مللت السياسة، ورطانة النخب الزائفة والمتملقة بين قومى طافح، ويسارى متملق، وإسلامى متطرف، وإعلامى مطبل بدفوف النفاق والكذب والتضليل والعهر السياسي. وكرهت سماع أخبار الصراعات والحروب المجانية أحيانا، والمأجورة فى أحيان كثيرة، أو التعليق عليها والكتابة عنها. وأشعر بآهات محبوسة، وأنات مكنونة، ودموع متحجرة، فى عيونى وعيون الملايين المجروحة والمصدومة بسبب حالات الخنوع والخضوع والانكفاء العربى والإسلامى تجاه ما يحدث لنا ولبنى جلدتنا فى سوريا وليبيا والعراق وفلسطين واليمن، على أيدى ضباع وسباع الغرب وبخيانة ممن كنا نظنهم شرفاء الداخل! إننا فى امتحان صعب أمام أنفسنا وأمام أجيالنا المقبلة، للحفاظ على ما تبقى من هويتنا وعقيدتنا وأوطاننا. وأخشى أن يكون الفشل هو مصيرنا فى امتحان المصير. مثل ملايين بل مليارات من البشر منذ الخليقة وحتى يومنا رسبوا، وكانت اسئلة الامتحانات فى أيديهم، بعدما تسلموها ومعها الإجابات النموذجية! فقد أخبرهم معلمهم أنها سبعة أسئلة، ثلاثة فى الفترة الأولى، وأربعة فى الفترة الثانية، وتعهد لهم أن هذه الأسئلة ستأتى فى الامتحان، ولن يحصل عليها تغيير أو تبديل مهما كانت الظروف. ولكن الطلاب مع كشف هذه الأسئلة انقسموا إلى قسمين: القسم الأول كذبوه. والثانى صدقوه والذين صدقوا انقسموا أيضا إلى قسمين.الأول: حفظوها وطبقوها، وهم ينتظرون الفترة الثانية. والثانى قالوا: إذا قرب الامتحان حفظناها وذاكرناها، فأدركهم الامتحان وهم على غير استعداد. هل تعرفون هذا المعلم؟ إنه الأستاذ الكبير ومعلم الإنسانية الجليل نبينا محمد الرسول الأعظم. الذى كشف لنا عن أسئلة امتحان المصير حتى نستعد ونجيب عليها ونحصل على الدرجات العالية! أما الأسئلة. فقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام، إن كل إنسان يسأل سبعة أسئلة، علي فترتين، ثلاثة فى القبر، وأربعة يوم القيامة. أما أسئلة القبرفهى: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ أسئلة يسيرة فوق الأرض، فالجواب سهل، يعرفه الصغير قبل الكبير، أما تحت الأرض فى ظلمات القبور ووحشتها، فهناك تطيش العقول.فلا يجاوب إ من يثبته الله، وهذا الثبات يكون بسبب عمل الإنسان وقوله فى دنياه! أما الأسئلة الأربعة التى أعلنها المعلم الأول للبشرية فيلخصها فى قوله: لا تزول قدما عبديوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟ وعن علمه ماذا عمل به؟ وماله من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ أسئلة مكشوفة واضحة أمام الجميع، لكنها رهيبة، فى إجابتها لانها ستكون أمام وبين أيدى علام الغيوب الله، فإما إلى جنة وخلود بلا موت، أو نار فى جهنم خلود بلا موت! من أجمل ما قرأت: - قال رجل لصاحبه: إن قلبى لا يرتاح لفلان فرد عليه: ولا أنا ولكن ما يدريك لعل الله طمس على قلوبنا فأصبحنا لا نحب الصالحين. - لو أننا نعلم ما يُقال عنّا فى غيابنا لما ابتسمنا فى وجوه الكثير من الناس!. - سئل حكيم لماذا السماء صافية؟ فابتسم وقال: لأن البشر لا يعيشون فيها!. - لا تتألم إذا أنكر أحدهم فضلك عليه فأضواء الشوارع تُنسى فى النهار.