أطفال بلا مأويب هكذا صار المسمي الخاص بهم داخل أجهزة الدولة الرسمية رغبة منهم في محو كلمة االشوارعب من سجلاتهم وتاريخهم, وإن كان ذلك لم يحذف االشارعب من حياتهم حيث بات المأوي لأعداد كبيرة فشلت في إحصائها جهات رسمية وغير رسمية حيث تتضارب الأرقام حول عدد الأطفال بلا مأوي في مصر ما بين تقديرات وزارة التضامن الاجتماعي والجمعيات الأهلية واليونيسف حيث يترواح الرقم بين عشرات الآلاف و أكثر من مليون طفل. في النهاية صارت الشوارع هي المأوي الحقيقي لهؤلاء فأصبحت الأرصفة أسرة نوم والأشجار أسقفا لا تقي من الحر والبرد, وبات سكانها أهلا وأصدقاء, ولكن لا ينطبق الأمر الأخير تحديدا علي كل سكان الشارع فكم من فتاة ضاعت حياتها في متاهات الشارع بعد أن وصمها بعاهة أو وضع في طريقها من انتهك عرضها لتحمل من بعدها عارا في مجتمع يحيلها علي الفور من ضحية إلي مدانة, وهو نفس الشارع الذي إذا شب فيه فتي غالبا ما يجد طريق البلطجة ممهدا جاذبا له إن لم يكن مصيره أشد قسوة من ذلك. لتكون النتيجة طفولة ضائعة بعد أن كتب عليهم نضوجا مبكرا لا يتناسب مع أعمارهم الحقيقية, ومجتمع خاسر يفرض عليهم استكمال الحياة الشاقة تحت ظلال مأوي الشارع, ولكن ما سنرصده يخالف كل ما سبق أو بالأحري بدأ به فقط ولكنه أبدا لم ينته إليه, فهؤلاء وإن فرضت عليهم حياة بلا مأوي فقد اختاروا مصيرهم بعد أن امتلكوا من القوة والإرادة والحلم ما جعل منهم أصحاب قصص وتجارب يحتذي بها, حكايات تبكيك فرحا وترويك أملا. مكان جديد للإقامة زارت االأهرام المسائيب أثنين من دور الإقامة التي تحتضن هؤلاء الأطفال كبديل عن الأهل والفقر وكل ما يفتقدونه في حياة الشارع, إحداهما تابعة لمؤسسة بناتي- أبناء الغد في السادس من أكتوبر و تضم214 طفلا منهم158 فتاة و56 ولدا, والثانية أقامتها جمعية رسالة في وادي حوف بحلوان ضمن مشروع أطفال قد الحياة وتأوي ما بين33 و40 طفلا, تقدم كتاهما العناية والإرشاد النفسي والعلمي والعملي اللازم للأطفال لإعادة دمجهم في المجتمع مرة أخري خاص إذا فشل الهدف الأساسي بإعادة دمجهم مع أسرهم. في البداية تحدث إسلام الشربيني نائب مدير دار الإقامة بمؤسسة بناتي أبناء الغد عن خطط التأهيل التي يتم وضعها لكل طفل تشمل الجانب الأجتماعي و الأقتصادي و النفسي و التعليمي و القانوني, ويشير إلي أن الخدمات التي تقدمها المؤسسة اتعرض ولا تفرضب فأحيانا يفضل الطفل حياة الشارع وأحيانا أخري ترفض الأسرة ذهابه إلي مؤسسة لما يعود به عليهم من أموال التسول, ولكن في كل الأحوال تحاول المؤسسة تقديم الدعم المتاح من خلال الوحدات المتنقلة ودور الأستقبال والإقامة. ومن السادس من أكتوبر إلي وادي حوف في حلوان حيث يقول هاني صلاح مدير الإقامة بالدار: بدأنا العمل علي قضية الأطفال بلا مأوي بشكل منهجي من خلال فريق متخصص من كليات الخدمة الاجتماعية وتخصصات علم النفس وعلم الاجتماع لتأهيل الطفل بناء