الكثير منا لا يعلم لأي سبب يعيش, تراه يسير هكذا دون أن يكون له فكرة عما يطمح فيه في مستقبله, وإذا سألته ماذا تحب وتريد أن تكون؟؟ لا تجد منه ردا مفيدا, وهناك من يريد أن يكون شيئا ما لكنه لا يستطيع لأسباب ومشكلات شخصية أو أسرية أو اجتماعية عندما يواجه هذه المشكلات ينجرف معها, ولا سبيل للمقاومة والمحاولة والاعتراض علي العواقب والعمل علي تخطيها, عندما يصل الإنسان منا إلي مرحلة قد تهيأت نفسه إلي أنها تريد أن تكون شيئا ما, وأن يكون لها أثر في المجتمع والذين يعيشون عليه, فها هنا أولي خطوات النجاح والإيجابية ومعرفة السبب الذي نحيا جميعا لأجله, عند قولك سأكون أعلم أنك كنت في طريق خطأ سائرا أو كنت غافلا عن الطريق الصحيح الذي عليه يبني مستقبلك, سأكون تعني أنك في الماضي لم تكن, والآن حان الوقت أن تكون شيئا ما وعلامة ما تاركة أثرها في الدنيا والناس, ليس من الخطأ أن نكون في الماضي لا شيء, لكن الخطأ هو التمادي في اللاشيء. سأكون هي دافعا للنجاح ينبع من داخل الفرد بعد اكتشافه مذاق النجاح وحلوه, ومذاق الفشل ومره, لكن يجب مع كونك قررت بأنك ستكون شيئا ما ونموذجا مشرفا يجب أولا تجديد نواياك للخير والتوكل علي الله, ثم السعي قدر المستطاع لأجل ما تسعي له, فالله حسبك والله لا يضيع أجر من أحسن عملا, ولا تتواكل فتلقي وراء ظهرك العمل والجد والمسئولية, فتضحي تلوم وتؤنب الغير بالرغم من أن الذي يجب أن يؤنب هو أنت وحد, فكيف ينبت النبت إذن؟ هل من تلقاء نفسه؟ أم هناك من يفعل ما عليه من عمل ثم يترك الباقي لله وعز وجل؟ كذلك أنت وأنتي قبل أن تحاسبوا الغير حاسبوا أنفسكم أولا, واسألوها هل أنتم راضون عن أحوالكم وعن أعمالكم؟ وماذا قدمت من إنجازات؟ وهل قمتم بما عليكم من واجبات تجاه ربكم والناس والحياة؟ انظروا لأحوالكم وتأملوا وقوموا بسد الفراغات, أصلحوا ما أوشك علي الانكسار. وفي الحياة سيروا علي مقولة( كن أولا تكون),( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا, واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا), عند النية إلي أني سأكون, فيجب أن أبذل قصاري جهدي, ولا أهتم بشيء علي حساب الآخر فكل شيء له حقه في العلم والعمل والعبادة, فكل شيء عند مولدك وبعدما أصبحت فردا أساسيا في المجتمع, فهناك من لهم عليك حقوق,وقبلهم وطنك الذي تستوطنه, فماذا قدمت له إذن؟ سأكون إنسانا إيجابيا بروح إيجابية, سأكون إنسانا نظرته دائما كيف يضع بصمته بالمستقبل, وشغلي الشاغل إرضاء ربي ونفسي, وترك أثري في الناس والدنيا, سأكون شيئا يسعد به أهلي وأحبابي وأصدقائي, سأكون إنسانا, ويجب أ تحدد مسار حياتك في الدنيا, وتسأل ذاتك بعض الأسئلة مثل: لماذا أحيا؟ وما هي اهتماماتي في الحياة؟ وعلي أي أساس أنا أسعي وأبني اهتماماتي؟ ومن الضروري أن تحدد نقاط القوي لديك, واستثمارها لمصلحتك, ولمصلحة المجتمع, فكل منا له مزاياه ونقاط القوي والتي تميزه عن غيره, من الضروري أن أشير إلي أن الله سبحانه وتعالي خلقنا وميزنا عن سائر الكائنات الحية بالكثير من المزايا, وفضلنا وخلقنا في أحسن صورة, فلم كل ذلك إذن؟ هذا لعبادة الله, وعمارة الأرض, وإعمار الأرض لن يأتي من فراغ, بل بالاجتهاد والسعي واستغلال ما وهبك الله من نعم ومزايا.