في مناسبة اليوم العالمي للتسامح صارت عبارة رأب الصدع الشعار الرسمي للكرة المصرية خلال الأيام القليلة الماضية, بعدما اشتعلت الخلافات ولوثت آثارها أجواء اللعبة في مشهد لم نعرفه من قبل, وبات من الصعب جدا أن تمر علينا ليلة واحدة من دون أن نكون قد سمعنا خلال نهارها تلك العبارة الشهيرة عشرات المرات. الوسط الكروي في حاجة بجد ليستغلفكرة التسامح لرأب الصدع بين مرتضي وتوفيق, وبين متعب والبدري, وبين حسام حسن والحكام, وبين الشيخ طه واللجنة الفنية في الأهلي, وبين وليد صلاح الدين والاتحاد السكندري, وبين شوبير والشركة الراعية لاتحاد الكرة, وبين رضا البلتاجي ومحمد عبدالوهاب, وبين جماهير الأهلي ومشجعي الزمالك, وبين كوبر وحسام غالي, وبين الإعلام الخاص وماسبيرو, وبين غيرهم وغيرهم وغيرهم. الخلافات تزداد باستمرار, والمهم أن صوت كل واحد يكون أعلي من التاني وخلاص. طيب إيه اللي خلي الوسط الكروي يصل لما هو فيه الآن, ومين السبب في كده وعلشان إيه يفضل الحال بالصورة اللي هو فيها دي؟ بصراحة للمرة الأولي وبعد43 سنة خدمة في بلاط صاحبة الجلالة أعجز عن إيجاد الأجوبة الشافية لكل تلك التساؤلات, فالأزمات تتفاقم والحلول تتأخر وإذا عثرنا علي حل فهو بالتأكيد يرضي طرفا دون الآخر وتستمر المشاكل إن لم تزد أكثر وأكثر. الهدوء الذي تبحث عنه اللعبة من أجل أن يعلو شأنها وتحقق أهدافها مفقود تماما, والمعنيون بأمرها بدلا من أن يوفروا لها المتطلبات اللازمة لنجاحها يضيعون أوقاتهم في محاولات رأب الصدع. الخلافات تغتال اللعبة وهي تمر في أحرج لحظاتها قبل السفر إلي الجابون للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية ومن بعدها مواصلة المسيرة الصعبة نحو مونديال موسكو, ونحن نتفنن في انتقاء العبارات الجارحة لنعبر بها عن مواقفنا تجاه الآخرين. الكرة المصرية تستغيث من المناخ الذي تعيش فيه ومن الأجواء المقيتة التي تصيب محبيها بجد بالإحباط الشديد, ونحن في يوم التسامح والمحبة والغفران لا نزال نبحث عن رأب الصدع.. آه صحيح هو يعني إيه رأب الصدع؟!.