عرف منذ صغره بميله الشديد نحو العنف وحدة الطباع خاصة في تعاملاته مع أقرانه داخل منطقة عزبة عثمان.. عاش الشرقاوي فترة صباه يتنقل بين أرجاء حي شبرا الخيمة متمردا علي كل تقاليد وعادات أسرته البسيطة التي حاولت كثيرا تقويم سلوكه المعوج.. رفض الشاب كل النصائح التي أسديت له من قبل ذويه لاستكمال دراسته التعليمية وتحقيق حلم والديه ولكن انغماسه وسط أقران السوء كان عائقا أمام الانصياع لنصائح ذويه ويوما بعد آخر بدأت أخلاقه تزداد سوءا هجر بعدها الشرقاوي منزل عائلته بمنطقة عزبة عثمان خاصة بعد أن كبر واشتد عوده عندما أكمل عامه الرابع عشر وهو ما زال علي دربه القديم. انضم الشاب للعديد من الأشقياء ومارس معهم البلطجة وفرض الإتاوات علي المارة في الأوقات المتأخرة من الليل حاملا سلاحا ناريا بين طيات ملابسه يرهب به من تقع عليه عيناه مقابل الحصول علي متعلقاته. تعرف الشرقاوي في إحدي جلسات المزاج علي شاب يصغره بعشر سنوات يدعي عبده تشابهت معه ظروفه وتوحد هدفهما في كسب الأموال السريعة بأي طريق لتحقيق طموحاتهما في عيش حياة الأثرياء واقتناء السيارات الفارهة. توطدت علاقات الشابين ببعضهما حتي قررا تكوين تشكيل عصابي يتخصص في الاتجار بالمواد المخدرة بعد أن تعرفا علي بعض تجار المزاج بمنطقة الجعافرة بعد أن عاشا بينهم وعملا مع الكثير منهم يراقبان دواليب المواد المخدرة وعملا مع الآخرين في ترويج السموم علي المدمنين مقابل نسبة من الأموال. زادت أحلام وطموحات تاجري السموم وفكرا في توسيع نشاطهما والاتجاه للاتجار بالأسلحة النارية والذخائر وترويجها علي راغبي حمل الأسلحة غير المرخصة والتشكيلات العصابية والمسجلين وذاع صيتهما بعد فترة قليلة من الزمن حتي سجل في أرشيف الشرقاوي واقعة قتل; حيث كان الجميع يقصدون بؤرتهما للحصول علي الأسلحة والمواد المخدرة فكثف المتهمان دائرة نشاطه المحرم وانتشرت سيرتهما بنطاق محافظاتالقاهرة الكبري وبدأت التقارير الأمنية ترصدهما من جديد وتجمع المعلومات حتي تبين تورطهما في ممارسة تجارة المواد المخدرة وتمت مداهمة إحدي البؤر التي كان يتخذها وكرا لتجارتهما المجرمة. كان اللواء مجدي عبد العال مساعد أول وزير الداخلية لأمن القليوبية قد عقد اجتماعا مع اللواء دكتور أشرف عبد القادر مدير المباحث الجنائية حضره العميد حسام فوزي رئيس مباحث المديرية والعقيد محمود هندي مفتش الأمن العام والمقدم عمرو الجزار رئيس قسم العمليات بإدارة البحث الجنائي لمناقشة التقارير الأمنية الواردة عن المسجلين خطرا وتجار المواد المخدرة ووضع خطط أمنية لتكثيف التواجد والدوريات والكمائن علي الطرق وبمداخل ومخارج المحافظة لمنع هروب المتهمين والقبض علي ذيول التشكيلات العصابية الصادر بحقهم أوامر ضبط وإحضار. وبمناقشة التقارير الأمنية الواردة من إدارة مكافحة المخدرات; حيث تبين من التحريات وجود بؤرة إجرامية يتزعمها عاطلان تخصصا في الاتجار بالمواد المخدرة وتحديدا جوهر الحشيش واتخذا من منطقة شبرا الخيمة وكرا لهما.. وبتكثيف التحريات تبين أن المتهمين كلا من الشرقاوي. ف50 سنة و عبده. إ40 سنة مقيمان بمنطقة عزبة عثمان وبفحص ملف المتهمين تبين أن الأول سبق اتهامه في12 قضية مخدرات سلاح بلطجة قتل ضرب ومسجل شقي خطر فرض سيطرة. وبتشكيل فريق بحث تحت إشراف اللواء دكتور أشرف عبد القادر تم إرسال العناصر السرية بالمنطقة التي اتخذها العاطلان وكرا لممارسة نشاطهما المجرم; حيث تبين تردد العديد من المدمنين عليهما في أوقات متأخرة من الليل وقيامهما بالتواصل مع تجار المواد المخدرة; حيث يقوم العاطلان بعمليتي الجلب والاتجار بها في نطاق شبرا الخيمة. وبعرض المعلومات علي النيابة العامة تم تقنين الإجراءات وإعداد مأمورية من رجال المباحث شارك فيها الرائد محمد سعيد رئيس قسم العمليات بمكتب مكافحة المخدرات وتم نشر العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من محل سكن المتهمين وبمداهمة البؤرة أمكن ضبطهما وبالتفتيش تم العثور علي كمية من الحشيش المخدر وزنت350 جراما ومبلغ255 جنيها وهاتفين محمول.. وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات والضبط اعترفا بتكوينهما تشكيلا عصابيا تخصص في جلب والاتجار بالمواد المخدرة وأقرا بحيازتهما للمواد المخدرة بقصد الاتجار.