درب السندادية بالوادي الجديد، أحد المواقع الأثرية التي وقعت في درب الإهمال والتجاهل من قبل المسئولين، وعلي الرغم من كونه أساس مدينة الخارجة القديمة إلا أنه تحول إلي أطلال تسكنها الأشباح، ولو جاء الاهتمام فهو من بعض الوفود السياحية التي تدرك أهميته وتحرص علي زيارته. ويقع الدرب في مدينة الخارجة القديمة التي تمثل تاريخ الواحات وتراثها العتيق ويعتبر من اقدم الواحات ويشهد التاريخ توالي الحضارات المختلفة عليه بداية من عصور ما قبل التاريخ ثم الفرعونية والرومانية والقبطية والاسلامية وجميع هذه الحضارات ظلت تتواجد جنبا إلي جنب لتشكل في النهاية منظومة تاريخية اثرية فنية تمثل التاريخ المصري. يعتبر هذا الدرب من أقدم الدروب المتبقية في الوقت الحالي ويرجع تاريخه الي نهاية العصر العثماني وينسب إلي إحدي العائلات التي وفدت إلي الواحات ربما في العصر الاسلامي واستوطنت بها وهي عائلة السندادية . يمتد الدرب بطول يقترب من نصف كيلو متر وهو عبارة عن درب متعرج تتفرع منه عدة حارات صغيرة وعلي جانبيه مجموعة من المنازل السكنية المتلاحقة جميعها من الطوب اللبن يضم كل منها ما بين الحجرتين أو الثلاث حجرات كما يضم مكانا مخصصا للفرن والمهراث الذي كان يطحن الغلال، أما أسقف المنازل والحارات فمغطاة بجريد النخيل وزعفه وأفلاق الدوم والنخيل وجميع هذه الخامات محلية متوافرة في البيئة وقد أدي التخطيط المعماري الفريد والخاص بهذا الدرب إلي أن يجعل درجة حرارته منخفضة صيفا ودافئة شتاء . أما الحارات فهي ضيقة لا يزيد عرض كل منها علي (متر ونصف) وتمتد بطول عشرين أو ثلاثين مترا، كل منها تضم بداخلها ثلاثه أو أربعة منازل وكان يغلق علي كل حارة باب خشبي مصنوع من خشب الدوم بالإضافة إلي الباب الخارجي الذي يضم هذه التكوينات المعمارية بداخله لحماية السكان من اي هجوم أو سطو خارجي. ومن الملاحظ أن تصميم هذا الدرب كان متوافقا إلي درجة كبيرة فنيا وأمنيا فهو مختلف في الارتفاع حتي لا يستطيع أي متسلل ان يمر به وكانت هناك بعض العوائق موضوعه علي الأرض حتي يصعب علي المهاجمين السير به وحتي يسهل علي الأهالي رد كل من يهاجم المكان . ويعتبرهذا الدرب بصورته الطبيعية همزة الوصل بين القديم والحديث ويسجل حكايات تاريخية وشعبية حدثت بالفعل في اماكنها الطبيعية.والجدير بالذكر أن بعض المواطنين مازالوا يعيشون في هذا الدرب باعتباره إرثًا يحكي تاريخ الأجداد. لكن مطلوب تدخل عاجل من الحكومة لحماية هذا الدرب والحفاظ عليه باعتباره من الآثار الثقافية النادرة بحث سبل تطويره وإحيائه ليكون مزاراً سياحياً مهماً. حمدي كامل