تصدرت كلمات هذا النجم المفعم بالطاقة والحيوية وخفة الظل في بداية حياته الفنية في أول حوار له مع الصحفي الشهير جلال البنداري أمنيته أن يمتلك مليون جنيه ويمتلك معها المرض اعتقادا منه أنه بالملايين يشفي المرض إلي أن استجاب الله دعوته فامتلك كليهما ولكنه لم يستطع بملايينه أن يشفي من الفشل الكلوي وسرطان المعدة وكان الموت أقوي من كل ما يملكه واختتم المشهد الأخير في حياته وذهبت الملايين إلي الورثة زوجته ليلي فوزي وشقيقاته الثلاث. فنان مصري راحل, يعد أحد رواد السينما المصرية ومن كبار صناعها منذ بداية الأربعينيات وحتي رحيله14 مايو1955 حيث شارك في أهم الأفلام التي سجلت انطلاقة السينما في مصر, كما اشتهر بأدوار الفتي الأول حتي أطلق عليه لقب فتي السينما الأول. ولد أنور محمد يحيي وجدي الفتال يوم11 أكتوبر عام1904 م في حي الوايلي بمحافظة القاهرة لأم مصرية وأب سوري حاصل علي الجنسية المصرية, كان والده يعمل في تجارة الأقمشة بحلب ثم انتقل إلي مصر بعد أن بارت تجارته مما جعل أسرته تتعرض للإفلاس وتعاني الفقر والحرمان الشديد, إلا أنه كان يملك سلاح الإرادة والتحدي والصبر والعزيمة. تزوج الفنان أنور وجدي من الفنانة ليلي مراد عام1945 م واعتبرت هذه الزيجة واحدة من أشهر الزيجات الفنية, حيث قدما معا عددا من الأعمال السينمائية الناجحة التي أثرت في تاريخ السينما المصرية, ولكن سرعان ما تم انفصالهما عقب زواج استمر حوالي7 سنوات, ليتزوج بعد ذلك من الفنانة ليلي فوزي التي استمرت معه حتي وفاته عام1955 م, وكان قبل ذلك قد تزوج من إلهام حسين التي انفصل عنها عقب فترة قصيرة. جاءت الانطلاقة الحقيقية في مشوار الفنان الراحل أنور وجدي عام1927 م عندما التحق بفرقة رمسيس المسرحية التي أنشأها يوسف وهبي, وعلي الرغم من أن عمله في بداية التحاقه بالفرقة لم يكن يزيد علي عامل إكسسوار إلا أنه كان سعيدا بهذا العمل منتظرا الفرصة التي تمكنه من تحقيق حلمه واقتحام عالم الفن عبر أحد أهم الفرق الفنية في مصر. لم ينتظر وجدي كثيرا فسرعان ما لفت أنظار يوسف وهبي بملامحه الوسيمة, فأعطاه الفرصة ليصعد علي خشبة المسرح لأول مرة عام1927 م في دور ثانوي بمسرحية يوليوس قيصر أثناء إحدي جولات الفرقة في أمريكا اللاتينية حيث أظهر موهبته كممثل واعد يملك الحضور علي المسرح. تنقل الفنان الراحل بين الفرق المسرحية حتي استقر في الفرقة القومية وعمل بها خمس سنوات, استطاع خلالها أن ينتزع مكانة كفنان أول, ثم قرر الاتجاه إلي السينما بعد أن اختاره الفنان يوسف وهبي للمشاركة في فيلم أولاد الذوات عام1932 م, وعندما أثبت حضورا لافتا أمام كاميرات السينما رشحه مرة أخري للمشاركة في فيلم الدفاع عام1935 م. توالت أدوار أنور وجدي علي الشاشة حتي بلغ رصيده الفني حوالي55 فيلما مصريا, أخرج منها13 فيلما, وأنتج حوالي20 فيلما, كما يصل مجمل أعماله إلي حوالي92 فيلما حيث أبدع في جميع هذه النواحي ما بين تمثيل وإنتاج وإخراج وتأليف. كون رائد السينما المصرية ثروة كبيرة من العمل السينمائي استطاع من خلالها امتلاك شركة إنتاج سينمائي بالاشتراك مع بعض الممولين الكبار, كما تعلم الفرنسية مما ساعده علي المشاركة في فيلم أرض النيل باللغة الفرنسية. في يوم14 مايو عام1955 م توفي الفنان أنور وجدي في استوكهولم بالسويد وهو لم يكمل واحدا وخمسين عاما, عقب أربعة أشهر من زواجه بالفنانة ليلي فوزي حيث كان يعاني من مرض بالكلي.