أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن حصيلة قتلي الغارات الجوية علي منطقة دير العصافير جنوب شرقي دمشق ارتفع إلي33 شخصا معظمهم من الاطفال والنساء. وجاءت الغارات التي قال المرصد إن الطيران السوري نفذها أمس الاول علي الرغم من سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية لمدة شهر بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة باستثناء تنظيم( داعش) وجبهة النصرة ذراع القاعدة بسوريا. وقال المرصد إن الغارات الجوية استمرت في المنطقة أمس, وقصفت غارتان ضواحي دير العصافير واستهدفت سبع غارات علي الأقل قرية بالا شمالي دير العصافير. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن أنباء الغارات روعتها. وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي ندين بأشد العبارات أي هجمات من هذا القبيل موجهة ضد المدنيين. وقال رومان نادال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن بلاده تدين الهجوم ووصفه بأنه انتهاك للهدنة. وقال المتحدث هذا العمل الخسيس يهدف لإرهاب الشعب السوري وإفساد جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل لحل سياسي. وخرجت مناطق من الغوطة الشرقية شرقي دمشق حيث تقع دير العصافير عن سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد منذ بداية الاضطرابات التي نشبت في سوريا قبل خمس سنوات وتطورت إلي حرب أهلية. ويسيطر علي المنطقة عدد من فصائل المعارضة المسلحة التي تشملها الهدنة بالإضافة إلي جبهة النصرة. وقالت منظمة الدفاع المدني السوري إن المتطوع وليد غوراني قتل عندما استهدفت واحدة من سيارات الإسعاف التابعة لها. ونشرت المنظمة صورا أظهرت تدمير مقر الدفاع المدني في دير العصافير بما في ذلك مخزن للوقود, وبدت خراطيم المياه وعبوات الغاز بين ركام المبني المدمر. وقال المرصد إن الحكومة السورية كانت تحاول تطويق دير العصافير التي تسكنها2700 عائلة. ومن جانبها اتهمت فرنسا النظام السوري بانتهاك الهدنة, من خلال شن غارات جوية ضد المدنيين, وتقويض جهود المجتمع الدولي الساعية إلي التوصل لتسوية سياسية. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال- في تصريح أمس إن الهجوم الذي وقع في دير العصافير, في ريف دمشق والذي استهدف المدنيين عمدا, ومن بينهم أطفال, يظهر أن النظام السوري يواصل تجاوزاته, وينتهك الهدنة. وأضاف: هذا العمل الدنيء يهدف إلي ترويع الشعب السوري, وتقويض جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلي حل سياسي. وأكد الدبلوماسي الفرنسي أن بلاده تدعو النظام السوري إلي إيقاف أي هجمات ضد المدنيين والمعارضة المعتدلة, وفقا للقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن الدولي, و تؤكد علي ضرورة محاسبة المسئولين عنها. من ناحية أخري أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن واشنطن تنشر معلومات مضللة حول مضمون مباحثاتها مع موسكو بصدد سوريا, مؤكدا أن المزاعم عن وجود اتفاق حول مصير الأسد ليست إلا قلبا للحقائق. ونقلت قناة( روسيا اليوم) الفضائية عن لافروف قوله- خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الصربي في موسكو أمس: فيما يتعلق بهذه المزاعم, فإنها تنم عن قلب للحقائق ومساع لطرح المرجو كأنه واقع, موضحا أن قرارات مجموعة دعم سوريا تؤكد أنه لا يحق لأحد باستثناء الشعب السوري تقرير مصير القيادة السورية, ومصير الرئيس السوري بشار الأسد. وأكد وزير الخارجية الروسي أن الاتفاقات بين موسكووواشنطن تتعلق بالمبادئ الأساسية للتسوية في سوريا, مشيرا إلي أن مضمون هذه الاتفاقات معروف للجميع, كما سبق لمجموعة دعم سوريا ومجلس الأمن الدولي تبني هذه المبادئ أيضا. وأضاف: نعم, هناك الكثير من التلاعبات, لكن ذلك لا يعكس سوي تسريب شركائنا الأمريكيين مضمون المحادثات, وترويجهم معلومات مضللة بشكل ممنهج وعلي جميع المستويات. ووصف لافروف عمليات التسريب بأنها غير نزيهة وترمي إلي تشويه الواقع, معتبرا أنها تأتي جراء عجز واشنطن عن إجبار بعض حلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا علي تنفيذ قرارات مجلس الأمن, وترك الحقوق السيادية للشعب السوري في أيديهم, بما في ذلك الحق في اختيار زعيمهم المستقبلي. وشدد قائلا لا يحق ذلك إلا للشعب السوري, ويتم حل مثل هذه المسائل خلال انتخابات ديمقراطية حرة, وهو أمر منصوص عليه في الأطر المحددة للعملية السياسية في سوريا, والتي وافق عليها مجلس الأمن. وأضاف إن واشنطن عاجزة عن التصدي لحلفائها الذين يتجاهلون قرارات مجلس الأمن ويحاولون طرح إنذارات, مطالبين برحيل بشار الأسد عن منصب الرئيس كشرط مسبق قبل بدء التفاوض حول أي مواضيع أخري. وأوضح أن التسريبات حول الاتفاق المزعوم, الذي قيل إنه عقد خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلي موسكو, تستهدف التأثير علي الرأي العام الدولي, والتضليل, والحصول علي تنازلات جديدة, ويعد انتهاكا للاتفاقات التي تم التوصل إليها في وقت سابق.