تحت شعار جمعة التطهير .. عاد اليوم مشهد المليونيات إلى ميدان التحرير حيث احتشد مئات الآلاف من المواطنين لحضور الجلسة الثانية فى محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك .. وهى المحاكمة التى تنظمها العديد من القوى السياسية لإصدار حكم إدانة لمبارك وكبار رموز نظامه. ويرأس جلسات المحاكمة المستشار محمود الخضيرى وبعضوية عدد من المستشارين واليوم تم الاستماع لعدد من شهود الإثبات ثم تأجل الحكم لجلسة الجمعة القادمة بعد أن طالب المتظاهرون بإعدام مبارك . ذكر ممثل الإدعاء فى جلسة المحاكمة العلنية أن كل من حسنى مبارك وسوزان ثابت ونجليهما جمال وعلاء وزكريا عزمى وصفوت الشريف وفتحى سرور جميعهم ينسب إليهم عددا من التهم التى تتلخص فى الآتى: - الإفساد السياسى والاقتصادى والاجتماعى حيث مارس هؤلاء سياسات أضرت بمصر وبمكانتها داخليا وخارجيا وهى سياسات أيضا أفقرت الشعب المصرى وعملت على تكديس الثروات فى يد قلة من اللصوص بينما عاش بقية الشعب المصرى فى جهل وفقر - التربح واستغلال النفوذ واستغلال الشعب واستنزاف ثرواته. - تهمة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد فى حق المتظاهرين .وليس هذا فحسب وإنما ساهموا فى قتل ضحايا العبارة السلام 98 فى عرض البحر دون أدنى ذنب نتيجة التستر على الفساد. وقدم ممثل الإدعاد عددا جديدا من شهود الإثبات فى هذه المحاكمة وهم الدكتور جمال زهران والذى شهد بأن هؤلاء جميعا شركاء ومستفيدون من جريمة تصدير الغاز إلى إسرائيل والسيد أسعد هيكل الذى شهد بأن هؤلاء أيضا شركاء فى حادث العبارة السلام 98 ، ووقائع الفساد فى قطاع الخصخصة وبيع القطاع العام وكان من ضمن شهود الإثبات أيضا أم خالد سعيد وقال ممثل الإدعاء فى مرافعته: أقول للمحكمة الموقرة أن بيدكم الأمر وإن هى إلا كلمة تنطقونها فى حق هؤلاء الذين مارسوا الفساد والظلم والطغيان وأنتم قضاة عدل ولذلك نلتمس من عدالتكم حكما صارما بالإدانة من أجل صيانة كرامة البلاد وسمعتها فإن هذه العصابة الماثلة أمامكم الآن يجب أن تنال أقصى العقوبة جزاء لما قدمته أيديهم وأناشد المحكمة ألا تأخذكم بهم رأفة وأن يكون الجزاء بالإعدام شنقا هنا فى ميدان التحرير كما تحدثت أم خالد سعيد كشاهدة إثبات وطالبت بمحاكمة مبارك حتى تهدأ روحها الثائرة وطالبت أيضا بإعدام حبيب العادلى وقد وصفته ساخرة بالست عدلية .. وتقدم عدد من المحامين بأدلة جديدة تثبت استغلال مبارك لمنصبه فى التربح وكان على رأس هذا الاستغلال هو قيامه بسحب أموال قناة السويس لصالحه فكما ذكر المحامون أن مبارك منذ عام 1991 كان يقوم بتهريب أموال لا تقل عن نصف مليار دولار سنويا إلى صندوق أسهم خاص برئاسة الجمهورية ولهذا طالب المحامون هيئة المحكمة بسرعة مثول الفريق أحمد فاضل رئيس هيئة قناة السويس أمام الجهات القضائية لكشف موقفه من استغلال مبارك لأموال القناة كما أورد المحامون فى بلاغهم وشهادتهم أن مبارك أنفق مليارات الدولارات على الآلة الأمنية التى