هل جربت الأرق ليلة طويلة لم تستطع بعدها النهوض من سريرك ؟ هل أنت مقبل علي تغيير كبير في حياتك يستلزم تغيير مواعيد نومك ويقظتك ؟ هل تعتقد أنك تنام لساعات طويلة ومع ذلك تستيقظ متعبا ومرهقا ؟ هل تعلم أن مصر بها مراكز كثيرة لعلاج اضطرابات النوم المختلفة ؟ الدكتورة شهيرة لوزة استشارية طب النوم والحاصلة علي بورد من مونبلييه في فرنسا في هذا التخصص ومديرة أحد المراكز المتخصصة لعلاج اضطرابات النوم تساعدك عبر حوارها مع الأهرام المسائي في التعرف علي كثير من أسرار النوم التي تضمن لك نوما هانئا. ما هي أكثر أمراض النوم التي تصيب المصريين حسبما رصدتينه؟ - المصريون مثلهم مثل سائر شعوب العالم تندرج اضطرابات النوم لديهم تحت84 مرضا مصنفا أو اضطراب نوم مسجلين علميا, ورغم هذا العدد الكبير من اضطرابات النوم إلا أن لها جميعا ثلاثة أعراض شهيرة هي: زيادة النوم, نقص النوم, اضطرابات أخي مثل المشي أو الحركة أثناء النوم. هل تعود أكثر هذه الاضطرابات إلي أسباب عضوية أم نفسية؟ - اضطراب نقص النوم الذي ينتج أغلبه عن حالات الأرق يعود في معظمه إلي أسباب نفسية قد تكون طارئة مثل حدوث مشكلات, أو مزمنة مثل الإصابة بالاكتئاب مثلا, أما اضطراب زيادة النوم أو النوم المفاجئ في أماكن وأوقات لا يجب النوم فيها فيعود90% منه إلي أسباب عضوية أشهرها مشكلات التنفس مثل توقف التنفس المؤقت الذي يصيب المريض أثناء نومه فيمنع وصول الأكسجين إلي المخ فإذا زاد التوقف علي10 ثواني يتنبه المخ ويستيقظ الإنسان فجأة ليأخذ نفسا ويكمل نومه ربما دون أن يدري, لذلك يستيقظ مرهقا ويشعر بأنه لم ينم جيدا بينما يخبره المحيطون أنه كان يغط في نوم عميق ويشخر! وهؤلاء هم أكثر المرضي المترددين علي عيادات النوم حيث يصيب هذا الاضطراب6% من الرجال, و3% من النساء. ما عدد ساعات النوم النموذجية للشخص البالغ السليم؟ وهل هناك توقيت صحي للنوم؟ يختلف كثيرا عدد الساعات التي يحتاجها كل شخص ليستيقظ نشيطا, لكن في المجمل نعتبر عدد الساعات طبيعيا إذا تراوح بين5 إلي11 ساعة.. أما بالنسبة لتوقيت النوم فتنظمه الساعة البيولوجية للانسان وهي عبارة عن آلاف الخلايا فوق التصالب البصري مسئولة عن تتالي تغييرات مختلفة تحدث في الجسم علي مدار24 ساعة من هرمونات ودرجة حرارة ونوم واستيقاظ, ولأنها شديدة الحساسية للضوء فهي تجعل الإنسان ينام ليلا ويستيقظ نهارا, لكن بعض الدراسات أثبتت أن بعض الأشخاص لديهم تبكير أو تأخير في ساعاتهم البيولوجية, بينما أثبتت دراسات أخري أن الشباب في سن المراهقة يحدث لهم تأخيرا في الساعة البيولوجية مما يفسر ميل طلبة الثانوي والجامعة إلي السهر. يضطر البعض إلي تغيير مواعيد النوم والاستيقاظ ربما لظروف عمل أو سفر إلي بلد بعيد.. ما أفضل طريقة لمساعدتهم؟ شيئان هامان جدا يساعدان الشخص علي تعديل مواعيد نومه واستيقاظه: -1 التركيز علي موعد الاستيقاظ وليس موعد النوم.. لا يهم أبدا في أي وقت يبدأ نومه, لكن الأهم هو تحديد موعد ثابت للاستيقاظ فيه مهما كان التوقيت الذي بدأ فيه النوم. -2 التدرج في تغيير موعد الاستيقاظ الجديد حتي الوصول الي الموعد المرغوب.. فيتم تغيير الموعد ربع ساعة في ربع ساعة, وهذا يستغرق وقتا من أسبوعين إلي ثلاثة حتي يتم الاستيقاظ في الموعد المرغوب تلقائيا. متي تصفين المنومات لمرضي اضطرابات النوم؟ مراكز علاج اضطرابات النوم يقوم عملها في الأساس علي علاج الاضطرابات عضوية الأسباب وهي الأكثر شيوعا, فنشخص الاضطراب بعد أن يبيت المريض في معمل النوم في المركز ليلة كاملة نقيس خلالها عمل المخ والقلب والأكسجين والتنفس وبعض العضلات لتحديد سبب الاضطراب ثم علاجه, أما الاضطرابات ذات الأصل النفسي فنحيلها للأخصائيين النفسيين هم أقدر علي التعامل معها, لكنني أحذر بشدة من تناول المنومات إلا تحت إشراف طبي لأنها مهما كانت آمنة إلا أنها قد تكون خطرة ومؤذية لأشخاص كثيرين ربما لا يعلمون شيئا عن تعارضها مع أمراضهم, ولا أنصح باستخدامها إلا لحل مشكلة طارئة علي ألا يتجاوز استخدامها يومين إلي ثلاثة لأنه لو زاد علي ذلك سيتسبب في عودة اضطراب النوم إلي أسوأ مما كان عليه قبل تناولها. ما الأخطاء الشائعة التي تؤدي إلي نوم مضطرب؟ - ممارسة الرياضة ليلا تؤدي إلي الأرق! رغم أن ممارستها مبكرا تساعد علي نوم صحي. - شرب المنبهات يجب أن يتوقف قبل النوم بست ساعات علي الأقل, والبعض يعتبر أن الشاي باللبن لا يؤدي للسهر وهذا اعتقاد خاطئ. - التدخين يؤدي للأرق لأن النيكوتين من المواد المنبهة وهو ما لا يعلمه كثير من المدخنين. - الشوكولاتة والمشروبات الغازية وبدائل السكر والقرفة.. كلها من المنبهات التي يجب التوقف عن تناولها قبل النوم بوقت كاف للحصول علي نوم مريح وعميق.