مع دقات التاسعة مساء, تتعلق قلوب90 مليون مصري بأقدام11 لاعبا مصريا يبحثون عن أول فوز للفراعنة علي أسود الأطلسي منذ31 عاما وتحديدا منذ مارس1986 عندما يلتقي المنتخب الوطني الأول لكرة القدم مع نظيره المغربي في ختام مباريات دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الإفريقية. وتعد قمة الليلة هي الأولي للمنتخبين معا في الكان منذ11 عاما وتحديدا عندما تعادلا معا سلبيا في المجموعة الأولي لأمم2006 ونجحت مصر بعدها في الانطلاق وأحرزت اللقب في أول كأس لها ضمن ثلاثية حسن شحاتة الشهيرة. وفي نفس الوقت تعد قمة الليلة هي الأولي للمنتخبين وجها لوجه في الكان ضمن مرحلة إقصائية لا بديل فيها عن الفوز لأي فريق منذ عام1986 عندما التقيا في الدور قبل النهائي وفاز المنتخب بهدف طاهر أبوزيد الشهير. وتمثل قمة الليلة قمة التكتيك في ظل مواجهة قوية تنتظر أفضل من يعمل تكتيكيا في الكان علي صعيد الأجهزة الفنية سواء هيكتور كوبر المدرب الأرجنتيني المدير الفني للمنتخب الوطني الأول أو هيرفي رينار المدرب الفرنسي المدير الفني للمنتخب المغربي صاحب التاريخ الحافل في بطولات كأس الأمم الإفريقية وكلاهما فرض نفسه في الدور الأول بطريقته الدفاعية الحديدية مع غلق المساحات واللجوء إلي الهجمات السريعة للوصول إلي مرمي المنافس في أسرع وقت. ويدخل المنتخب الوطني اللقاء وهو متصدر المجموعة الرابعة بعد3 مباريات بدون هزيمة ولم تهتز شباكه فيها بأهداف, فيما تلعب المغرب كوصيفة للمجموعة الثالثة بعد حصدها6 نقاط خلف الكونغو الديمقراطية المتصدرة. عناصر القوة في الفريقين عناصر القوة في المنتخبين المصري والمغربي معروفة, كلاهما يلعب كرة منضبطة تكتيكيا, لا مغامرة هجومية1/3/2/4 واللجوء إلي دفاع المنطقة القوي بالإضافة إلي الهجمات المرتدة هو سلاح كل منهما, ويراهن هيكتور كوبر المدير الفني علي قوة شخصية ومهارة محمد صلاح والساحر الجديد عبدالله السعيد في بناء الهجمات والتسجيل أيضا وكلاهما كان له الدور الأكبر في حسم صدارة المجموعة الرابعة خلال لقاء الفريق أمام أوغندا ثم غانا علي الترتيب بالإضافة إلي الكرات العرضية التي لم تستغل من طرفي الملعب حتي الآن من جانب ثلاثي الهجوم الذي تناوب علي اللعب وهم بالترتيب مروان محسن وكهربا وأحمد كوكا. ويمتاز المنتخب المصري بامتلاك الحارس الأفضل في تاريخ إفريقيا وهو عصام الحضري44 عاما الذي قدم بطولة رائعة وحقق الكثير من الأرقام القياسية بالإضافة إلي قلبي دفاع مميزين هما علي جبر وأحمد حجازي. في المقابل, يملك المنتخب المغربي هو الآخر مجموعة مميزة من اللاعبين يراهن عليهم اليوم في حسم النتيجة لصالحه يتصدرهم قلبا دفاع مميزان هما رومان سايس ومهدي بنعطية صاحب الشخصية القيادية داخل الملعب بالإضافة إلي ظهيري جنب ولاعبي وسط قادرين علي التحول السريع هم مانويل داكوستا ومبارك بوصوفة ونبيل درار ومهاجمين مجتهدين مثل رشيد العليوي وعزيز بوحدوز ويوسف الناصيري والذين يعتمد عليهم رينار. نقاط الضعف هنا وهناك الحديث عن نقاط الضعف واضحة في الفريقين قبل لقاء الليلة ففي المنتخب الوطني يعد مستوي رءوس الحربة هو أهم نقطة ضعف يعاني منها كوبر من الدور الأول بعدما فشل مروان محسن ومحمود عبدالمنعم كهربا وأحمد حسن كوكا والاعتماد بشكل كبير علي التسجيل من التسديد والركلات الثابتة ومهارات عبدالله السعيد ومحمد صلاح, في التسجيل وتهديد المرمي, في المقابل يعاني المنتخب المغربي من مشكلة كبيرة في وسط ملعبه رغم جهد لاعبيه تتمثل في ضعف الخبرات والخوف في الاندفاع الهجومي وسببه خوض هيرفي رينار البطولة بخط وسط جديد بعد أن فقد عناصره الأساسية كلها قبل بدء الأمم الإفريقية وعلي رأسهم أسامة طنان وبوفال سفيان وحكيم زيياش, ويحاول