وسط موجة من الاحتجاجات والاعتصامات والمقاطعة أيضاً بدأت الأحد اختبارات الكادر الخاص بالمعلمين فى العديد من محافظات مصر، فى لجان شبيهة بلجان امتحانات الثانوية العامة، وهو ما ظهر بوضوح على وجوهم المعلمون خلال أداء الامتحانات. مقاطعة فى العريش قاطع ما لا يقل عن 70% من معلمى سيناء اختبارات كادر المعلمين بكليتى التربية والزراعة فرع العريش جامعة قناة السويس. وقال أحد المعلمين وهو عبد الله السلايمة أديب، إنه رفض الاختبارات التى تعد إهانة للمعلم، معتبراً إياها سياسة "مخادعة من الحكومة وإهدارا لكرامة المعلمين"، مشيراً إلى أنه كان يأمل فى موقف مشرف من النقابة لحماية حقوق المعلمين. وأعرب أشرف الحفنى أمين حزب التجمع بشمال سيناء عن سعادته، لاستجابة معلمى سيناء لمقاطعة الاختبارات المهينة، مطالباً أن تكون آراء القيادات النقابية فى الخفاء هى نفسها فى العلن، لأنهم رفضوا الامتحانات فى الاجتماعات المغلقة. ومن جانبه قال حمدان الخليلى عضو مجلس المحافظة (الوفدى) "إننا ضد امتهان كرامة المعلم وضد الاختبارات والمطلوب أن تنفذ الدولة وعودها للمعلمين التى ضاعت مثل غيرها". فى المقابل، نفت بعض المصادر الرسمية مقاطعة المعلمين للامتحانات بهذه النسبة، موضحين أن العديد اعتذروا للعام القادم وأن نسبة من قاطعوا قليلة، لكنهم لم يحددوا نسبة من حضر الامتحانات. الفيوم.. نسبة حضور 50% شهدت لجان امتحانات المرحلة الثانية من الكادر الخاص للمعلمين فى الفيوم نسبة حضور بلغت حوالى 50% والباقى بعضهم تغيب أو تواجدوا ولم يدخلوا الامتحانات، والبعض خرجوا من اللجنة بعد النظرة الأولى لاستمارة الأسئلة. ولم يخل الموقف من المواقف الكوميدية، حيث تجمع بعض الطلبة بالجامعة أمام لجان الامتحانات. وعن سبب تواجدهم تبين أن السبب هو الشماتة فى معلميهم الذين كانوا يدرسون لهم فى الابتدائية ورؤيتهم وهم خائفين من الامتحان. وبعد خروج المعلمين من الامتحان كان أول تعليق من أحدهم "بعد خمسة وعشرين سنة خدمة فى التربية والتعليم يقول لنا الوزير امتحنوا!!"، وأشار إلى أن من المراقبين المتواجدين فى اللجان من أبنائنا الذين درسنا لهم فى يوم من الأيام. كما اشتكى باقى المعلمين من صعوبة الامتحان وكثرة الأسئلة، ووجود إجابات كثيرة متشابهة، فى حين تركزت شكوى مدرسى الإنجليزية من كثرة أسئلة النحو، والتى تمثل 60%من الامتحان. وقالت إحدى المعلمات "كنت سأتغيب عن الامتحان لولا أن ابنتى سألتنى: "يا ماما مش إللى بيغيب عن الامتحان بيكون ضعيف فى المادة ؟"، ولكنى الآن بعدما دخلت الامتحان علمت أنه كان الأكرم لى ألا أدخل بدلا من رسوبى، هذا بالإضافة إلى صورة المعلم أمام الطالب والتى بالتأكيد ستهتز بعد رسوب المعلم. وفى النهاية أجمع معلمو الفيوم أنهم سيتقدمون بالنصيحة إلى كل زملائهم ممن سيدخلون الامتحان فى الأيام القادمة بعدم الدخول، حفاظا على كرامتهم. المنيا.. وقفة احتجاجية شهدت المنيا وقفة احتجاجية من 400 معلم داخل مبنى الإدارة التعليمية، معلنين رفضهم لاختبارات الكادر، كما رفض معلمو مدرسة الفولى الابتدائية بالكامل دخول الاختبارات. وأكد المعلمون، أن هذه الاختبارات إهانة للمعلم، فهى منظومة خاطئة، فإذا كانوا لا يستطيعون الوفاء بوعد الرئيس الانتخابى، فليس من المنطق تعذيب فئة يجب تقديرها، خاصة أنها عانت الكثير من الإهمال. القاهرة.. غضب وشعور بالمهانة سيطرت حالة من الغضب والشعور بالمهانة وإهدار الكرامة لدى المعلمين الممتحنين فى جامعة القاهرة. اليوم السابع التقت المعلمين الممتحنين فور خروجهم من اللجان، وقال إحداهن "منذ 21 سنة وأنا مدرسة ابتدائى، جايين دلوقتى يمتحنونى". اشتملت ورقة الامتحان على 30 سؤالا فى اللغة العربية، و30 سؤالا تربويا، و40 فى مادة التخصص. (ع. م) مدرس تربية رياضية يعمل مدرسا منذ أن تخرج عام 1975 يتعجب قائلا، "أسئلة التخصص من الممكن الإجابة عليها، لكن كيف يمكننى الإجابة عن أسئلة التربوى، وما المراجع التى جاءت منها الأسئلة؟". أما (ع.