رئيس الرقابة المالية يشارك فى اجتماع مجلس إدارة المنظمة الدولية لهيئات أسواق المال    «معلومات مجلس الوزراء»: السيارات الكهربائية تحدث تحول جذري في قطاع النقل وتعيد تعريف سوق السيارات    لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك.. إنزال نصف مليون «زريعة بلطي» بنهر النيل في قنا    استقبال 12774 طلبًا لاستخراج شهادات بيانات التصالح على مخالفات البناء بالشرقية    وكالة إيرانية: طهران زودت الحوثيين في اليمن بصاروخ باليستي يطلق من البحر "يشكل تحديات خطيرة لمصالح أمريكا وإسرائيل    عاجل| السيسي يعقد جلسة مباحثات مع الرئيس الصيني    القنوات الناقلة ل مباراة فيورنتينا ضد أولمبياكوس في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي    الأهلي يخاطب الاتحاد الافريقي بسبب الزمالك    ترقب نتائج الصف الثالث الإعدادي بمحافظة القاهرة للفصل الدراسي الثاني 2024    للمرافعة.. تأجيل محاكمة 4 متهمين بالتزوير في محررات رسمية للغد    قبل 4000 عام.. دراسة: المصريون القدماء حاولوا إجراء جراحة لإزالة السرطان في الدماغ    مدير الأغاخان عن ترميم المارداني: تابعت كل المراحل وسيمثل تجربة فريدة للجمهور    بعد حصوله على جائزة الدولة..مصطفي كامل يهنئ الدكتور رضا بدير أستاذ آلة الناي    «نقص 17 ألف صنف متداول»..تدخل برلماني لحل أزمة نواقص الأدوية    بغداد بونجاح ينضم لصفوف الأهلي.. شوبير يكشف الحقيقة    أردوغان: روح الأمم المتحدة ماتت في غزة    جوتيريش يدين بشدة محاولة كوريا الشمالية إطلاق قمر صناعي عسكري    "تعليم الجيزة" يكرم أعضاء المتابعة الفنية والتوجيهات وأعضاء القوافل المركزية    حريق يتسبب في تفحم محتويات شقة سكنية في منطقة الحوامدية    ضبط 10 آلاف عبوة سجائر مستوردة داخل مخزن غير مرخص بطنطا    وزير خارجية النرويج: نتطلع على مدار عقود للاعتراف بالدولة الفلسطينية    السفير اليمني يبحث مع رئيس جامعة الأزهر تعزيز التعاون    البحيرة: توريد 222 ألف طن قمح للشون والصوامع حتى الآن    ليكيب: مبابي لم يحصل على راتبه من باريس منذ شهر إبريل    بالأسماء.. ننشر نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بمحافظة الوادي الجديد    حلم «عبدالناصر» الذى حققه «السيسى»    جيش مصر قادر    3 فنانات يعلن خبر ارتباطهن في شهر مايو.. مي سليم آخرهن    «التعليم» تحقق في مزاعم تداول امتحانات الدبلومات الفنية 2024    تعرف على جدول قوافل «حياة كريمة» الطبية في البحر الأحمر خلال يونيو    وزيرة الهجرة تستقبل أحد أبناء الجالية المصرية في كندا    لجنة القيد تحت التمرين.. بداية مشوار النجومية في عالم الصحافة    ضبط سلع غذائية منتهية الصلاحية بالفيوم    إدعى إصدار شهادات مُعتمدة.. «التعليم العالي» تغلق كيانًا وهميًا في الإسكندرية    ماجواير يستعد لمحادثات حاسمة مع مانشستر يونايتد    رئيس جامعة حلوان يتفقد كلية التربية الرياضية بالهرم    رئيس جهاز 6 أكتوبر يتابع سير العمل بمحطة مياه الشرب وتوسعاتها    فرقة aespa ترد على رسائل شركة HYPE للتخلص