علي برنامج علمي يعد له ويتناسب مع مشاكله. ويضيف أن فكرة إنتقال الطفل إلي دار إقامة تأتي بالتدريج مرورا بأكثر من مرحلة منها اكتساب ثقته ومحاولة إعادة دمجه بأسرته إن أمكن, وصولا إلي أن يقبل الطفل فكرة الإقامة بشروطها من التزام بالسلوكيات والقواعد والبرنامج الذي يوضع له, ويقوم البرنامج علي عدة مقومات أساسية أهمها الجانب التعليمي والثقافي الرياضي والحرفي أو المهني والطبي والترفيهي مما يسهم في احتواء الطفل و تأهيله. ويشير صلاح إلي قصص النجاح التي حققها هؤلاء الأطفال والتأثير المجتمعي لأفكارهم ومشروعاتهم مثل تنظيم أحدهم لحملة دعاية لتنظيف الشارع, إلي جانب احتراف بعضهم لرياضات مختلفة واستكمال دراستهم وحفظ القرآن. لتبدأ الجلسة الأهم بعد الالتقاء بمجموعة من الموجودين في الدار, ولكن لم يكن من المسموح الإدلاء بالأسماء نظرا لكونهم أطفال صغار لا يملكون قرارهم بالإضافة إلي أن أرشفة قصص النجاح لا يمكن أن تختلط بأرشفة بيانات هؤلاء الأطفال خاصة أن أعمارهم تتراوح بين الثامنة والخامسة عشرة والمطلوب إعادة دمجهم في المجتمع بما يضمن محو ماضي الشارع من ذاكرتهم وليس تخليده لهم. بقيت زى أحسن بنت “هبة” الوحيدة من بينهم التى قررت الإفصاح عن اسمها والسماح بنشره فتجاوز سن الحادى والعشرين جعل منها المسئولة عن قرارها ، “هبة” التى قضت عقدين من عمرها بين حياة الأحداث والمؤسسات منذ استقبلتها الحياة استقبالاً قاسياً بوفاة والديها وتَنكُر أخويها لها حتى أصبحت اليوم طالبة جامعية ناجحة و تعمل بتفان بإحدى المؤسسات التى تربت فيها حاملة على عاتقها تجربتها مصحوبة برسالة “المحنة التى تحولت إلى منحة” . تتحدث بكل إصرار و ثقة عن رحلتها من مؤسسة إلى أخرى وإن كان فى ذلك شيئ من الحظ فلم تضطر إلى اللجوء للشارع ولكن فُرض عليها تحدٍ آخر لا يقل خطورة أو قسوة عنه حيث تروى هبة حكاية عشر سنوات عاشتها في مؤسسة جمعت بينها وبين أطفال الأحداث فتقول كنت قاعدة مع الأحداث شايفة بنات بتعور بعض وبنات بتعور نفسها, اضطريت انا كمان اتعلم زيهم أعور أي حد يتخانق معايا عشان لو كنت سكت كنت اتاكلت في النص, كنت حاسة اني في سجن, هي دي دنيتي هتجوز واحد بيحشش واجيب بنت أرميها في الشارع, ده كان أقصي طموحي. لتتغير نبرتها اليائسة بمجرد حديثها عن تلك االفرصةب التي بدلت مسار حياتها بعد أن كادت تفقد الأمل حيث انتقلت منذ3 أعوام إلي المؤسسة, وأتيحت لها فرصة استكمال دراستها والتحقت بالمعهد العالي للسياحة والفنادق بل أصبحت واحدة من المشرفات بالمؤسسة, لتستطرد حديثها بإبتسامة قائلة كنت مستنية بس حد يطبطب عليا ويقول لي ده الطريق الصح. تقول إنها واجهت من العقبات ما يكفي لهدمها والقضاء عليها ولكنها اليوم طالبة جامعية تنتظر العمل بمجالها إلي جانب عملها بالمؤسسة لأن فاقد الشيء أكثر قدرة علي منحه. لتنهي حديثها بالإشارة إلي بعض الجروح الموجودة علي ذراعيها مؤكدة