أظن أن مفهوم العنف من المفاهيم التي يكتنفها الكثير من الغموض وليس يعني هذا صعوبة التعريف من الناحية اللغوية.. لا.. إنما مرده الي غموض الفكرة التي تبادر فورا لمسألة الضرب الجسدي بمجرد ورود هذه الكلمة وأنا أظن أن هناك نوعا من العنف لا يمس الهيكل البشري إنما يسحق معاني الإنسانية بداخله بل إن بعض أنواعه يكون أكثر تدميرا من المباشرة الجسدية خصوصا حين يتبناها( وحش) بجسد إنسان عاطفي جدا وهذا ما يصح أن أسميه الاعتداء العاطفي ويمكن تعريفه بأنه ذلك النمط من السلوك النفسي الذي يصيب بعض المتمارضين بالعشق للاستيلاء علي أكبر قدر من النساء ونفس الأمر بالنسبة للمرأة حين تحرص علي جمع عشاق تذيقهم مر التجاهل والخصام هذا قبل الزواج أما بعده فأنا لا زلت أرصع رأسي بنظرية أن الزواج دون اقتناع كامل بالشريك يعد من أسوأ جرائم الأرض قاطبة.. وخصوصا للأنثي وهذا يناقض فكر أمي جملة وتفصيلا التي تري السكني والأمان للبنت إنما هي بالزوج خيره وشره ولو تقول الحزن والمصائب علي تلك الأنثي كل الأقاويل ولكن تمضي أمي بمعتقداتها غير آبهة وتؤجل النظر دائما بالقضايا المطروحة لأنها تري أن كل النساء( كلهن) بين معبدين شيخهما الجليل( الإذعان) لفطرة الضلع المكسور! ولك سيدتي أن تكوني إما راضخة مرضية.. أو متبرمة شقية هذا عائد لك. مساء الأمس جمعتني صديقة لي بإحدي ضحايا نظرية أمي بالطبع هذه الضحية لا تعرف أمي إنما من المؤكد أن والدتها تحمل ذات الفكر مما يثبت أن التوجهات الفكرية لكل جيل متشابهة فكانت الزيجة بلا اقتناع مما دفعها أن تتولي النقل المباشر لكل المحرضات علي العصيان الأسري من نبضاتها مباشرة إلي ساحة بيتها, والحقيقة أنني وإن كنت أرحب بأن تتمتع الأنثي بالنبض الحي.. إنما ضد أن يدخل حب طفيلي لقلب ذات الزوج والبنين فيقوض بالطلاق بنيانا ويهد العماد, لكن هذه الضحية من اللواتي لا يملكن سوي الرضوخ لصاحب السمو الحركي بصدرها فنالت علي يدها ما لم تنله( مها) في حديث سبق إذ أمست ضحيتنا هذه وحيدة فلا هي اجتمعت بمن تولهت للحياة معه ولا هي آمنت بقضائها السابق ونحن جميعا كثيرا ما رأينا صورا لعشاق يمارسون شتي أنواع المكر للحصول علي رغبات لا تستتر أبدا, وغالبيتهم يعتقد بأن هذا مجرد سعي مباح للحصول علي حصتهم الدنيوية من الحب.. الغريب أنهم لا تملأ لعشقهم جيوب بل علي العكس تراهم كلما وجدوا قلبا ظنوا بأن هناك ما هو مخبأ وحتما سيكون أجمل فيستمر عبثهم بطريقة قد تسقط ضحايا ولكن الأنانية لا تجعلهم يأبهون ودوما تري أنهم يتذرعون بقلة الوفاق أو عدم تفهم الطرف الآخر لحالته فاضطر أن يكون أمامه قلوب متجمعة للحصول علي بدائل عاجلة.. ومن هنا تبدأ انطلاقته للقيام بمهام التدمير لم أستمر كثيرا في هلوساتي التأملية هذه فلغطهن كان يجرجرني من كتفي فكنت أسمعهن ولا أعلق حتي التفتت لي صديقتي التي جمعتني بالضحية, وقالت هاتي ما لديك وعللينا يا( راوية) ضحكت من تعبيرها وقلت.. الحب أحيانا كجرثومة يبحث عن أنف امرأة بلهاء, وما ذلك الرجل المقتحم لحياتها إلا كبعوضة وما فوقها! كاتبة سعودية