مترو الانفاق من أعظم مشاريع القرن العشرين,واسهم وسيظل يسهم بشكل مؤثر في حل الأزمة المرورية داخل القاهرة, لما يقوم به من نقل اكثر من ثلاثة ملايين مواطن يوميا. ولكن يد الأهمال لم تتركه بدءا من استباحة الباعة الجائلين لمداخله ومرورا بالأعطال المتكررة إلي أن وصل الأمر في ظل الغياب الأمني داخل المترو وخارجه لعودة الباعة أكثر من الماضي واقتحام العربات للبيع وتحديدا عربات السيدات, ضاربين عرض الحائط بالقوانين واللوائح. لذا قامت تحقيقات الأهرام المسائي بالتجول داخل محطات المترو واستطلاع آراء المواطنين حول المشكلة وكيفية التغلب عليها التي كشفت عن وجود جماعات منظمة داخل المترو تنظم حركة البيع, وتقسيم المحطات فيما بينها, حيث توجد بكثرة في الخط الأول للمترو حلوان المرج وتحديدا في المحطات المكشوفة ليتمكنوا من الهروب في حالة ملاحقتهم, ومن أبرز التجاوزات أقتحام عربات السيدات للبيع وحدوث مناوشات بين السيدات والباعة معترضين علي وجودهم في العربات, وبلغت التجاوزات اعتراض المترو والتهديد بقطع الوصلات الكهربائية الخاصة بتسيير المترو وتعطيله كل ذلك في ظل الغياب الأمني علي الأرصفة بالاضافة إلي السماح للأحمال والصناديق المغلقة بالمرور بما يخالف القوانين والقواعد المنظمة للمترو. يقول أحد افراد الأمن داخل المترو رفض ذكر اسمه أنه تم القاء القبض علي احد الباعة داخل عربات السيدات بواسطة المواطنين,, وتم تسليمه لنا, وبعد وقت قصير فوجئنا بتهجم مجموعة من السيدات علينا وأجبرونا علي اطلاق سراحهم ظاهرة سلبية ويقول مصطفي يسري ماجستير خدمة اجتماعية إن البيع والتسول داخل عربات المترو ظاهرة سلبية ومظهر غير حضاري يؤثر علي السياحة التي نعاني من غيابها الآن, فلايجب أن توجد في وسائل المواصلات باعتبارها أماكن محظور التجول بداخلها كما ان معظم أشكالهم غير مألوفة. ويضيف أن اعدادهم تضاعفت في المرحلة الأخيرة, بعد غياب الشرطة وتخاذل المسئولين عن أمن المترو من شركات الأمن المدني وشرطة النقل. واتفق معه محمد سعيد في أن تكاسل الشرطة وراء انتشار الباعة الجائلين, وطالب بضرورة تفعيل قانون مخالفات المترو التي تقدر بمائة جنيه, وقال إن ظاهرة التسول تعتمد علي العاطفة عند المواطنين, فيجب عدم اعطائهم أي نقود حتي لايتم تشجيعهم علي الاستمرار. سلع رديئة ويقول أحمد حسين ان معظم السلع التي يعرضونها رديئة جدا وغير صحية مثل اللصق الطبي وفرش الاسنان, فمعظمها لاتتعدي الجنيهين, حيث يستغلون رخص ثمنها لترويجها, كما انه رأي الكثير من الباعة داخل عربات السيدات مما يتسبب في الكثير من المشاجرات. توفير أسواق ويقول أدهم عبدالرحمن أن محطات المترو لاتوجد بها أي خدمات أو أسواق لبضائع, ويري ان توفير اكشاك لهم داخل المحطات حل وسط بدل محاربتهم وجعلهم يتجهون إلي ارتكاب الجرائم والسرقة, ويطالب بوجود الأمن داخل العربات لمنع ظاهرة التسول وأي مخالفات أخري تظهر. ويقول محمود صابر ان المترو مكان غير مخصص للتجارة, ويجب علي كل المواطنين التكاتف للقضاء علي هذه الظاهرة من خلال الامتناع عن التعامل معهم, مما يفقدهم الأمل في هذا المكان. أما وليد سلام فيقول ان السلع التي يقدمونها رخيصة الثمن ولاتوجد في أي مكان آخر, ويجب ان يتم توفير مكان بديل يعملون به اذا أردنا منعهم من الوجود في مثل هذه الاماكن, خاصة انهم موجودون داخل المترو وخارجه. ويقول اسلام سعد منظم حركة اصحاب مكان لتنظيم حركة النزول والصعود بالمترو وعدم ألقاء القمامة إنهم وجدوا الكثير من الباعة داخل المترو وترددت شكاوي من السيدات بتجاوزاتهم, وأنهم قاموا بتسليمهم الي الشرطة, ويطالب الشرطة بعودة الوجود إلي جانبهم حتي يستطيعوا السيطرة علي الباعة وجميع السلوك الخاطئ. ويقول حسام شاكر أنه ذات مرة وجد سيدة داخل المترو فحاول القيام لجعلها تجلس مكانه ولكنه فوجئ بها تقول انها موجودة لكي تحصل علي رزقها ولاتريد الجلوس. ليست مسئوليتنا وأكد مصدر مسئول بالشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو ان المشرفين التابعين لشركة المترو وشركة الأمن يقتصر عملهم علي الاشراف علي بوابات التذاكر واعطاء التوجيهات للركاب من خلال التعاون مع شرطة المترو المتمثلة في شرطة النقل لمنع أي مخالفات, كما ان الشركة غير مسئولة عن الباعة الموجودين بمداخل المحطات الخارجية للمترو, حيث انها من اختصاص شرطة المرافق التابعة للاحياء والمحافظات.