منها    الخارجية: مصر تلعب دورًا فاعلًا في عمليات حفظ السلام    مصر للطيران تسير اليوم أولى رحلات الجسر الجوى لنقل حجاج بيت الله الحرام    «السبكي» يستقبل رئيس «صحة النواب» في زيارة تفقدية لمستشفى شرم الشيخ الدولي    جامعة القاهرة: قرار بتعيين وكيل جديد لطب القاهرة والتأكيد على ضرورة زيادة القوافل الطبية    توضيح حكومي بشأن تحويل الدعم السلعي إلى نقدي    وزارة الصحة تكشف المضاعفات الخطرة للولادات القيصرية غير المبررة.. انفوجراف    أفضل دعاء الرزق وقضاء الديون.. اللهم ارزقني حلالًا طيبًا    الخارجية الروسية تعلق على تصريح رئيس الدبلوماسية الأوروبية حول شرعية ضرب أراضيها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 29-5-2024    صلاة الفجر من مسجد الكبير المتعال فى بورسعيد.. فيديو وصور    محمد فاضل بعد حصوله على جائزة النيل: «أشعر بالفخر وشكرًا لوزارة الثقافة»    حج 2024| ما الفرق بين نيابة الرجل ونيابة المرأة في الحج؟    حج 2024| هل يجوز حلق المحرِم لنفسه أو لغيره بعد انتهاء المناسك؟    «شمتانين فيه عشان مش بيلعب في الأهلي أو الزمالك»..أحمد عيد تعليقا على أزمة رمضان صبحي    نصف شهر.. تعرف على الأجازات الرسمية خلال يونيو المقبل    واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في دعمنا العسكري لإسرائيل    بلاتر: كل دول العالم كانت سعيدة بتواجدي في رئاسة فيفا    حسين حمودة: سعيد بالفوز بجائزة الدولة التقديرية في الأدب لاتسامها بالنزاهة    رئيس رابطة الأنديةل قصواء: استكمال دوري كورونا تسبب في عدم انتظام مواعيد الدوري المصري حتى الآن    أحمد دياب: فوز الأهلى والزمالك بالبطولات الأفريقية سيعود بالخير على المنتخب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مأساة المواساة‏!‏
نشر في الأهرام المسائي يوم 28 - 04 - 2011

يمر العمر عليهم‏,‏ ليجدوا انفسهم بين جدران غريبة‏,‏ يقاسمهم الغرفة أطفال لا يعرفونهم سوي انهم يتقاسمون الهم ذاته‏,‏ ويتشابه الأمس من حياتهم مع يومهم فهو الذي قادهم إلي هنا‏.
منهم اليتيم الذي فقد والده واللطفل الذي فقد حنان امه واخرون فقدوا كليهما هم ضحايا التفكك الاسري والطلاق والضعف الاقتصادي للاسرة‏,‏ فباتوا يشعرون بأن الخطر واحد سواء كان من سوء معاملة اصحاب السلطة عليهم في تلك المؤسسات او حتي مستقبلهم المظلم في مجتمع يوصم من تربوا في الملاجيء بوصمة عار علي الرغم من انهم لم يختاروا ذلك‏(‏ فمن منا اختار ابويه؟‏)‏
فكان مصير هؤلاء الابرياء سريرا في دار رعاية يضعون همومهم علي وسادته في الليل بعد يوم شاق من التعذيب النفسي وقد يكون جسديا وكل هذا يحدث واصحاب الشأن والمؤسسات المنوطة بذلك لاتهتم‏,‏ فلم يجدوا شيئا يهتمون به في السابق سوي جمع المال من اقوات وعلي حساب وحياة هؤلاء‏,‏ سميت بوزارة التضامن ولكنها كانت في الحقيقة‏(‏ وزارة الهانم‏)‏ لتشكل لنا بؤرة من الاجرام كان في اعتقادنا انها لاتوجد سوي بين جدران السجون دون الالتفات الي تلك المؤسسات فكيف سيكونون أسوياء ومن يربيهم لا يعرفون معني