تنبهت أذناه منذ صغره إلي ما يدور في عقد صفقات بيع وتداول المواد المخدرة التي اشتهرت به منطقته مقر ولادته وعاش بين دروبها يسمع روايات وأساطير عن تجار الحشيش الذين ذاع صيتهم بين ربوع محافظة القليوبية. انغمس أسامه منذ نشأته في بلدته الخرقانية في تلك الأجواء يشاهد المكاسب التي يحققها تجار المواد المخدرة من تجارتهم مستغلين طبيعة منطقتهم الجغرافية والحدائق الكثيفة التي حولوها أوكارا لتجارتهم الآثمة بعيدا عن أعين رجال الأمن. عاش الشاب فترة صباه يسعي للانضمام لتلك الفئة التي أصبحت نموذجا له يسعي لتقليده بعد تعرفه علي بعض أقرانه من رفقاء السوء الذين انجرفوا في تيارهم يروجون لهم تجارتهم ورفض استكمال دراسته التعليمية وأصر علي الهروب من الدراسة يقضي أغلب يومه بينهم. تمرد أسامه الذي اشتهر بين معارفه ب الطحان كثيرا علي النصائح التي أسديت إليه من ذويه بمحاولة تقويمه وإبعاده عن دربه المعوج ولكنه دائما كان يواصل السير في طريقه خاصة بعد تعرفه علي شاب يكبره بخمس سنوات يدعي إبراهيم تشابهت معه ظروفه وتوحد هدفهما في كسب الأموال السريعة بأي طريق لتحقيق طموحاتهما في العيش في حياة رغدة. توطدت علاقات الشابين مع بعض تجار المواد المخدرة بمنطقة الجعافرة بعد أن عاشا بينهم وعملا مع الكثير منهم يراقبان دواليب المواد المخدرة وعملا مع الآخرين في ترويج السموم علي المدمنين مقابل نسبة من الأموال. تمرس الصديقان أسامه وإبراهيم علي حرفتهما الجديدة, وذاع صيتهما وأصبحا مشهورين بين تجار المواد المخدرة والمدمنين وجرت الأموال بين أيديهما, ففكرا في استغلال علاقتهما بتجار المواد المخدرة وقررا تكوين تشكيل عصابي لجلب والاتجار بالمواد المخدرة يتخصصان في ترويج جوهر الحشيش المخدر. عقد التاجران العديد من الصفقات واتخذا من منطقتي شبرا الخيمة والخرقانية مسرحا لممارسة نشاطهما الإجرامي وتنقلا بين المنطقتين للتمويه علي رجال الأمن ولعدم إثارة الشكوك حولهما كانا لا يظهران في أماكن ترويج بضاعتهما المسمومة إلا في الأوقات المتأخرة من الليل متسترين بالظلام والأماكن المهجورة. كانت معلومات سرية قد تجمعت أمام مكتب اللواء مجدي عبد العال مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية عن تواجد بؤرة إجرامية بمنطقة الخرقانية بالقناطر الخيرية يتخذها عاطلان مسرحا لممارسة نشاطهما الإجرامي في الاتجار بالمواد المخدرة وتحديدا جوهر الحشيش المخدر. تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء دكتور أشرف عبد القادر مدير المباحث الجنائية شارك فيها العميد حسام فوزي رئيس مباحث المديرية للقضاء علي تلك البؤرة والقبض علي المتهمين. وبتكثيف التحريات وإرسال العناصر السرية تبين أن البؤرة يتزعمها عاطلان هما أسامه إبراهيم وشهرته الطحان24 سنة عاطل ومقيم بالخرقانية وإبراهيم محمد29 سنة عاطل ومقيم بعزبة رشدي بشبرا الخيمة وأنهما يتنقلان بين القناطر الخيرية وشبرا الخيمة لترويج بضاعتهما. وأضافت التحريات أن المتهمين تخصصا في جلب والاتجار بجوهر الحشيش المخدر ويتردد عليهما العديد من المدمنين في أوقات متأخرة من الليل حيث إن بحوزة المتهمين أسلحة نارية للدفاع عن تجارتهما واعتادا إطلاق عدة أعيرة نارية لإرهاب المارة. وبعرض المعلومات علي النيابة العامة تم تقنين الإجراءات وإعداد مأمورية من رجال المباحث ونشر العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من وكر المتهمين لمنع هروبهما وفي الوقت المحدد تمت مداهمة البؤرة والقبض عليهما. وبتفتيش المكان تم العثور علي كمية من جوهر الحشيش المخدر وزنت400 جرام ومبلغ مالي3000 جنيه وأسلحة بيضاء وهاتفي محمول وبمواجهتهما اعترفا بحيازتهما للمواد المخدرة بقصد الاتجار والسلاح الأبيض لحماية تجارتهما والمبلغ المالي حصيلة تجارتهما والهواتف للاتصال بعملائهما. تم تحرير المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيق وقررت حبس المتهمين والتحفظ علي المضبوطات وإرسالها للمعمل الجنائي لبيان نوعية المادة المخدرة.