لا أدري أي لسعة أصابتني حين قررت أمس أن أعود للانتظام مع النادي الرياضي بعد انقطاعي لأشهر مضت وأنا أعني كلمة لسعة بمعناها.. فقد انتفضت فجأة ووقفت أستعد غير مبالية لتلميح مهذب حمله لي صوت الموظفة بصعوبة الأمر بعد تأخري لأشهر.. خرجت لأكمل مشواري إلي الرشاقة مع الآنسة( جيسيكا) الدقيقة في فحص عضوات فريقها بعد أن قررت شراء زي رياضي جديد. مؤكد ستتجدد معه نواياي للانطلاق نحو عالم خال من الدهون وجيسيكا من الشخصيات التي يمكنك الاعتماد عليها في هذا الشأن فهي ورب محمد تأديب وتهذيب وجفاف.. غير أنها ذات صرخة خارقة تثقب الآذان حين نحيد عن تعليماتها الصارمة فتجدها تقبض علي بعض العضوات متلبسات بقطعة شوكولاتة شهية أو بساندويتش يتقاطر سمنا.. ولا ندري من أين تخرج لنا للدرجة التي تشعرك أحيانا بأنها قد أوتيت من كل شيء سببا..الأسوأ أنها تتنبأ بما سيحدث فهي ما أن تطأ نهاية الأسبوع إلا أتتك سراعا بأوراق صارمة تحرم عليك دعوات العشاء السخيفة وغير المبررة حسب تعبيرها سبق وأنكرنا حدوثها ثم اكتشفت هي أننا نقوم بها.. دون أي رادع من ضمير.. للآنسة جيسيكا تحديات مبالغ بها أحيانا تراها حين تنتمي لفريقها قنبلة من الحجم العائلي.. فتزعم بأنها ستحولها لرصاصة ضئيلة تنزلق بسهولة من فوهة مسدس صغير.. صدقناها جميعا حتي إن بعض المنتميات لمدربات أخريات في نفس النادي كن ينظرن لنا كفريق لجيسيكا بحسد.. وغيرة أحيانا.. كيف أننا ممن تسارع لهن الخيرات بالقليل من السعرات.. والحقيقة أننا جميعا كنا مخدوعات بقدراتها فكل ما تقوم به الآنسة جيسيكا هو عملية غسيل ذهنية غاية في المهارة. فور دخولي عمدت لغرفة الملابس وخرجت مزهوة بطقمي الجديد أعلق بسبابتي خيطي حذاء ارتبطا ببعضهما أدليهما كيفما أشاء.. وجلست لحين دلوف السمينات إلي القاعة.. فانطلقت نظرات تؤيد ما لمحته من قبل بكلام الموظفة قاتل الله السمنة كيف سولت لبعض السمينات ترويع قلبي الآمن.. ؟.. حين شعرت بهذا استنجدت بمديرة النادي.. وهمست لها ببعض مما أوحي إلي من تلك العيون والذي حدث هو ما تنبأت به البدينات من قبل نصا.. فقد دخلت جيسيكا رافضة أي نقاش يتطرق لعودتي.. ساخرة من فكرة أنني لو كنت أمر بظرف قاهر كما نزعم لما عدت لها كالفيل المقدس بالقارة الهندية.. فالظروف القاهرة كفيلة بإذابة الدهون.. لا للكسولات بين فريقها من أمثالي زاعمة أننا نحمل أفكارا هدامة. تبعث خفية عن عيونها..وتبث روح التخاذل.. وبالطبع تدخلت أطراف للملمة الموقف.. ولكن كان كل ما ينوب المتدخل أن يرتطم بكلمة تهدد استقراره النفسي.. عدت للبيت حائرة بين كبريائي وسمنتي.. ؟.. والأدهي.. مطرودة! سحقا ماذا تظن هذه السيدة.. ؟.. لكأنها تحمل مفاتيح رحمة ربي فتنفق منها كيفما تشاء.. تهب من تشاء رشاقة.. وتترك البدينات في قوالب الشوكولاتة يعمهون.. ؟؟ سأزورها يوما.. وأنا غاية في الرشاقة.. وسأقاوم كل رغبة تناوش تفكيري وتسول لي قالبا من مصانع السيد كادبوري وسأقوم بما كانت تقوم به بل وأكثر.. دخلت للبيت.. مستاءة مما أصابني.. وأول ما وقع عليه نظري طاولة صفت بها قوالب بيتزا تتقاطر جبنة وما أن هممت بالانقضاض عليها.. تذكرت مسرحية التلطيش التي تعرضت لها قبل قليل.. فتراجعت وأخذت قطعة بسكويت منزوع السعرات وصعدت لغرفتي أقضمها ببؤس.. فمشوار الألف كالوري يبدأ ببسكوتة جافة.. أحيانا. كاتبة سعودية