الاخلاق‏,‏ ففي جمعية المواساة بالعباسية شاهدت الواقع بعيني دون تجميل او تزييف فكان المشهد كالتالي طفلة لا يتعدي عمرها الخمس سنوات تصيح المشرفة في وجهها بشدة وتصرخ ثم تصفعها ضربة قوية علي ظهرها ونهرت جميع الاطفال الموجودين بشدة فما كان لها سوي البكاء بشكل يبكي القلوب‏,‏ وطفلة اخري تشتكي من افتقادها لحنان امها المتوفاة والذي لم تجده في قلوب المربيات وعدم توفير وسيلة للاتصال بأي من اقاربها‏,‏ واخرون يعانون من سوء معاملة الادارة ولم يجدوا سوي الهرب طريقا للخلاص‏,‏ وطفلة صغيرة بريئة تقول ان كمية الطعام لا تكفي وانها تظل جائعة حتي بعد تناول الغذاء وان اقاربها يطمئنون عليها ثم يمضون بسرعة ولا تستطيع التحدث معهم كما تريد‏,‏ واخرون واخرون ولا احد يدري وان كانوا يدرون لا يتحركون‏,‏ طلبنا مقابلة مدير الجمعية فعند زيارة الاهرام المسائي وجدنا كل شيء جاهزا للتصوير واحد العمال في انتظارنا وذلك علي عكس الواقع الذي سمعناه من الاطفال وهم يتلفتون حولهم ويسردون لنا واقعهم المرير بصوت خافت حتي لا يسمعهم احد من المسئولين عن الدار‏.‏
والاهرام المسائي اذ يضع هذه الحقائق امام المسئولين وخاصة وزارة التضامن حتي تمتد يد الثورة حتي تحظي بالرعاية والاهتمام الذي يمكن ان يساهم في تخريج اجيال تساهم في بناء مصر ما بعد الثورة إلي تلك الدار والمؤسسات الاخري لان النزلاء في غالبيتهم كانوا ضحايا ظروف قهرية لفساد النظام السابق الذي اسقطته الثورة‏.‏
‏(‏رسالة الدار‏)‏
في البداية يقول‏(‏ عبدالحميد كامل‏)‏ مدير عام الجمعية ان الجمعية تواجه ضعفا كبيرا بموازنتها بسبب توقف المخصصات وإعانات وزارة التضامن عنها منذ اكثر من تسع سنوات وتعتمد علي إعانات اهل الخير غير الثابتة فاذا توقفت هنا تكون الكارثة الحقيقية‏,‏ انهم حتي الان لايعرفون سبب توقف تلك الاعانات فتارة يقولون ان هناك إجراءات إدارية لبحث الموقف ونقص في الاوراق وتارة أخري يتحججون بعدم وجود‏(‏ نظام الدفاع المدني‏)‏ داخل الجمعية وهو عبارة عن طفايات للحريق والذي تكلفته تتعدي المائة وخمسين الفا‏,‏ وبالطبع ليست لديهم القوة المادية التي تساعدهم علي شرائه‏.‏
ويناشد مدير الجمعية الدكتور وزير التضامن بأن ينظر إلي الجمعية نظرة عطف لان الدار مهملة من قبل الوزارة‏,‏ موجها له سؤالا‏(‏ ماذا سنفعل اذا انقطعت الإعانات التي تأتينا من اهل الخير؟‏)‏ فلديهم عدد‏118‏ ولدا وفتاة يحتاجون الي الرعاية الصحية والاجتماعية والطعام والملبس‏.‏
ويضيف ان وزارة الاسرة والسكان ارسلت لهم مندوبا منها منذ سنة ونصف ليبلغوهم بانه سيتم إنشاء مبني يخصص لأطفال الشوارع داخل الدار ولكنهم رفضوا ذلك وابلغوهم بان الميزانية لا تسمح لاستيعاب هؤلاء الاطفال وانضمامهم للجمعية‏.‏
بينما يتراوح عمر ابناء الجمعية من سن اربع سنوات حتي سن‏18‏ سنة وهم بمراحل التعليم المختلفة منهم‏40‏ بنتا و‏68‏ ولدا‏,‏ بها‏7‏ عنابر للنوم منها‏3‏ للبنات و‏4‏للبنين‏,‏ ويلحق بها مدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم‏(‏ مدرسة المواساة الاسلامية‏),‏ وتضم ايضا‏/‏ الحضانة والإدارة والمشغل‏,‏ وقسم اللواء المختص بتقديم الطعام والشراب والملبس وتنظيم برامج الانشطة المختلفة‏.‏
