لم تقف نجاحات ثورة25 يناير عند تحقيق أهدافها الأولي فحسب بل انطلقت طاقة الشباب وقدراته إلي التفكير في وضع الخطط والمناهج لبناء دولة ديمقراطية متقدمة من خلال مبادرات علي الفيس بوك سرعان ما نزلت إلي أرض الواقع لتنفذ ما اتفقت عليه خلال ايام قليلة. اتسمت مبادرات الشباب بالسرعة في التنظيم والانتشار والاستجابة للأفكار المتنوعة التي توحدت اهدافها في بناء مصر سياسيا واقتصاديا وعلميا ودعم اقتصادها من ابنائها في الداخل والخارج. فقد أطلق عدد من الشباب علي صفحات الفيس بوك الاجتماعية مبادرات تدعو لبناء إسكان منخفض التكاليف وأخري لتشجيع المنتج الوطني وقال مؤسس صفحة تشجيع المنتج الوطني علي الفيس بوك ان المرحلة الراهنة تحتاج لبقاء أموالنا داخل مصر والقضاء علي عجز الميزان التجاري وذلك من خلال إطلاق مبادرة تشجيع المنتجات الوطنية والترويج لها ويمكن ان تساهم تلك المبادرات لتشجيع الصناعة المحلية في إيجاد مزيد من فرص العمل للشباب والقضاء علي البطالة وزيادة معدل النمو. تشجيع المنتج المحلي وطالب أعضاء الصفحة بضرورة التركيز علي مؤازرة الصناعات التي قطعت فيها مصر شوطا أو الصناعات الواعدة لدعم فرصنا في التصدير, ومن الصناعات التي طالب الجروب بالاهتمام بها صناعة السيارات وقطع الغيار خصوصا أن مصر بالفعل كانت علي الطريق لتصبح مركز لصناعة السيارات بالنسبة لبعض الشركات( مثل تيوتا) بالاضافة إليأن صناعة قطع الغيار حققت بعض التقدم علي طريق التصدير في السنوات الماضية كما أن هذه الصناعة في المقابل مهددة بالانهيار نتيجة إزالة الجمارك عن السيارات المستوردة. فيما أسست مجموعة أخري جروب علي الفيس بوك كمبادرة لإنشاء مساكن منخفضة التملفة للشباب وغير القادرين وتهدف هذا المبادرة إلي إنشاء جمعية للإسكان والحصول علي أراضي من الدولة وبناء تجمع( كمبوند) للمشاركين بتكلفة أكل من40 60% من التكلفة الاعتيادية. كما بدأت مجموعات أخري علي الفيس بوك إطلاق مبادرات التوعية السياسية باعتبارها اهم أركان بناء دولة ديمقراطية وحملت جميع المبادرات شعارات مختلفة مثل ساعدنا نبني مصر ولا تبع صوتك واختار صح, حيث أطلقت منال المهدي رئيس مجلس إدارة مجلة كلمتنا مبادرة للتوعية السياسية للمواطنين تتضمن أهداف الثورة وأسباب قيامها ومطالبها, وتركز علي تدريب المواطنين علي كيفية اختيار مرشحيهم للانتخابات البرلمانية والرئاسية وأهمية التصويت لصالح المرشح الأفضل. تقول مهدي ان حملات توعية تطوعية بدأت بالفعل علي أرض الواقع بالتعاون مع بعض رؤساء الأحياء, وهناك أحد رؤساء أحياء محافظة الجيزة بدأ حملة توعية مع الشباب لسكان المناطق العشوائية بحقوقهم السياسية وما هو هدف التعديلات الدستورية وتعتمد المبادرة في الوقت الحالي علي تدريب المدربين الذين سيقومون بمهمة توعية غيرهم في مختلف الأحياء, وبالتالي تكون المبادرة قد أنجزت عددا أكبر من الشريحة المستهدفة في أقل وقت. كما انطلقت مبادرة أخري للتوعية بالحقوق السياسية تحت شعار ساعدنا نبني مصر يقول محمد حمزة مؤسس المبادرة ان المبادرة تهدف إلي محو الأمية السياسية للمواطنين ورفع شعار ان السلطة تستمد من الشعب فالسياسة جزء من حياتنا تؤثر علي رغيف الخبز بالنسبة للمواطن الفقير كما تؤثر علي سعر السيارة للأغنياء, وبالتالي يجب التعامل مع السياسة علي أنها محور أي شيء يدور في مجتمعنا وليست من المحظورات كما كانت في العهود السابقة. وأضاف: بدأنا بالفعل ورش