه لكل رب اسرة والف لكل متوفي وطلب من رئيس مدينة ناصر تقديم تقرير عاجل عن المعدية.