تكهرب الجو في حجرة وكيل المدرسة الاستاذ ياسين عندما وقفت أمامه الطالبة دامعة العينين تقسم علي أنها سلمته قسط مصاريف المدرسة بالأمس وهو ينكر زاعقا فيها متهمها بالكذب, إصرار الطالبة علي قولها جعلنا نتبادل النظرات وقد تشككنا في ذاكرة الاستاذ ياسين الذي سبق أن تسلم المصاريف من إحدي الطالبات ثم نسي تسجيلها في دفتره, من جانبي رحت أتأمل وجه الفتاه علني استشف منه ان كانت تصدق في قولها ام تكذب, كان وجهها من الوجوه المألوفة لدي, هي من شلة بنات يسكن في تلك المنطقة العشوائية القريبة من المدرسة, وتعيش الواحدة منهن مع اسرتها في حجرة واحدة او اثنتين علي الأكثر, تكاد تسترهم من الصفيح والاخشاب, انتظرنا نحن مجموعة الزملاء أن ينتهي الموقف إما بتذكر الأستاذ ياسين إنه تسلم المبلغ من الطالبة ثم نسي فلم يسجله في دفتره, وإما بإصراره علي عدم تسلمه منها وعندها سوف نجده هو المعروف عنه شدته, بل وقسوته أحيانا مع الطلاب قد قام نافد الصبر بطرد الطالبة من حجرته وهو يلعنها هذا إن لم يصفعها علي وجهها صفعة لن تنساها حتي لا تتجرأ بالكذب والنصب عليه مرة أخري, علي أننا وجدنا الاستاذ ياسين يخرج فجأة من حجرته إلي حجرة المدرسين المجاورة لحقت به فإذا بي أراه يطلب من الزملاء أن يتبرع كل منهم بأي مبلغ يستطيع دفعه لتوفير قسط مصروفات الطالبة, استجبنا جميعا لطلبه حلا للإشكال ثم أخرج هو من جيبه مبلغا آخر ليستكمل به المبلغ المطلوب. بعد هدوء العاصفة جاءتني إحدي الطالبات لتهمس في أذني:' البنت دي بتكدب يا أستاذ وعملت التمثيلية بتاعتها دي مع أستاذ تاني قبل كده' شعرت بشيءمن الاستفزاز من الأسلوب المخادع للطالبة الذي وقعنا جميعا أسري له انتهزت فرصة هدوء الجو لأهمس في أذن الأستاذ ياسين بالحقيقة محاولا التخفيف منها في طريقة سردي لها حتي لا تعاوده ثورات غضبه المعتادة فقلت له: علي فكرة البنت بتاعة المصروفات باين عليها بتكدب. رد بهدوء غير معهود فيه: ما أنا عارف.