تعويض هذا العنصر باللعب التكتيكي الدفاعي واللجوء إلي الهجمات المرتدة كثيرا وسلاح السرعات. مواجهة خاصة لصلاح وبن عطية المقارنة بين النجوم في المواجهات الفردية تعبر عن قمة كروية مرتقبة, فالقوة في الفريقين عبر العناصر الشخصية وجها لوجه, وتتمثل قوة المنتخب في نجمه الأول محمد صلاح المحترف في روما الإيطالي الذي سيكون في مواجهة نجم مغربي كبير وصاحب تاريخ حافل وهو المهدي بن عطية مدافع اليوفي الإيطالي حاليا, والذي لعب لروما الإيطالي وبايرن ميونيخ الألماني وكلاهما كانا يتنافسان معا علي لقب نجم الكرة العربية الأول في عام2016 والتي حسمها صلاح لصالحه. وسيواجه صلاح نظيره المهدي بن عطية في قمة شرسة اليوم بين مهاجم من العيار الثقيل ومدافع مخضرم له الباع الطويل والكبير في الكرة الإفريقية. في الوقت نفسه, سيكون هناك سباق آخر شرس بين مهاجمين يبحثون عن زيادة أسعارهم واكتشاف أنفسهم في الكان بعد أن خطفوا الأنظار ويمتازون بالقدرة علي التسجيل من ألعاب الهواء ولديهم قوة بدنية هائلة أمام دفاع مصري حديدي لا يقل قوة وشراسة وهو صراع عزيز بوحدوز ويوسف الناصيري مهاجمي المغرب في مواجهة أحمد حجازي وعلي جبر اللذين برزا بشدة في أول3 جولات. مشوار مصر جاء تأهل المنتخب الوطني الأول لكرة القدم إلي دور الثمانية عقب صدارته للمجموعة الرابعة برصيد7 نقاط بدأها بالتعادل السلبي مع مالي ثم حقق الفوز الصعب علي أوغندا بهدف دون رد سجله عبدالله السعيد ثم حقق الفوز بنفس النتيجة علي غانا في الجولة الثالثة والأخيرة وسجل هدف المباراة الوحيد محمد صلاح ليحسم المنتخب قمة المجموعة الرابعة ب7 نقاط في الصدارة. مشوار المغرب بداية صعبة للمنتخب المغربي عاني منها في الأمم الإفريقية بعد خسارته مباراته الأولي أمام الكونغو الديمقراطية بهدف مقابل لا شيء, للمجموعة الثالثة, ولكنه انتفض بعدها وحقق فوزا غاليا علي توجو بثلاثة أهداف مقابل هدف ليحصد أول3 نقاط له, ثم حسم وصافة المجموعة عبر الفوز الأهم والأصعب علي حساب كوت ديفوار بهدف مقابل لاشيء سجله مهاجمه رشيد العليوي ليحصد6 نقاط. ركلات الجزاء حرص هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم علي منح حارسه الأساسي عصام الحضري تدريبا مكثفا علي ركلات الترجيح وكذلك بديله شريف إكرامي تحسبا لانتهاء المواجهة بالتعادل السلبي, نفس الأمر كرره هيرفي رينار المدير الفني للمغرب مع حارسيه منير المحمدي وياسين بونو في تدريباته الأخيرة وبشكل مكثف لأول مرة منذ الوصول إلي بورت جينتل. الأحمر والأخضر وجها لوجه أسفر الاجتماع الفني أمس عن استمرار المنتخب الوطني في ارتداء الزي التقليدي له ممثلا في التي شيرت الأحمر والشورت الأبيض والشراب الأسود, فيما يرتدي المنتخب المغربي زيه الرسمي هو الآخر ممثلا في اللون الأخضر للتي شيرت والشورت بالإضافة إلي اللون الأحمر للشراب في لقاء الفريقين اليوم. المؤتمر15 دقيقة قررت اللجنة المنظمة أن يكون المؤتمر الصحفي لكل من هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب المصري وهيرفي رينار المدير الفني للمنتخب المغربي لمدة15 دقيقة فقط بعد انتهاء المباراة مباشرة علي أن يكون الحديث باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية لتقديم كل الخدمات للمراسلين من مختلف الدول. هيكتور.. الأرقام في صالحه رغم كل الجدل الذي أثاره هيكتور كوبر وتخطيه العديد من المحطات الصعبة إلا أن الجميع يبحث اليوم عن تفوق رهيب ونقطة تحول في رحلته مع الفراعنة. ويملك هيكتور كوبر نجاحا رسميا مع المنتخب يتمثل في التأهل إلي أمم إفريقيا لأول مرة بعد3 دورات غياب علي حساب نيجيريا, بالإضافة إلي تصدر مجموعته في تصفيات كأس العالم برصيد6 نقاط وبفارق5 نقاط عن أخطر منافسيه وهو