شهدت بداية العصور الإسلامية بالواحات فترة إهمال ونسيان من حكام وولاة مصر!! ولكن حركة الهجرة سواء من الواحات أو إليها كانت قائمة, ويشهد علي هذه الهجرة أن هناك آثارا إسلامية بالداخلة تعود إلي عام50 هجرية لتؤكد أن قبائل الجزيرة العربية هاجروا إلي الواحات منذ ذلك العهد ولايزال الكثير من أحفادهم يعيشون حتي الآن بالواحات ويحتفظون بالكثير من المخطوطات التاريخية النادرة التي تحتاج إلي توثيق ورعاية للحفاظ عليها وتعد قرية بلاط التي تقع علي بعد35 كيلومترا قبل أن تصل إلي مدينة موط مركز الداخلة وأنت قادم من طريق الخارجة الداخلة مثال حي علي ذلك, حيث تضم هذه القرية الإسلامية القديمة مجموعة من الأعتاب الخشبية التي تعلو واجهات المنازل محفورة بالحفر البارز, وأقدم تاريخ مدون عليها1163ه وأحدث تاريخ1253 ه بلاط الإسلامية أصبحت الآن ضمن خمس مدن تضمها محافظة الوادي الجديد, وتبرز أهمية بلاط الإسلامية كجزء من الواحات; حيث تقع علي طريق يربط بين الواحات ومدن الصعيد يعرف بدرب الأربعين ودرب الطويل ما يعني وجود تعاملات واتصالات بينهم وقد سميت بهذا الاسم لأنها كانت مقر للبلاط الملكي في العصر العثماني ويرجع تاريخ المدينة إلي العصر العثماني لأسباب منها مثلا عمارة المدينة والطرز المعمارية التي شيدت عليها المدينة ترجع إلي العصر العثماني, إضافة إلي الأعتاب الخشبية التي تعلو مداخل المنازل يقول ماهر بشندي مدير منطقة الآثار بمركز الداخلة إن المدينة عبارة عن مدينة إسلامية متكاملة بشوارعها ودروبها وحواريها ومنازلها والمدينة مشيدة فوق ربوة عالية وذلك لعدة أسباب كان من أهمها أسباب دفاعية وذلك لرؤية العدو قبل الاقتراب من المدينة ولحمايتها من المياه الجوفية كذلك للتهوية ونلاحظ بعمارتها ظاهرة الاتزان البيئي والتي توصل إليها السكان عن طريق تصميم المدينة, ويظهر ذلك في تخطيط البلدة وشوارعها وتخطيط منازلها, فتلاصقت المباني وتدرجت مقاييس الشوارع, وأصبح الفناء المكشوف عنصرا رئيسيا في التخطيط المعماري, واستخدامهم مواد بناء متوفرة مثل الطوب اللبن المخفف لدرجة الحرارة, إضافة إلي سمك الجدران ومراعاة ضيق الطرق وارتفاع المباني علي جانبيها مما يساعد علي وجود الظل علي الطرقات والمباني بعضها البعض, وبالتالي تخفيف درجة الحرارة, كما كانت السقائف التي تعلو أجزاء من الطرق أثرها المهم في تخفيف درجة الحرارة. وأضاف بشندي أن منشئات مدينة بلاط المعمارية تنوعت بما يتماشي مع احتياجات سكانها, مشيرا إلي ان مدينة بلاط اشتملت علي العديد من المساجد والتي تم توزيعها علي جميع أرجاء البلدة, كما ارتبط توزيع المساجد بالمدينة بوجود عيون الماء والتي من أبرزها زعين علمس وسعين قبالةس حيث نجد مسجد عين قبالة ارتبط بعين قبالة, ومسجد عين علم ارتبط بعين علم. وتضم مدينة بلاط الإسلامية مجموعة من الأعتاب الخشبية التي تعلو واجهات المنازل محفورة بالحفر البارز والغائر, وأقدم تاريخ مدون عليها1163 ه وأحدث تاريخ1253 ه, علي خشب السنط وهي عبارة عن أدعية وآيات قرآنية وأحيانا تحمل اسم المنشئ واسم صانع العتب وتاريخ الإنشاء. كما تضم مدينة بلاط شأنها في ذلك شأن المدن الإسلامية طاحونة لطحن الغلال حيث أنها من مستلزمات الحياة اليومية ومن أهمها في مدينة بلاط طاحونة البرنس وطاحونة أبو ياسين. ويميز هذه القرية طراز معماري خاص بنيت علي شكل حارات كل حارة تخص عائلة وتغلق بباب كبير ويوجد بها زملاقفس هواء بالطرقات, وللعلم فإن شوارع هذه القرية مسقوفة ومغطاة تماما فأنت تسير في شارع ذو سقف من البيوت ذات الدورين والثلاثة المصنوعة من الطوب اللبن, والشوارع مسقوفة أسفل تلك المنازل بالخشب والطوب اللبن. فتقيك حرارة الصيف الحارقة وتنخفض درجة الحرارة في هذه الشوارع المسقوفة إلي أكثر من عشرين درجة مئوية عن الشوارع غير المسقوفة.