أعتقد أن علي رأس الحكومة شخصيات اعتادت أن تواجه ظروفا شديدة التعقيد, وأزمات مختلفة, تواجهها بالتعقل والحكمة عبر الصحفيون أمس عن غضبهم, في اجتماعهم الطارئ بمقر نقابة الصحفيين, وهو غضب مشروع ومتوقع, وتسبب التصعيد المتبادل في حالة احتقان وغضب أتمني أن يتوقف الغضب عند هذا الحد, لأنه يبدد التعقل والحكمة, التي يجب أن يتحلي بها الطرفان, لأن جهاز الشرطة ونقابة الصحفيين مؤسستان لهما مكانتهما في الدولة, وينبغي أن يعود الوئام ليجمع بينهما, ويتم احتواء أي خلاف ووضعه في حدوده, وعدم تركه فريسة لمن يستغلونه ويسكبون علي شرر الغضب المزيد من الزيت لتأجيجه, في وقت نحتاج فيه جميعا إلي أقصي درجات التجرد, والتضحية بالذات من أجل ألا يقع الوطن فريسة في ظل الوضع الإقليمي والدولي شديد الغليان والسخونة, ونيران الحروب تتنقل بين الساحات من الجهات الأربع. المؤكد أننا بحاجة إلي طاقة الشرطة وجهدها في مواجهة الإرهاب وتأمين المواطنين من الجريمة, وهي مهمة مزدوجة وصعبة, وتحتاج كل مؤازرة مجتمعية. والصحفيون يحتاجون إلي العمل في ظل مناخ آمن وصحي, ودورهم حيوي في التوعية ومتابعة ونقل الأحداث بصورة متكاملة وواعية, وليس من مصلحة أي من الطرفين افتعال أزمات أو تأجيجها, وإن حدث تجاوز هنا أو هناك, فلدينا القدرة علي التواصل والحوار, واحتواء أي مشكلة في مهدها, وحتي إذا أعمانا الغضب في بعض الأحيان وانحرف أي طرف عن الحكمة قليلا, فلدينا مؤسسات يمكن الرجوع إليها, لنجد عندها الحل المناسب, بدءا من مجلس الوزراء حتي الرئيس عبد الفتاح السيسي. أعتقد أن علي رأس الحكومة شخصيات اعتادت أن تواجه ظروفا شديدة التعقيد, وأزمات مختلفة, تواجهها بالتعقل والحكمة وليس بالمزيد من الغضب وردود الفعل المعاكسة, كما تضم الجماعة الصحفية مجموعة مميزة من قادة الرأي ونخبة من أصحاب الفكر, ولهذا أري أن طريق الحوار مفتوح وميسر, ولا يوجد ما يعترضه, ويحتاج فقط إلي لقاء يجمع بين الطرفين, ومناقشة ما حدث بصراحة ووضوح ورغبة في تحقيق الوئام المطلوب بأسرع وقت ممكن, وألا نترك الوقت يمر في ظل حالة الاحتقان وتبادل الاتهامات وهو ما قد يخلق مشاكل أكبر, ويضع الجميع في موقف حرج, لا يخدم أيا من الطرفين, وبالأساس يضر بمصر في هذه المرحلة الحرجة. إن أي مبادرة سريعة يمكن أن تلم الشمل, وتحتوي حالة الغضب, وتعالج ذلك الاحتقان الطارئ, والذي لم يكن ضروريا أو مطلوبا, وأري أن إشارة بيان النقابة لرفض أي مساندة لموقفها من الخارج, ورفضها تصريح وزير الخارجية الأمريكي علامة نضج وحكمة يمكن البناء عليها, واستكمالها بخطوة ترتيب لقاء يضع الحلول المناسبة, بدلا من ترك الساحة تزداد سخونة, ليعتليها الأعلي صوتا والأشد تطرفا, ومن يرغبون في رؤية حالة تفكك ونزاعات داخلية تضعف المناعة الوطنية. علينا الوقوف جميعا ضد حالة التهييج والإثارة وتبادل الاتهامات, وأن ترفع الشرطة الحواجز من حول النقابة في أسرع وقت, وأن ترفع النقابة أي لافتة, وتوقف أي هتافات مسيئة للشرطة, لتهيئة المناخ لامتصاص الأزمة الطارئة, وأن نتعلم مما حدث, ونحرص علي التواصل بين المؤسسات قبل اتخاذ إجراءات قد يساء فهمها, في إطار من سيادة القانون وصون الكرامة, وهو ما يجب أن نحرص عليهما دائما.