يعكف أعضاء هيئة قضايا الدولة علي الاعداد لعقد جمعية عمومية غير عادية خلال الساعات القليلة المقبلة, لمناقشة مجموعة من الافكار والمقترحات, التي من المقرر ان يجري عرضها ضمن جدول الأعمال ومن أهم هذه المقترحات صياغة مشروع قانون جديد للهيئة, يحقق آمال وطموحات أعضائها, بما يسهم في العمل علي أداء الهيئة لرسالتها علي الوجه الذي يحقق الصالح العام, وبما يقود إلي حماية حقوق الدولة. ويهدف مشروع القانون المقترح, كما يشير المستشار أيمن عبد الغني, المتحدث الإعلامي باسم هيئة قضايا الدولة, إلي تحقيق مجموعة من المطالب, ومن أهمها: استقلال الهيئة استقلالا تاما عن وزارة العدل في جميع شئونها, وكذلك الزامية الرأي القانوني الصادر عن الهيئة بجميع الجهات الإدارية للدولة, وتحقيق الرقابة الفعلية علي أداء الإدارات القانونية التابعة للدولة, بما يضمن الدفاع الوقائي عن مصالح الشعب, مع ضمان توفير سبل الحماية اللازمة لأعضاء الهيئة بما يحصنهم من تدخل الجهات التنفيذية, في أدائهم لعملهم وإمكانية التصدي المباشر لحماية المال العام, والمطالبة بثروات الشعب المنهوبة, من دون حاجة للرجوع إلي الجهات الإدارية وملاحقة الفساد. من جهة أخري, انتقد عدد كبير من اعضاء هيئة قضايا الدولة عدم تمثيل الهيئة في اللجان القضائية, التي تتولي الإشراف القضائي علي الاستفتاء والانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة, علما بأن المساواة بين الهيئات القضائية مبدأ دستوري وقانوني, اكدته المحكمة الدستورية العليا في عدد من احكامها, ويستتبع ذلك ان يكون التعامل مع هذه الهيئات, طبقا لهذا المبدأ, خاصة ان تعددها لايعني أبدا ان تقام الحواجز بينها, لأن هذا لايصب في مصلحة الوطن, التي هي جزء منه وعنوان لاستقامة الحق والعدل فيه. وحسب الأعضاء الذين تحدثوا مع المستشار د. محمد الشيخ رئيس هيئة قضايا الدولة في هذا الشأن, فانه يجب مراعاة ذلك في كل مايخص أداء الهيئة لرسالتها, حتي لايبدو الأمر وكأنه تقديم أو تفضيل لهيئة علي أخري, لان هذه الهيئات يجمعها في النهاية مجلس واحد, وهو المجلس الاعلي للهيئات القضائية المنصوص عليه في الدستور, وينظم القانون اختصاصاته. وقال الأعضاء إنه لما كانت هذه المرحلة التي تمر بها البلاد في غاية الحساسية والخطورة, فإن هذا يقتضي مزيدا من الترسيخ لهذا المبدأ الذي لوحظ في الأيام الأخيرة الحياد عنه في بعض الأمور الخطيرة, مثل عدم تمثيل جميع الهيئات القضائية في تشكيل اللجنة المسئولة عن التعديلات الدستورية الأخيرة, وخرج التعديل للدستور في المادة76 مؤكدا هذه التفرقة, حينما استبعد من تشكيل اللجنة المختصة بالاشراف علي الانتخابات الرئاسية, كل من هيئتي قضايا الدولة والنيابة الإدارية. وتكرر الأمر مرة اخري في المرسوم بقانون رقم7 لسنة2011 الخاص بتنظيم الإشراف علي الاستفتاء علي التعديلات الدستورية المقترحة, حينما اغفل ذات الهيئتين في تشكيل اللجنة القضائية العليا المشرفة علي الاستفتاء علي التعديلات الدستورية, إذ لم يتضمن التشكيل لهذه اللجنة مستشار عن اي من الهيئات القضائية الثلاث وهي: هيئة قضايا الدولة, والمحكمة الدستورية العليا, والنيابة الإدارية. وأكد المستشار أيمن عبد الغني ان هذه تفرقة لامسوغ لها, بل هي تجعل الامر وكأنه متعمد بلا أي اسباب قانونية أو واقعية, بل المساواة الحقيقية كانت تقتضي أن تكون رئاسة أي من اللجان المشار إليها بالتناوب بين هذه الهيئات مجتمعة, حتي يتحقق المعني الحقيقي للمساواة, خاصة في مثل هذه القضايا القومية التي لايوجد مبرر لحرمان أي هيئة من هذه الهيئات من القيام بدورها فيها, وعلي الاخص الإشراف القضائي علي الاستفتاء أو الانتخابات, الذي اصبح الضمانة الأولي للاصلاح السياسي في مصر في الوقت الحالي وفي المستقبل.