يقول جبران بلغته العالية الحب سعادة ترتعش فهل لنا أن نقول والشعر لغة تحس؟ قضيت ليلة كاملة في شبه غياب صوفي مع ثلاثة دواوين مع شاعرة لم يسبق لي التعرف عليها هي سحر سامي قالت لي إنها مقدمة برامج بالتليفزيون المصري لكن أشعارها صححت لي صورتها الأخري.. الخفية.. القادرة علي حملك عبر سؤالات الحيرة الكبري واللغة المجنحة إلي آفاق إنسانية تغسلك في سحاباتها السحرية بعيدا بعيدا عن تفاهات الواقع اليومي المكرور. رافضة الكلام في الشوق رافضة الهوي في شقوق رافضة قانون السوق موسيقي ليل ونهار حبة موزار علي زار ........... القلب من سنبلة ولا مقصلة ولا بهلوان مجنون القلب شجرة أسئلة في الكون في ديوانها نعي السما الشفاف الصادر عن اتحاد الكتاب2011 م يلتقيك تدفق العذاب الروحي اللاهث الذي لا يعطيك فرصة حتي للتنفس.. هذا النفس الواحد الحار المتدفق دون صنعة أو تزويق.. هذا النفس الصادق المشبع بالحيرة والغضب ناشدا التطهر ربما خارج الزمان والمكان والإمكان أيضا.. روح متمردة مش هاحكي الليلة دلاها هرب م السياف ولا عدت بصدق سر العرافة ولا عدت بخاف .......... كنت بنت تايهه في الزحام لما طار طرف الجونلة الصوابع ع الحدود.. قالت حرام واما غنت السيوف النايمة قامت داما طارت كسروا جناح الحما داما ملت أحكموا شد اللجام داما حلمت سجلوا صوت الضباب في الحلم صوروا الضل اللي ماشي في المنام. من الواضح أن سحر سامي الشاعرة قرأت كثيرا وفكرت واستوعبت وتخلقت لها رؤية خاصة.. قرأت في الأساطير والأديان والفلسفات القديمة وصولا إلي وجودية ألبير كامو شديدة الإنسانية وسحر سامي تكتب بالعامية كما تكتب بالفصحي تختار اللغة الدالة في تنقلاتها بين ما هو وجودي وما هو صوفي وما هو... هي في ديوانها عذاب الماء قال الماء: من تلك اليمامة كي تطل علي المنام بجرأة وتصب روحي في كئوس الوجد أتبعها ولا أغفو .......... وكيف أمر بالأشجار مذهولا كأن الكون عطر جناح ظل يمامة عبرت.. بحلمي ذات أمسية حزينة سحر سامي في الروح.. رغم تألقها الشكلي كأنها كاسم ديوانها الثلاث منحوته من شجر الحين. الحين إلي ملا لا تعرف.. وأذكرها هنا لفلسفة ألبير كامو في أسطورة سيزيف حيث حكمت علي الآلهة القديمة بدفع صخرة من سفح الجبل حتي أعلاه للأبد.. وحين أدرك أنه مجهود بلا معني قرر أن يحيا أثناء مسيرته بين سفح الجبل وقمته فكان هذا انتصارا إنسانيا علي حكم الآلة الجائر. والشعر ياسحر حين يكون صادقا حياة وانتصار علي رتابة الحياة وقانون الزمن