لم يكن أشد المتشائمين من تراجع المستوي الفني لفريق بحجم وقيمة النادي الأهلي ولا أشد المتفائلين بحظوظ نادي طنطا يتوقعون النتيجة التي آلت إليها المباراة التي جمعت الطرفين بعدما قدم الشياطين الحمر عرضا هابطا وحققوا فوزا باهتا بركلة جزاء يستحيل أن تتفق علي صحتها كل الآراء. خسارة أربع نقاط في مباراتين متتاليتين أمام بتروجت والاتحاد ثم الأداء المرتبك والمهزوز أمام طنطا علاوة علي أن كثيرين من عشاق الفانلة الحمراء لم تكن لديهم الرغبة أصلا في أن يتولي هذا المدرب بالذات مهام منصبه مجددا, كلها عناصر وضعت مصير حسام البدري علي المحك خصوصا بعدما برر سوء الأداء بالإجهاد في وقت يمتلك فيه ترسانة من اللاعبين الجاهزين الذين يجلسهم بجواره علي دكة البدلاء. مواقع التواصل الإجتماعي امتلأت بعبارات الشجب والاحتجاج, لكن أخطرها علي الإطلاق كان ما كتبه المؤلف والشاعر الدكتور مدحت العدل حين قال: عندما يعجز الأهلي يتصرف الحكام, فهذه الجملة القصيرة فتحت قضيتين مهمتين تتمثلان في عجز الأهلي عن إسعاد جماهيره العريضة كما اعتاد دائما ثم مساندة الحكام له وقت الشدة.. ولكل قارئ طبعا حق التفسير كما يحلوا له. وفي مشهد آخر, قدم فريق النادي المصري بقيادة حسام حسن عرضا ولا أروع أمام الزمالك وكان يستحق الفوز أو التعادل علي الأقل, ولكنها هذه هي كرة القدم التي تبدو غير منطيقة أحيانا كثيرة. لعب المصري بخطة متوازنة للغاية, وعرف كيف يوظف لاعبيه فكان الأفضل انتشارا والأكثر خطورة ولم يسمح لمنافسه الذي أحرز هدفه مصادفة أن ينازعه السيطرة علي مجريات اللعب في أي وقت. المؤسف جدا ان التاريخ سيتذكر فقط فوز الأهلي علي طنطا وخسارة المصري أمام الزمالك, ولن يذكر أبدا أنه في هذه الجولة تحديدا جعل حسام فريقه يلعب كرة عقيمة بطيئة ومملة وفاز بالعافية, وكان في حسام تاني قدم فريقه كرة أوروبية سريعة وممتعة لكنه خسر بسبب عدم التوفيق.. وشتان الفارق بين حسام وحسام!!