أنها تذكرها بحياة نجت من أنيابها ساعية وراء شهادة تتسلح بها, لتطلب أخيرا توجيه رسالة للجميع قائلة إحنا مش زي مانتوا فاكرين.. أنا أهو وصلت وبقيت زي أحسن بنت في المجتمع عايشة واتربت بين مامتها وباباها, في جامعة وبشتغل, إحنا بنعرف نتحدي الظروف ونفسي أغير نظرتكم عننا. أما صاحب الحروف الأولي ف. ب فيبلغ من العمر17 عاما وعلي حد روايته دفعت به ظروفه الأسرية إلي الشارع فكان المأوي الوحيد له قرابة4 سنوات قبل أن يقرر إجراء محاولة داخل أي جمعية خيرية لعلها تبدل مساره, وبالفعل تقدم وتم قبوله في دار الإقامة التابعة للجمعية في القاهرة حيث وجد الأمن والنظام والرعاية, و بعد أربع سنوات أصبح شابا في السابعة عشرة من عمره وقد تطور حلمه وتجاوز طموحاته ليستكمل مسيرة تعليمه في رحلة شاقة بعد انقطاع لسنوات وهو اليوم علي أعتاب عامه الأول في دبلوم السياحة والفنادق, ليقرر بعدها مطاردة حلمه البسيط في الرياضة حتي أصبح حارسا للمرمي في أحد نوادي حلوان كما اجتاز اختبارات منتخب مصر للناشئين لكرة القدم, مؤكدا أن حلمه لن يتوقف وأنه يطمح للوصول إلي العالمية. واستكمل حديثه بنبرة فخر ممزوجة بالأمل قائلا: االأول كان هدفي بس أكون قصة نجاح وكان هدفي في الكورة أكون لاعب عادي دلوقتي بقيت أحسن واحد في الفريق وأحسن واحد في النادي وإن شاء الله ناوي احترف بره مصر وأكون أحسن لاعب في العالم. السجن أوالموت و إن كان قد رفض حياة الشارع التي كادت تبعده عن أحلامه لكنه يري أنه تعلم منها الكثير فبدأ يروي عن السنوات التي قضاها فيه قائلا االأربع سنين دول في الشارع علموني حاجات كتير مكنتش واخد بالي منها ولا كنت هاخد بالي منها في البيت, منها تحمل مسئولية نفسي وإني أدور علي فلوس في أي حتة عشان آكلب. لكنه يعي جيدا أن حياة الشارع نهايتها إما السجن أو الموت- علي حد قوله- لذلك يوجه رسالة إلي كل أب وأم قائلا كل أب وأم بيخافوا علي ابنهم وبلاش يضغطوا عليه وهو صغير عشان ممكن يكره البيت ويمشيب, كما يبعث بنصيحة إلي المجتمع كله بأن حل المشكلة في االأهتمامب مستطردا حديثه الو حد شاف طفل في الشارع اوعي حد يديله فلوس لأنه هياخدها يجيب بيها حاجة تضره حاول تساعده وتوديه جمعية تتولاهب. أما ام. حب فكان الأكثر حظا حيث تيسر له الطريق إلي مؤسسة وجد فيها الرعاية والأمان قبل أن يضل في خبايا الشارع حين أجبره التفكك الأسري و العنف علي ترك منزله والبحث عن مأوي ولحق بأخيه إلي دار وادي حوف بحلوان و هو في السادسة عشرة من عمره مشيرا إلي ظروفه التي تحسنت صحيا ونفسيا وإجتماعيا خلال عامين و نصف فأنهي دراسته الثانوية و أنهي إجراءات التنسيق للالتحاق بالكلية, كما يستثمر إجازة الصيف حيث يعمل ليلا بإحدي الكافتيريات و يمارس رياضة الكونغ فو, ويقول لولا اني جيت هنا مكنتش نجحت أو دخلت كلية و كان زماني في الشارع أو في الأحداث أو السجن إنما حاليا انا بحلم بالتخرج وابتدي