تخصصت فقط فى حمايته وكبت المعارضين وكبت الشعب كله كما أنه مارس عمليات إفساد منظمة للأجهزة الرقابية أضف إلى ذلك صفقة تصدير الغاز لإسرائيل بخسارة سنوية لا تقل عن 10 مليار دولار تذهب لصالح إسرائيل وطالب عدد آخر من الناشطين السياسيين هيئة المحاكمة بضرورة إلزام مبارك برد 70 مليار دولار للشعب المصرى ومصادرة أموال وممتلكات الفاسدين الآخرين لصالح الشعب وبعد الاستماع إلى الادعاء وأقوال الشهود قررت هيئة المحاكمة برئاسة المستشار محمود الخضيرى رفع الجلسة وتأجيل النطق بالحكم إلى الجمعة القادمة للإستماع إلى شهود آخرين. وكانت خطبة الجمعة اليوم قد ألقاها الشيخ صفوت حجازى وسط جموع غفيرة من المصلين حيث ندد الشيخ صفوت ببطء إجرارت المحاكمة وقال : إن صفوت الشريف وزكريا عزمى وسورو ليسو براء من دماء شهداء الثورة وينبغى محاكمتهم بأقصى سرعة وإذا لم يتم ذلك فسوف يشكل الثوار بأنفسهم محكمة الثورة التى تتولى بنفسها أمور المحاكمة وعلى الجميع أن يعلموا أنه لا احد يحكم سوى الشرعية الثورية ولن تكتمل الثورة مالم يحاكم هؤلاء جميعا أيضا لماذا يبقى حتى الآن سرطان الحزب "الواطى" فهؤلاء هم من يديرون الثورة المضادة وطالب الشيخ صفوت فى خطبته أن تكتمل عمليات التطهير لتشمل الجامعات المصرية لإقالة كل من قام امن الدولة بتعيينهم حتى ولو كانوا شرفاء وقدم الشيخ صفوت استجوابا إلى الدكتور عصام شرف تساءل فيه عن رؤساء البنوك الفاسدين الذين ساهموا فى منح القروض وتهريب الأموال للخارج .إن الثورة ستقوم بمحاكمة هؤلاء واليوم نبدأ وقائع الجلسة الثانية فى محاكمة مبارك بحق الشرعية الدستورية التى تحكم الآن وسنصدر فيه حكما وستلزم الدولة بتنفيذ هذا الحكم مهما كان ومازل الميدان مملؤ بالملايين والثورة لم تتوقف بعد والجميع هنا فى ميدان التحرير مصريون لا فرق بين مسلم ولا مسيحى ولا اشتراكى ولا إخوانى ولا سلفى ولا علمانى ولا ناصرى فالجميع يتوحدون هنا فى الميدان من أجل مصر ومصر فوق الجميع وإذا لم تتحقق المطالب سنعتصم جميعا فى الميدان حتى تتطهر البلاد. ثم عبر الشيخ صفوت عن حلمه بوحدة العرب وطرح رؤيته قائلا : بإذن الله ستقود مصر الأمة العربية وستتشكل فيما بعد الولايات العربية المتحدة وستوحد العرب جميعا تحت راية مصر. هذا وقد علت صيحات المتظاهرين اليوم مطالبة بتطهير المحليات وإقالة المحافظين وعلى رأسهم الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة وطالبوا أيضا بإسقاط جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات لتستره على الفساد حسب قولهم طيلة 12 عاما كما طالبوا أيضا بتطهير مؤسسة الازهر وفصلها ماليا وإداريا عن الدولة وأن يكون شيخ الأزهر بالانتخاب كما طالبوا أيضا بتطهير جهاز الرياضة المصرية وتطهير ماسبيرو والصحف القومية. جدير بالذكر أنه على هامش المليونية رحب المتظاهرون بموقف صحيفة الأهرام من الثورة ورفعوا لافتات ترحب بعودتها لتكون صوت الشعب مجددا بفضل التغيير الذى حدث فى سياستها التحريرية.