‏(‏فريق العمل‏)‏
في
يقول انهم يقومون بتقديم وجبة الافطار في الصباح وهي عبارة عن قطعة جبن وقطعة حلاوة او بيضة مع الخبز وذلك في غير ايام الدراسة‏,‏ بينما في ايام الدراسة يتسلم الاطفال من داخل صالة الطعام عدد‏3‏ سندويتشات للصغار منهم اما فوق العشر سنوات يقدم لهم‏3‏ سندويتشات وثلاثة جنيهات كمصروف اسبوعي
وفي الظهيرة تقدم وجبة ساخنة عبارة عن‏(‏ خضار وأرز وقطعة لحم صغيرة‏)‏ أو حسب المتوفر لديهم فأحيانا يقدمون لهم البطاطس بالصلصة الساخنة ووجبة العشاء مثل وجبة الافطار‏,‏ وفي كل يوم خميس يتبرع أحد رجال الاعمال بشكل دائم بعلبة كشري لكل طفل مرة واحدة في الاسبوع وذلك عكس ما قيل علي لسان الأطفال‏.‏
وتقول‏(‏ انجي ماجد‏)‏ أخصائية اجتماعية انه لا توجد امكانات حتي يقوم الاخصائيون بأداء عملهم كما يجب فمثلا الاخصائية النفسية لا تتوافر لها الادوات اللازمة لعملها مثل اختبار الذكاء والممرض المساعد والأمر نفسه بالنسبة للاخصائيات الاجتماعيات بينما يمثل ضعف المرتبات عائقا أما القيام بعملهم لأنه لا يكفي‏,‏ مشيرة إلي المستوي التعليمي للمربيات‏(‏ الأمهات البديلات‏)‏ فهن حاصلات علي دبلومات وهذا من وجهة نظرها لا يحقق المستوي التربوي المرجو للأطفال لعجز المربيات وعدم المامهم بالطرق السليمة للتربية والتعامل مع ابناء الجمعية وانهن غير مؤهلات لذلك‏,‏ وتشتكي من ارتفاع نسبة التأخر الدراسي لدي الأطفال والتي قد تصل إلي نسبة‏70‏ في المائة وذلك بسبب احتياجهم لدروس خصوصية أو مجموعات تقوية في مواد التخصص وخاصة ان الأولاد جميعهم يلتحقون بالثانوي الصناعي حتي يكون لديهم عمل أو‏(‏ صنعة‏)‏ يستفيدون منها بعد خروجهم من الجمعية فيحتاجون تدريبا أكثر علي ذلك‏.‏
وتشير إلي أن الأطفال يعانون من بعض المشاكل النفسية مثل عدم التكيف مع البيئة المحيطة والأطفال الاخرين‏,‏ والتبول اللاإرادي كوسيلة للانتقام ممن حوله من المشرفات أو المربيات من أجل اجهادهن اذا كانوا غير راضين عن معاملتهن لهم‏,‏ وفي مرحلة المراهقة يظهر لدي البعض منهم التمرد ومحاربة السلطة أي الإدارة‏,‏ وتقول ان حالات الهروب تحدث عندما يتأخر أهالي الأولاد عن زيارتهم لمدة طويلة فيقومون بالهروب من الجمعية لزيارتهم ويعودون مرة اخري‏!.‏
ويضيف‏(‏ رمزي عبد العزيز عبد المطلب‏)‏ مشرف عام الجمعية وعضو مجلس الإدارة‏(‏ متطوع‏).‏
ان الكاتب المرحوم عبد الوهاب مطاوع كان يقوم بتقديم مساعدات مادية للجمعية‏,‏ قائلا ان الجمعية مرت بكثير من الصعوبات منها هدم هيئة مترو الانفاق المقر الرئيسي للجمعية لبناء محطة جديدة ثم قامت بإعادة بنائه مرة اخري‏,‏ ولكن ذلك أغلق جميع منافذ الجمعية مما جعلها غير مرئية مما يصعب علي أهل الخير أو حتي رجال الاعمال الوصول إليها علي الرغم من انها من أقدم الجمعيات الخيرية وانشأت في عام‏1908‏ م‏.‏