مشروع. أما اه. رب البالغة من العمر14 عاما فقد كان حديثها خير دليل علي أنه لا يدرك صعوبة محنة إلا من مر بها ولا يعي قسوة الشارع إلا من عاش به وعلي أرصفته, ولكن دفعت بها الحاجة وقسوة المجتمع إلي الشارع تعمل وتتعلم في مدرسته لسنوات حتي أدركت أن نجاتها منه هي السبيل الوحيد للحياة التي ترتضيها لنفسها. تقول إنها من مواليد بني سويف حيث عاشت أول خمس سنوات قاسية في حياتها لم يحرمها القدر من والدين أو إخوة و لكنها حرمت حنانهم أو العيش معهم أو هكذا تذكر أيام طفولتها, ساءت حالة الأسرة المادية بشكل كبير حتي تكرر ذلك المشهد الذي لم يختف من أمام عينها حين رأت والديها وقد أجبرهما الفقر علي تناول الملح طعاما للإفطار حتي اضطرت الأسرةإليالانتقال إلي القاهرة حيث وجد الأب عملا مقابل أربعين جنيه شهريا ينفق منها علي أربعة أطفال وزوجة. تعرفت ابنة السابعة علي صديقة تبيع مناديل في الشارع وقررت مرافقتها للعمل معها علي غير علم أهلها ولكنها حين صارحت أمها احتدت عليها ولكن بعد فترة صارت الأسرة كلها تلجأ للشارع وامتهنوا التسول لأربعة أعوام. استجمعت قواها لتستطرد حديثا بدا ثقيلا علي صدرها فقالت: اأنا كنت مدفونة ما كنتش بقدر أمشي بس ماما بقت من الكبار بتوع الشغلانة ومحدش بقي بيعرف يتكلم مع بنتهاب, وتشير إلي أنها حين بلغت الحادية عشرة بدأت تسأم حياة الشارع وتطلب العودة إلي المدرسة, ولكن الأم التي عارضت عملها في البداية لم تسمح لها بترك الشارع حتي قررت اللجوء إلي المؤسسة مع إثنين من إخوتها. وتضيف أنها انتقلت إلي دار الإقامة في المؤسسة منذ عامين وإلتحقت بمدرسة مجتمعية حتي تتاح لها فرصة أن تذهب إلي المدرسة مع أبناء سنها, تلعب الكمان وتغني وتتعلم التصوير وتهيئ نفسها لحياة جديدة وليس لها إلا حلم واحد وهو أن تدرس وتتخرج لتصبح محامية لتدافع عن كل مظلوم. الأم البديلة ولكن ليس الشارع وحده الذي يقسو عليهم فبعضهم فضل برودة الشارع وقسوة الوحدة عن دفء مأوي لم يجد فيه حنانا أو رعاية فقرروا البحث عن حياة آخري ربما تكون أصعب وأكثر خطرا وهو ما حدث مع اه. مب التي تبلغ من العمر15 عاما بدأت بأم قاسية هربت منها مرورا بمؤسسة ذاقت فيها الظلم والخوف وصولا للشارع الذي قررت اللجوء إليه أخيرا ومنه إلي اأم حقيقيةب وضع الله في قلبها من الرعاية والحنان ما عوضت به في عام واحد سنين من الحرمان عاشتها طفلة يتيمة حتي انتهي بها الحال في مؤسسة تعتني بها و تمهد لها الطريق لأمل في حياة أفضل. لتروي بنبرة قوية مليئة بالأمل: اوالدي توفي وأنا صغيرة وأمي كانت بتضربني قررت اسيبها وامشي, في ناس لقوني ودوني مؤسسة وقعدت فيها سبع سنين لحد ما هربت وقعدت يومين في الشارع ولاقتني اماماب تانية ربتني سنة وبعدين جيت هنا. قد تلهيك ثقتها في نفسها وبساطة حديثها عن المأساة التي عاشتها ولكن حتي أحلامها تجدها قد رسمتها متأثرة بالحياة التي فرضت عليها, فقالت انفسي أبقي مدربة كونغ- فو عشان أحمي البنات وما أخليش حد يتظلم وعشان أعلم البنات يحموا نفسهم من أي حاجة ممكن تقابلهم في الشارع. أما اس.