عمل مختلفة في القاهرة والاسكندرية ويقوم بها مجموعة مدربين شباب من مهن مختلفة أطباء ومدرسين ومدربين تنمية بشرية ونفسية وغيرها. تطوير التعليم كما أطلقت دار نهضة مصر للنشر مبادرة شعبية لإصلاح وتطوير التعليم قبل الجامعي, يقول محمد ابراهيم رئيس مجلس ادارة نهضة مصر إن الأحداث الجارية تتطلب وضع تصورات لمشروع تعليم قومي يشارك فيه منظمات المجتمع المدني والخبراء والمثقفون أفرادا ومؤسسات, بحيث ننطلق لنسهم في بناء مصر الحديثة. كما تتيح المبادرة مشاركة الجميع في الأفكار الخاصة بتطوير المدرسة والمعلم والطالب, بحيث يمكن لكل المواطنين عرض أفكارهم علي موقع الكتروني خاص بالمبادرة تم إنشاؤه لهذا الغرض, بحيث تظل كل فكرة باسم صاحبها علي الموقع كما وردت وعلي مسئوليته الشخصية, علي أن تصدر دار نهضة مصر وثيقة سنوية لمجمل الأفكار بعد دمجها تحت محاور من أجل الخروج بمشروع متكامل ينبع من ادارة شعبية يستفيد منها جميع المهتمين بالتعليم والمشاركين به. ومن المقرر أن تنظم دار نهضة مصر للنشر جلسات استماع في شكل موائد مستديرة مع كبار التروبويين ورجال التعليم والمثقفين. بينما أطلق مجموعة من الشباب والعاملين في قطاع السياحة عدة حملات علي الفيس بوك بالعديد من اللغات الأجنبية لتنشيط السياحة وبث رسائل موجهة للسائحين من مختلف دول العالم مضمونها ارجع مصر.. الدعوة مفتوحة للجميع وتضيف الرسائل الموجهة للأجانب إن مصر أصبحت آمنة الآن بعد إسقاط النظام, وإن المصريين اصبحوا أكثر وعيا وتحضرا بعد هذه الثورة العظيمة.. وقد تعهدوا جميعا بالحفاظ علي وطنهم. فيما أطلقت مجموعة أخري من الأثرين ومحبي الآثار مبادرة لتنشيط السياحة الداخلية وتوعية المواطنين بأهمية معرفة تاريخهم وتعليم أبنائهم قيمة التاريخ وعراقة الماضي العظيم وبدأت حملات هذه المبادرة يوم الجمعة الماضي بزيارة لمنطقة آثار الأهرامات. * في الوقت نفسه بدأت مبادرات المصريين بالخارة في التفعيل من خلال الدعوة لتحويل المصريين بالخارج جزء من أموالهم علي دفعات إلي البنوك داخل مصر لدعم الاقتصاد المصري ودعا المكتب الإعلامي المصري بولاية كاليفورنيا, بالاشتراك مع جريدة( المصري المهاجر), المصريين المهاجرين في كل بقعة من بقاع الأرض إلي المشاركة في مبادرة لدعم الاقتصاد المصري, باسم( دعوة من أجل مصر) من خلال تحويل مبلغ1000 دولار علي الأقل ولو لمرة واحدة إلي حساباتهم الشخصية في مصر, وذلك للمساهمة في دعم سعر صرف الجنيه المصري, بالاضافة إلي زيادة معدلات السيولة, بما يعود بالنفع علي المودع والاقتصاد المصري من خلال عودة سعر صرف الجنيه المصري إلي معدله الطبيعي. سرعة التطبيق عن أهمية تطبيق هذه المبادرات علي أرض الواقع والاستفادة من حماس وأفكار الشباب يقول الدكتور احمد يحيي استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قناة السويس ان بناء مصر لا يتحقق إلا بالعمل والإنجاز وتغيير السلوك حتي نصبح شعبا منتجا وليس مستهلكا, والبناء يتحقق بإعادة النظر في منظومة التعليم من المرحلة الابتدائية إلي الجامعة, وبناء الطفل المصري وتلبية احتياجات نموه بدنيا وعقليا وصحيا ونحتاج إلي ضرورة الوعي ومساهمة المواطنين الفعلية والإيجابية في صباغة القرارات والقوانين التي تمس جماهير الشعب وأن بناء مصر لا يتحقق بالأمنيات بل بالعلم والعمل, والرقابة الشعبية خاصة علي المحليات والمحافظين وصناع القرار السياسي في الجهات الحكومية والعامة.
