أعلن مايكل ستوبفورد نائب مساعد سكرتير عام الناتو للاتصالات الاستراتيجية أن الاستراتيجية الجديدة للحلف تسعي للتركيز علي التعاون مع الدول الأخري في قضايا الأمن دون تمييز بينها مشيدا بدور مصر المحوري كدولة عربية إسلامية متوسطية في دفع الحوار المتوسطي معترفا بأن الناتو لا يستطيع تحقيق الأمن بمفرده بينما أكد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية مواصلة مصر جهودها لتحقيق السلام وعالمية منع الانتشار النووي إلي جانب دفع التعاون المتوسطي, فيما أعرب دبلوماسيون وخبراء مصريون عن أملهم في أن تهتم الاستراتيجية الجديدة للحلف بدفع عملية السلام بالمنطقة محذرين من سعي إسرائيل للانضمام إلي الحلف رغم احتلالها أرضا عربية وانتهاكها المواثيق الدولية. جاء ذلك خلال ندوة حول الاستراتيجية الجديدة لحلف الناتو عقدت أمس بالنادي الدبلوماسي وأدارها السفير عبدالرءوف الريدي رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية. وشدد ستوبفورد علي أن مصر تعد لاعبا كبيرا في المنطقة والعالم ووسيطا مهما بين الغرب والدول العربية والإسلامية معترفا بأن الناتو لا يستطيع تحقيق الأمن بمفرده. وأشاد ستوبفورد بالسيد أحمد أبوالغيط كأول وزير خارجية مصري يقوم بزيارة للحلف وحرصه علي التفاعل مع مبادرة الحلف لاقامة اطار من الحوار جمع بين وزراء خارجية الدول ال28 للحلف والدول المتوسطية والذي طرحت من خلاله المشكلات الأمنية التي تهم الجانبين. من جانبه قال السفير حمدي لوزة مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية الذي ألقي كلمة أبوالغيط انه في عالمنا المتغير لكل مرحلة أولوياتها التي تتباين وفقا للتحديات والتطلعات ولكل مرحلة تهديداتها الأمنية, مشيرا إلي أن هذه التهديدات زادت بعد هجمات11 سبتمبر, حيث لم يعد أحد في عالمنا بمنأي عن الخطر. وأضاف السفير حمدي انه منذ أطلق الناتو الحوار المتوسطي عام1994 اشتركت فيه مصر من خلال ثلاثة اجتماعات وزارية إلي جانب ورش العمل وندوة اليوم هي دليل علي جدية المشاركة في هذا الحوار. وأشار إلي أن عدم التمييز ينبغي أن يكون مبدأ عالميا أساسيا, حيث أدت سياسات الكيل بمكيالين وتجاهل الحقوق المشروعة إلي تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط ووصول القضية الفلسطينية إلي ما هي عليه الآن. وفي هذا الاطار والكلام للسفير حمدي تقدمت مصر بورقة أمام اللجنة التحضيرية في مؤتمر مراجعة معاهدة الانتشار النووي بعقد مؤتمر دولي لاقامة منطقة خالية من السلاح النووي بالشرق الأوسط بمشاركة جميع الدول دون استثناء. وأكد مساعد وزير الخارجية ترحيب مصر باهتمام الحلف بالتعرف علي أفكار ورؤي شركائه في هذا المجال. من جانبه أشار الريدي إلي أن هذا هو ثالث لقاء يجمع بين المجلس المصري للشئون الخارجية والناتو وذلك بالتوازي مع الحوار الرسمي الذي يدور بين الحلف والحكومة المصرية ووزارة الخارجية والأجهزة الأخري ووزارة الدفاع. وأشار الريدي إلي أن الحل العسكري ليس حلا وهو ما أثبتته التجربة الأفغانية وتجارب أخري علي رأسها العراق.. مؤكدا ضرورة وجود رؤية واسعة للسلام والتحضر, وان يلعب حلف الناتو دورا جوهريا في انهاء الصراع بين الغرب والعالم الإسلامي. وأعرب الريدي عن مخاوفه من سعي إسرائيل للانضمام لحلف الناتو بينما تقوم تل أبيب باحتلال أراضي عربية ومخالفة المواثيق الدولية داعيا إلي دور للحلف في حل القضية الفلسطينية وارساء الأمن في المنطقة. وقال السفير كارم إن علاقة مصر بالحلف متوازنة جدا وهي علاقة تجاوب حذر. وحول مخاوف مصر الأمنية قال د. مصطفي علوي عضو المجلس المصري للشئون الخارجية ان ما يهم مصر من الاستراتيجية الجديدة للناتو سعيها للسلام الاقليمي, حيث نواجه تحديات كبيرة علي رأسها الصراع العربي الإسرائيلي والأجندة النووية الإيرانية والحرب في أفغانستان والعراق. وطرح د. علوي سؤالا حول أسباب عدم اسهام الناتو حتي الآن في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط محذرا من خطورة تركيز الولاياتالمتحدةالأمريكية علي أمن إسرائيل. وحذر د. علوي من أن الحرب التي يشنها الناتو في أفغانستان بالتعاون مع الولاياتالمتحدة من شأنها زيادة العمليات الإرهابية في العالم وفرار عناصر القاعدة إلي مناطق جديدة مثل اليمن وإفريقيا مما يؤثر علي أمن الشرق الأوسط في النهاية.