ويتفق مع مدير عام الجمعية بأن أهم المعوقات التي تواجهها الجمعية هي المادة أو المال‏,‏ وان وزارة الأوقاف تقدم لهم ريعا ولكنه لا يكفي وان اعانات أهل الخير قد تكون مادية أو عينية مثل لوازم الدراسة من كشاكيل وأقلام وغيرها‏,‏ مشيرا إلي ان مصاريف الجمعية تصل إلي‏30‏ ألف جنيه شهريا وان الادوية لاتتوافر في الجمعية وفي حالات الاصابة بأي مرض أو عرض يقومون بإخلاء الطفل إلي التأمين الصحي التابع لوزارة التربية والتعليم أو مستشفي الزهراء أو مستشفي دار الشفاء المجانية‏.‏
وقال انهم يأملون بأن تتوفر القوة المادية لمساعدتهم علي تنفيذ بعض المشاريع لزيادة النفع العام منها مثل مستوصف خيري يوفر لهم عائدا ماديا وصالة للاجتماعات والمحاضرات ومشروعات صغيرة للدار ودار ضيافة للطالبات المغتربات‏.‏
‏(‏عنابر المساجين‏)‏
بعد رفض شديد واعتراض علي دخولنا إلي عنابر الأطفال صعدنا إلي العنابر برفقة احدي الاخصائيات الاجتماعيات وعند دخولي إلي أحد العنابر والذي يشبه عنبر المساجين وقعت عيناي علي طفل مستلق علي أحد الأسرة عمره لا يتعدي الاربع سنوات مشكلا وضع الجنين وعيناه يملؤهما الشجن يدعي‏(‏ عبد الرحمن سكر‏)‏ يتيما‏,‏ فعندما سألته عما يحلم به رد بكل براءة أريد أكلا وملبسا وعن اسلوب العقاب يقول ان بعض المشرفات يقمن بضربه عندما يرتكب خطأ ما أو معاقبتهم بالوقوف بشكل تأديبي وهناك مشرفة اخري يحبها كثيرا لتعاطفها وحسن معاملتها له‏.‏
وقابلت طالبا في الصف الثالث الثانوي يدعي‏(‏ يوسف عبد الغفار‏)‏ وجدت فيه نموذج الطالب الطموح حيث انه يريد الالتحاق بكلية الفنون التطبيقية بعد انتهاء دراسته في الجمعية وانه لا يعتمد علي شرح المدرسين له في المدرسة ولكنه يعتمد علي مدرس خاص علي معرفة به يساعده في مذاكرة دروسه وانه اذ لم يحقق ما يتمناه في التحاقه بالكلية سيبحث عن مصدر رزق اخر عند خروجه ويقول انه لديه دفتر توفير لا يعلم أحد عنه شيئا سوي الاخصائي الاجتماعي‏(‏ الاستاذ أشرف‏)‏ حيث يقوم بعض المتبرعين بعمل دفتر توفير خاص ويضع فيه مبلغا من المال للطفل الذي يختاره‏.‏
وفي حوش الجمعية طفل يلعب الكرة بمفرده ويرتدي ملابس رياضية يدعي‏(‏ سعيد جابر‏)‏ في الصف الأول الاعدادي والداه منفصلان وقال لي ان وزارة التربية والتعليم سلمته جهاز كمبيوتر نظرا لتفوقه الدراسي في الشهادة الابتدائية وحلمه ان يصبح لاعب كرة وان يشترك في ناد رياضي يساعده علي تنمية موهبته‏.‏
‏(‏ثقافة التعامل مع الأطفال‏)‏
الدكتور‏(‏ أحمد مجدي حجازي‏)‏ استاذ علم الاجتماع بجامعة‏6‏ اكتوبر أوضح ان اسلوب التربية في الثقافة المصرية القائم علي تعنيف الأطفال خطأ كبير يجب الاعتراف به فمثلا عندما يتكون في ذهن أطفالنا بعض الاسئلة الملحة والتي يريدون اجابة عنها باعتبارهم مازالوا يكتشفون العالم من حولهم يقوم بعض الاباء بتعنيفهم أو عندما يكون هناك حديث بين الكبار يكون الطفل مطرودا منه‏,‏ وهذا في حد ذاته خطأ جسيم فالطفل يجب ان يكتشف كل شيء من حوله حتي ولو كانت المصطلحات السياسية حتي تتكون لديه شخصية قوية تجعله فيما بعد يطالب بحقوقه وهو علي دراية كاملة بها‏.‏