منتخب غانا, وبطولة الكان في الجابون هي التحدي الأخطر في ظل ضرورة عبوره إلي المربع الذهبي للبقاء في منصبه رغم حسم اتحاد الكرة الملف, ويمتاز هيكتور كوبر بتاريخه الحافل مع الأندية الأوروبية التي قادها وعلي رأسها الإنتر الإيطالي مع جيل عظيم لمع معه يتصدرهم رونالدو أسطورة البرازيل. ويمتاز كوبر بالقدرة علي قراءة المنافس والحد من خطورة لاعبيه واستغلال نقاط الضعف لديه ولكن يعيبه التحفظ الشديد في كرته الهجومية وقلة المغامرة. ومن مزايا كوبر قدرته علي شحن لاعبيه معنويا بشكل فعال وتأهيلهم نفسيا لأي مواجهة وهو دور منتظر منه اليوم أكثر من أي وقت مضي في ظل وجود عقدة مصرية أمام المغاربة تتمثل في غياب الانتصارات علي أسود الأطلسي منذ الفوز الأخير والشهير علي المغرب بهدف طاهر أبوزيد في أمم.1986 هيرفي.. الطريق إلي الثلاثية لا خلاف علي كون هيرفي رينار المدير الفني للمنتخب المغربي هو الورقة الرابحة للمغاربة في لقاء الليلة بشكل خاص وعلي مستوي كل المباريات بشكل عام في ظل اسمه الكبير وتاريخه الحافل في القارة السمراء. ويبحث هيرفي رينار عن ثلاثية تاريخية يعادل بها الرقم القياسي المسجل باسم المصري حسن شحاتة والغاني تشارلز جيامفي اللذين نالا كأس الأمم الإفريقية3 مرات في رحلتهما التدريبية; حيث حقق هيرفي رينار أو الساحر الأبيض كما يطلقون عليه اللقب القاري مرتين من قبل في آخر5 سنوات برفقة زامبيا في عام2012 وكوت ديفوار عام2015 وهو معدل رائع لمدرب أجنبي. ويمتاز هيرفي رينار بالانضباط التكتيكي واللعب بطرق دفاعية مع اللجوء إلي سلاح الهجمات المرتدة وهو تكتيك أحدث نجاحا مع زامبيا والمغرب وتحرر منه قليلا مع منتخب كوت ديفوار مع جيل يايا توريه وجيرفينهو وبوني. ويعيب هيرفي رينار صاحب القميص الأبيض الشهير الذي يرتديه باستمرار في بطولات كأس الأمم الإفريقية عصبيته في التعامل مع اللاعبين داخل الملعب مما يفقدهم التركيز فيما يعتبره وسيلة لبث الروح القتالية. اليوم.. غانا تواجه الكونغو الديمقراطية في قمة مثيرة موقعة أخري مرتقبة اليوم في سباق التأهل إلي الدور قبل النهائي لكأس الأم الإفريقية في نسختها الحادية والثلاثين تجمع بين منتخبي غاناوالكونغو الديمقراطية في واحدة من المواجهات المتوقع أن تشهد كرة قدم جميلة. وتعد مواجهة الليلة هي استعادة الثقة للبلاك ستارز وحجز تأشيرة في المربع الذهبي كما فعلت في النسخ الخمس الماضية بحثا عن لقب غائب عنها منذ عام1982 وذلك بعد صدمة الخسارة الغانية أمام مصر بهدف مقابل لاشيء وفقدانها لقمة المجموعة الرابعة في الجولة الأخيرة وتأهلها وصيفة ب6 نقاط, فيما دخلت الكونغو الديمقراطية المواجهة في ثقة كبيرة بعد أن فجرت مفاجأة مدوية عبر تصدر المجموعة الثالثة متفوقة علي المغرب الوصيفة وكوت ديفوار حاملة اللقب. ويملك منتخب غانا في جعبته أقوي خط وسط في البطولة يراهن عليه في حسم النتيجة ومكون من أندري أيو ومبارك واكاسو وكريستيان أتسو ودانيال إمارتي والذي يجيد السيطرة علي الكرة والتلاعب بالمنافسين بسهولة. في المقابل يراهن فلورينت إبينجي المدير الفني للمنتخب الكونغولي علي ورقة رابحة في مواجهة الليلة تتمثل في نجم الدور الأول في كل المجموعات جونيور كبنانجا صانع الألعاب الموهوب وصاحب القميص رقم10 المهاري الذي سجل3 أهداف يتصدر بها لائحة هدافي البطولة, ويعد ورقته الأولي في حسم قمة الليلة, بالإضافة إلي مبوكاني رأس الحربة وقائد الفري, ويعد إبينجي من أفضل المدربين الوطنيين في القارة السمراء وحقق نجاحات كبيرة مع الكونغو أبرزها حصوله علي المركز الثالث والميدالية البرونزية في بطولة كان2015, وتصدر مجموعته حاليا برفقة تونس في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلي كأس العالم.