ش) مدرسة صاحت "مشكلتنا الأكبر حنقول إيه لولادنا وتلاميذنا؟"، وطالبت بتطبيق الامتحان على كل العاملين فى الوزارة، بما فيهم الوزير نفسه، قائلين "نتحدى الوزير نفسه أن ينجح فى الامتحان". وشهدت اللجان سخرية من المعلمين عندما سمعوا خبر مرور وكيل وزارة التربية والتعليم على اللجان، حيث ردد أحد المدرسين "هو جاى يمتحن ولا إيه؟"، ومن المواقف الكوميدية التى شهدتها لجان الامتحانات عندما وقف مراقب داخل إحدى لجان كلية الآداب جامعة القاهرة ونادى الأستاذ منير يوسف موجه التربية الرياضية، واكتشف الجميع أنه خرج على المعاش. وفى كلية البنات للآداب والعلوم والتربية جامعة عين شمس، عبرت مجموعة من المعلمين عن احتجاجهم تجاه أداء الاختبارات، معربين رفضهم لأسلوب الاختبار لتقييم خبراتهم العلمية، وأشاروا إلى وجود تقصير وإهمال فى الامتحانات، حيث تأخرت ورقة امتحان مادة الإنجليزى. ومن جانبه قال وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب د. مجدى عبد الحميد محمد السرسى، إنه سوف يلجأ إلى الوزارة، ويناشدهم لحل مشاكل الامتحانات، على الرغم من أن عدد المحتجين لا يتجاوز 50 معلما، وأكد أن الاحتجاج على أداء الاختبارات من قبل المعلمين المتقدمين للكادر الخاص يعتبر تمثيلية لإهانة المعلمين لعدم وجود النظام. الوادى الجديد.. استسلام أما فى محافظة الوادى الجديد، فلم تشهد أى احتجاجات من جانب المعلمون، لكنهم انتقدوا واعتبروها من أكبر الأخطاء وإهانة للمعلم، ولكنهم قبلوه على "مضض". وبعد خروج المعلمين من اللجان أكدوا، أن هذه الامتحانات تعجيزية وأخذوا يلعنون هذه الامتحانات وواضعوها، مؤكدين أن هذا النظام عبارة عن مسرحية هزلية، والمفروض أن لا يقبله الجميع. المنوفية.. استياء وشكاوى وفى المنوفية لم يختلف الوضع، حيث دخل 13423 معلما ومعلمة امتحان الكادر الخاص بجميع الإدارات التعليمية بالمحافظة السبت، وتم عقد لجان الامتحان بكليات العلوم والتربية والاقتصاد المنزلى بجامعة المنوفية. وعبر عدد من المعلمين، خاصة كبار السن عن استيائهم من إجراء امتحان للمعلم، وتنوعت الشكاوى، بدءا من عدم وضوح بيانات ورقة الأسئلة، إلى الشك فى مسألة مطالبة المعلمين الإجابة على الأسئلة بالقلم الرصاص. يقول على منصور "المفروض قبل الامتحان أن يكون هناك تأهيل وتدريب للمعلم، فنحن لا نعرف فيما سنمتحن وإن كان هذا الامتحان فى حد ذاته امتهان لقيمة المعلم ومحاولة لتبرير "كذبة" الكادر. ويضيف محمود كساب –مدرس ابتدائى – بعد 28 سنه خدمة يتم اختبارى فى مواد لم أدرسها مثل: المواد التربوية وكثير من المعلمين لم يدرسوا تربوى، وما يحدث مهزلة والتفاف حول قرار الرئيس بتحسين وضع المعلم. واشتكت سيدة فرج – 50 سنة – من عدم وضوح البيانات فى استمارة الامتحان، والخاصة بوضع المتقدم للامتحان ما بين معلم أو موجه أو إدارة مدرسية، فى حين أن استمارتى مكتوب بها "معلم خبير"، ولا نعرف هل نكتب الرقم القومى الموجود بالبطاقة الشخصية أم الموجود باستمارة التقديم. بينما أكد د. معوض الخولى رئيس قسم الفيزياء بكلية العلوم والمشرف العام على اللجان بالكلية، أن الهدف من الإجابة بالرصاص إعطاء الممتحن فرصة التعديل، وإذا ما استقر على الإجابة يمكنه فى النهاية تأكيدها بالقلم الجاف، وأضاف أن نسبة الحضور كبيرة جدا، ولم تتجاوز حالات الغياب حالة أو اثنين فى عدد 30 لجنة بالكلية. يذكر أن الرئيس مبارك حدد للمعلمين 200% من الحوافز، حصلوا منها على 50%، والباقى يحصلون عليها عن طريق الامتحانات، والمتخلفون عن اختبارات الكادر، لن يحصلوا على ترقيات أو زيادات فى المرتبات.
