احتشد الملايين, أمس في ميدان التحرير بالقاهرة, وعدة محافظات أخري فيما سمي بجمعة التطهير والمحاكمة, وطالب المتظاهرون بالمحاكمة الفورية للرئيس السابق, منددين بما أسموه خداع الشعب بتقديم بعض أكباش الفداء للمحاكمة فيما يجلس مبارك وأبناؤه في قصرهم بشرم الشيخ تحت حماية الجيش. وأكد المتظاهرون في مليونيتهم أمس أنه لاتراجع عن تقديم حسني مبارك للمحاكمة ليكون عبرة لمن سيأتي ويحكم مصر بعد ذلك وقالوا ان الثورة مستمرة حتي تتحقق جميع أهدافها ومطالبها. بدأت المليونية بتوافد مئات الالاف من المشاركين فيها إلي ميدان التحرير من جميع أنحاء القاهرة الكبري ومحافظات الوجه البحري والقبلي وجميع القري والنجوع بمشاركة.. جميع القوي والأحزاب السياسية والشعبية وعدد من المثقفين والفنانين وحضور مكثف لجماعة الاخوان المسلمون الذين قرر المشاركة بعد نجاح مليونية الجمعة الماضي فضلا عن الحركات السياسية ورموزها. وبدأت المليونية بصلاة الجمعة بخطبة ألقاها الدكتور صفوت حجازي بعد تقديم الدكتور مظهر شاهين أمام مسجد عمر مكرم الاعتذار للمتظاهرين والثوار الذي قال لهم ان الجموع تطلب امامة الدكتور صفوت حجازي لصلاة الجمعة. وبدأ الدكتور صفوت حجازي خطبته بالدعاء والتضرع إلي الله لحماية الثورة وتوحيد كلمة الأمة المصرية وجمع شملها وحفظها من كل مكروه وسوء الانتقام من كل من أراق دماء الثوار والمتظاهرين, أو كان سببا في ذلك, وعاهد حجازي اسر الشهداء عدم التخلي عن حقوق أبنائهم الذين فجروا وكانوا سببا في تطهير وإنقاذ البلاد في فساد دام30 عاما. ومن فوق منصبة خطبة الجمعة أعلن حجازي مطالب المليونية المحتشدة في الميدان والتي تضمنت محاكمة عاجلة لمبارك وعائلته وجميع رموز النظام الفاسد, مستنكرا تأخر وتباطؤ النائب العام والمجلس العسكري في تقديم هؤلاء للمحاكمة. وقال حجازي ان جميع مسئولي النظام السابق تسببوا في اراقة دماء المئات من الشباب والمتظاهرين أثناء الثورة, واصابة الألاف منهم, وأشار حجازي كما ان هناك أياد خفية تحاول اسقاط الثورة واخفاقها من خلال اشاعة الفوضي والتفرقة بين المتظاهرين وزرع الفتنة بينهم مؤكدا أن شعار الثورة ايد واحدة مسلم ومسيحي كلنا مصريين وقال حجازي ان الذين يريدون تقسيم الميدان إلي مسلم ومسيحي وليبرالي ووطني وشيعي فليذهب بعيد هنا لأننا لن نسمح بذلك في ثورتنا البيضاء, ونفي حجازي أن تكون الثورة حكرا علي أحد أو علي فئة معينة. وهدد خطيب الجمعة أنه اذا لم يتم محاكمة الرئيس السابق وعائلته خلال الاسبوع الحالي بأن تكون الجمعة المقبل في شرم الشيخ. وطالب حجازي باقالة جميع رؤساء الجامعات والمحافظين الذين تدخل جهاز أمن الدولة السابق في تعينهم بالاضافة إلي حل المجالس المحلية بصورة تدريجية كما طالب رئيس الوزراء باقالة جميع رؤساء البنوك الذين أهدروا أموال الشعب وقدموها لرجل الأعمال الفاسدين في خلال القروض التي هربوها إلي الخارج. وشن حجازي خلال خطبته هجوما حادا علي الاعلام وأدائه الحالي وقال إنه يسير علي نفس نهج النظام السابق, وأن أجندته لم تتغير بعد وموضحا أن الشباب قادرون علي احتلال مبني ماسبيرو وإدارته أفضل في القائمين عليه الآن. وأعرب حجازي عن أمله في تحقق الأمل بإنشاء الولايات العربية المتحدة علي غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية لتكون هناك كلمة واحدة لكل العرب. وفي نهاية خطبته طالب حجازي المجلس الأعلي للقوات المسلحة ووزارة الداخلية بحماية الثورة من الثورة المضادة التي تواجهها ومحاكمة الضباط المتورطين في قتل المتظاهرين في أحداث الثورة. وبعد الخطبة قام الشيخ محمد جبريل بإمامة المصلين وقام جبريل بالدعاء في الركعة الثانية بالنصر لثورات ليبيا وتونس وسوريا واليمن. والدعاء للثورة المصرية بالنجاح, ودعا علي الفاسدين ورءوس النظام السابق وكل من تصدوا للثورة بالهلاك. وبعد الانتهاء من أداء خطبة الجمعة والصلاة قام المتظاهرون بأداء النشيد الوطني بصوت مرتفع هز أرجاء الميدان. وفي كلمته أمام المتظاهرين طالب المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادي القضاة السابق, وزير الداخلية والمجلس العسكري بفصل كل ضابط شرطة يمتنع عن العمل, وقال إنهم يتقاضون مرتباتهم من الضرائب التي يدفعها الشعب المصري. كما طالب وزير الداخلية بإعداد خطة عاجلة لتعيين10 آلاف ضابط من خريجي كليات الحقوق والكليات الأخري وذلك بدلا من ضباط جهاز أمن الدولة المنحل, مطالبا بالاستغناء عنهم نهائيا لكونهم أفسدوا الحياة السياسية وكانوا يتدخلون في كل شيء. وأكد كل من عبدالجليل مصطفي منسق حركة كفاية, والإعلامي علاء بسيوني والدكاترة ممدوح حمزة وجمال زهران وخالد عبدالقادر عودة, والخبير الاقتصادي والدكتور عبدالخالق فاروق في كلماتهم علي ضرورة الإسراع في محاكمة الرئيس السابق وعدم الاكتفاء بتقديم بعض الرموز ككبش فداء بدلا منه ودعوا المجلس العسكري الي انشاء جمعية للشهداء علي غرار جمعية المحاربين القدماء. ونقل جورج اسحق, الناشط السياسي, تهاني وتحيات الشعب الإفريقي للمصريين باعتباره كان ضمن بعثة المصريين لافريقيا ودول حوض النيل.. وقال إسحق إن جميع دول حوض النيل أكدت أنها لن تستحوذ علي حصة مصر في المياه وأنهم لن يبرموا أو يجروا أو يوقعوا علي أي معاهدة دون مشاركة وحضور الطرف المصري. وأوضح أن الافريقيين أكدوا أن النظام السابق تسبب في زيادة العداء وافساد جميع العلاقات بين مصر وإفريقيا. وهدد اسحق بأنه إن لم يتم محاكمة فورية وعادلة للرئيس السابق فإن الثوار سيتجهون الجمعة المقبل إلي شرم الشيخ لمحاصرته, وهتف في نهاية كلمته مع المتظاهرين لسه الثورة في الميدان حتي محاكمة الحيتان. فيما قال عبدالحليم قنديل وفي نفس الوقت حضر بعض اسر الشهداء وطالبوا المتظاهرين عدم التخلي عن الثورة واهدار دم الشهداء وقالوا لهم إن دماء الشهداء أمانة في اعناقهم.