وأضاف الدكتور اننا بحاجة إلي تعلم ثقافة جديدة وهي‏(‏ ثقافة التعامل مع الأطفال‏)‏ التي نجهلها جميعا‏,‏ حيث ان المجتمع من حوله لا يوفر له احتياجاته النفسية أو التربوية أو الاجتماعية فكلها قائمة علي المكتسبات من داخل الاسرة أو المدرسة أو الاصدقاء‏,‏ مستنكرا قيام المشرفين داخل دور الرعاية بمعاملة الأطفال وكأنه واجب أرغموا علي تنفيذه دون النظر إلي الجانب العاطفي في التعامل مع هؤلاء المساكين‏,‏ الذين هم في أشد الحاجة إلي يد تمسح دمعتهم وتعينهم علي تحمل ظروفهم الخاصة حتي ينشأوا في بيئة سليمة ويصبحوا أسوياء قادرين علي الافادة والاستفادة وليس بؤرة من الإجرام تهدد أمن وسلامة المجتمع ككل‏.‏
‏(‏في انتظار نتائج الزيارة‏)‏
وفي اتصال هاتفي مع السيدة‏(‏ سيدة حسن محمد‏)‏ مديرة المديرية بالقاهرة أدهشني كثيرا قولها أنه قبل البدء في انشاء أي جمعية أو دار رعاية ان يتقدم صاحبها بطلب إلي هيئة الدفاع المدني وبعد تركيب طفايات الحريق لأنها من مقومات حماية الأطفال وهي ضرورية وأخذ موافقة الاسكان ثم يبدأ بعد ذلك في عملية البناء‏,‏ ويجب ان يتوفر الجانب المادي لذلك‏,‏ متسائلة ماذا سأفعل فإن الجمعيات الخيرية لا تقام الا بوجود جهاز الدفاع المدني؟ وماذا سأفعل بالأيتام؟
وأشارت إلي أن اللائحة تقر بأنه يجب ان يكون لدي أصحاب الجمعية ترخيص سليم وطفايات للحريق
وطالبت إدارة الجمعية بتقديم شكوي باسمها بمكتبها الخاص ووعدتنا ببحث المشكلة باسرع وقت‏,‏ وانه في الوقت الحالي لا تتم الموافقة علي تراخيص بسبب وجود اماكن خالية داخل مؤسسات المديرية أو الوزارة ومن الممكن استيعاب اعداد هؤلاء الأطفال داخلها‏.‏
وفي حالة وجود ترخيص والنتيجة المرضية للاشراف علي الجمعية سيتم صرف المبلغ المطلوب حتي خمسين ألف جنيه وفيما فوق لا يسمح لها بذلك ولكن يقوم اعضاء إدارة الجمعية بتقديم طلب إلي وزير التضامن حتي يتم صرف باقي المبلغ المطلوب‏.‏
وماذا عن مستقبل هؤلاء الأطفال اذ لم يتم السماح بترخيص للجمعية؟ وماهو الحال اذا توقفت الاعانات عن تلك المؤسسة الرعوية؟ تقول‏(‏ عائشة عبد الرحمن‏)‏ رئيسة قطاع الشئون الاجتماعية بالوزارة انه يجب أولا التأكد من نزاهة أصحاب الجمعية علي ما يبدو ان الجمعية لا تمتلك الترخيص لذلك لم تصرف لهم الاعانات وانهم بالفعل يعيشون علي تبرعات أهل الخير‏,‏ مشككة في ان كل التبرعات يقوم أصحاب تلك الجمعيات بصرفها كاملة علي ابناء الجمعية وان هناك الكثير من تلك المؤسسات تقام فقط من أجل أغراض اخري غير انسانية منها جمع تبرعات كبيرة وجعلها مصدر رزق شخصي لهم دون الاهتمام بالأطفال واحتياجاتهم واهمال شديد في حقوقهم وقد تصل إلي سرقة دفاتر التوفير الخاصة بالأطفال بالتنسيق مع المسئول عن ذلك مشددة ان كل ذلك سيتضح بعد زيارة القطاع للجمعية‏,‏ وانها تتمني ان تكون نتيجة الزيارة مرضية‏.‏
مؤكدة انها سوف تبعث مجموعة لزيارة تلك الجمعية والاشراف عليها حتي يتضح كل شيء‏,‏ وانهم لم يكونوا علي علم بها كحال كثير من الجمعيات الخيرية التي لا تعرف الوزارة عنها شيئا‏,‏ متفقة مع قول مديرة المديرية بوجود أماكن خالية بالقطاع‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.