سب البالغة من العمر13 عاما فقد اختلفت قصتها قليلا فربما كانت الوحيدة التي أشادت بحياتها قبل أن تضطر إلي اللجوء إلي مؤسسة ترعاها, حيث حكت بأسي كيف كانت تعيش مع والدتها وشقيقتها و تذهب إلي المدرسة وتعيش طفولة سعيدة فكادت الحياة التي تذكرها تبدو مثالية ولكن سرعان ما تبدلت أحوال الأسرة المثالية التي عثرت عليها فاحتضنتها وعمرها أربعة أشهر حيث جاء أهلها الحقيقيون لأخذها بالقوة ثم أودعوها مؤسسة تتولي أمرها فما كان منها إلا وقد منعت عن اأمهاب- الأم الوحيدة التي عرفتها و أحبتها- وفرضت عليها حياة الجمعيات والمؤسسات إذا كانت تأمل في إنقاذ مستقبلها. ربما لا تري علي وجهها تلك الراحة المرسومة علي وجوه الباقين الذين يشعرون بأن المرحلة الصعبة قد انتهت ولكنها بلا شك تدرك طريقها وتعي جيدا كيف تنقذ مستقبلها, هي لا تزال في الصف الخامس الابتدائي ولكنها تعلم أن وجودها في هذا المكان هو السبيل الوحيد الآن لتكمل تعليمها وتحقق حلمها وحلم جدتها وتصبح طبيبة, لتنهي حديثها بابتسامة عريضة قائلة: اأنا هنا عشان أتعلم نفسي أكون دكتورة وأكون ناجحة في حياتيب. حلمي إنقاذ المشردين أ.ح بدأت حديثها بتذكر والدتها التي فقدتها في أولي لحظات حياتها وحرمانها من الأب الذي لا تذكر عنه إلا أنه تخلي عنها وهي طفلة في الخامسة من عمرها بعد زواجه من أخري فذاقت حياة الشارع حتي انتهي بها الحال من مؤسسة إلي آخري, وتقول أنها وإن كانت قد مرت بأيام صعبة ولكن حياتها اليوم بسيطة فهي أخيرا تعيش طفولتها, وتقول ابحب أرسم و بشتغل كروشيه وحمثل مسرحية عرايسب, مؤكدة أنها عندما تبلغ العشرين ستعمل علي إنقاذ أي مشرد في الشارع. وأخيرا وليس آخرا فالقائمة لا تزال طويلة تحدث اع.مب و اي.مب وام.مب وهو3 أشقاء يبلغ الأول11 عاما والثاني8 سنوات والثالث تسع سنوات يقيمون في دار الإقامة منذ3 سنوات بعد وفاة والدتهم وتدهورت أحوال والدهم فعجزت الأسرة عن إيوائهم. طوال الحديث لم يفقد أي منهم ابتسامته وكان لكل منهم أحلامه التي أخذ يتحدث عنها وكلهم في مراحل مختلفة من التعليم فمنهم من يطمح لأن يكون بطلا في السباحة وآخر يريد أن يكون مهندسا والثالث يريد أن يكون رائدا للفضاء قائلا اعايز أشوف الكواكب علي الحقيقة. كل قصة صادفناها هي قصة نجاح إن كان قد ظهرت بوادره أم لا, كل بسمة أمل وكلمة رضا في حد ذاتها نجاح, وكل طفل وشاب التقينا به قد كتبت له حياة جديدة سواء من خلال مؤسسة احتضنته أو من خلال قوة إرادة وطموح يدفعانه للتغلب علي العوائق وتكوين مستقبل ناجح. بعض الناس قد ينظرون إليهم كأفراد ميئوس منهم, ومنهم من يراهم ويتعامل معهم من باب الشفقة و لكن هذه القصص والتجارب تنم عن غير ذلك وترصد حكايات الإرادة والتحدي شريطة أن تمتد إليهم يد العون.