اتفق خبراء التربية وأساتذة الجامعات علي ضرورة تعديل المناهج والبحث العلمي والاهتمام بكادر المناهج والقضاء علي الدروس الخصوصية. وطالبوا بضرورة التوسع في إنشاء الجامعات والمعاهد واتاحة الفرصة لظهور جامعات اهلية كذلك مشاركة رجال الأعمال والوزارات المعنية لإيجاد فرص عمل للخريجين. وشددوا علي ضرورة عودة العملية التعليمية للمدرسة والتركيز علي التكنولوجيا والانشطة الطلابية لمساعدة الطلاب في التعبير عن الرأي لتمتد مظلة الحرية والديمقراطية لمنظومة التعليم. *** د.عادل زايد: عدم الفصل بين مراحل التعليم أول خطوات الإصلاح قال الدكتور عادل زايد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الطلاب ان الجهود والخطوات اللازمة لتطوير التعليم قائمة بالفعل ولكننا مع قيام ثورة25 يناير اصبحنا نحتاج إلي وجود رؤي جديدة لقضايا التعليم والبناء عي ماتم انجازه, وان نهتم بتوعية الطلاب بحيث يكون الطالب متسلحا بتكنولوجيا العصر وقادرا علي مواجهة المتطلبات الاجتماعية الجديدة, لذلك يجب اخذ جميع هذه المعطيات عند رسم المستقبل في أي مجال لان أي دولة تتقدم من خلال محورين هما الصحة والتعليم. وشدد ضرورة ان يكون الاهتمام بالبحث العلمي في أولويات المرحلة المقبلةوذلك برفع الموازنات المخصصة للتعليم والبحث العلمي من اجل تحقيق نتائج افضل والا ننتظر نتائج البحث العلمي في يوم وليلة ولكن المثابرة علي تحقيق نتائجهما. وأكد ضرورة عدم الفصل بين التعليم الجامعي وغير الجامعي لتتوافق مخرجات التعليم مع سوق العمل وتكون تحت خطة واحدة موضحا انه طوال السنوات الماضية كانت كل مرحلة بمثابة جزيرة منعزلة لذلك لابد من الربط بينهم ليكونوا في جزيرة واحدة. ويوضح ان جامعات مصر قادرة علي احتلال مرتبة عالية في التصنيف العالمي وان هذا ليس شيئا مستحيلا ولكن هذا يحتاج الي الاهتمام بالبحث العلمي والتدريس وحضور المؤتمرات العالمية للتعرف علي المتطلبات العالمية وملاحقتها. د. علي عجوة: الأسرة المصرية ستتحرر من الأفكار التقليدية للتعليم قال الدكتور علي عجوة عميد كلية الإعلام سابقا إن مرحلة مابعد25 يناير يجب ان تشهد تحولا جذريا في كل مجالات الحياة سواء اقتصاديا أو إداريا ولابد ان يشمل التطوير العملية التعليمية باعتباره احد روافد الحياة. وتوقع عجوة ان تتحرر الأسرة المصرية من الافكار التقليدية مثل الاهتمام بالالتحاق بكليات القمة بل سيتم الالتحاق مستقبلا وفقا لإمكاناته الطالب وطموحه وماهو متوافر في سوق العمل مؤكدا ضرورة أن تتخلص العملية التعليمية من المواد الجامدة وان يتم تطبيق نظام الساعات المعقدة وهو مايتيح تخرج الطالب في اقل من اربع سنوات حسب عدد ساعات الحضور. ويؤكد ضرورة تفعيل لغة الحوار بين الطلبة والمدرسين والأساتذة للإسهام في تشكيل شخصية الطلاب بشكل يحقق لهم القدرة علي اتخاذ القرار بعيدا عن الابوية في المعاملة. وأكد ان خطوة رئيس الوزراء بإحياء مشروعات فاروق الباز وزويل خطوة مهمة لإعادة دور البحث العلمي وذلك بتقديم تسهيلات لتحقيق تطور حقيقي وازالة عقبات إدارية كانت مطبقة. وأوضح ان المرحلة المقبلة تشمل العديد من الخطوات الإيجابية لدفع عجلة التعليم وربطه بمتطلبات التنمية والتقدم الذي ستشهده مصر. د.ليلي عبدالمجيد: أساس نجاح المنظومة هو ربط التعليم بخطط التنمية قالت الدكتور ليلي عبدالمجيد عميدة كلية الإعلام سابقا, إن المشروع الأساسي الذي يجب الاهتمام به هو محو الأمية لذلك لابد من وضع إجراء فوري للقضاء علي هذه النسبة بوضع خطط واضحة فعالة. وأضافت أن المرحلة القادمة تستوجب ترجمة الخطط الموضوعة وتنفيذها علي أرض الواقع, وذلك بتحسين جودة التعليم وإعادة النظر في السياسات التعليمية الخاطئة, وذلك بربط التعليم بالتنمية واستغلال المواهب والابداع لدي الطلاب ليظهر شخصيات ناجحة أخري, مثل أحمد زويل وفاروق الباز, مؤكدة أن الطفل المصري أذكي طفل في العالم, لكن سياسات التعليم الخاطئة هي التي تعطله لذلك لابد من التشجيع علي الأنشطة الطلابية والمشاركة السياسية للطلاب وأن يتضمن التعديل تعديلات جوهرية وليس ترقيعا في سياسا خاطئة. وأكدت الاهتمام بالكادر الخاص للمعلمين واختيار المعلم بدقة وتحديد الجهات التي تخرج المعلمين وأن تعود المدارس والجامعات إلي دورها الحقيقي وهو صناعة جيل المستقبل. وأوضحت الدكتورة ليلي, أنه من غير المقبول أن تظل الميزانية المخصصة للبحث العلمي ضئيلة لذلك لابد أن تركز الوزارة الفترة القادمة علي زيادة المخحصصات المالية للبحث العلمي, وأن تتعاون مختلف الوزارات لتطبيقها علي أرض الواقع, والبحث عن دعم من المنظمات الدولية للتمويل والمشاركة في أن تري هذه المشروعات والأبحاث النور.د. محمد محيي: عودة العملية التعليمية للمدرسة وتطبيق التكنولوجيا يري الدكتور محمد محيي, أستاذ التربية بمركز البحوث التربوية أن التعليم يحتاج في الفترة المقبلة إلي تعديل المناهج الدراسية لرسم مستقبل جديد في هذه المنظومة, وأن يشتمل علي مادة للمتابعة لتقييم أداء كل طالب وما حققته كل مادة والعمل علي تطوير منهج كل مادة ليحقق الأهداف العلمية والتربوية التي يجب تحقيقها وألا يكون هدف كل مادة التلقين والحفظ فقط بعيدا عن تحقيق الأهداف التربوية, موضحا أن التعليم في مراحله الأولي يرسم ملامح شخصية الطالب, لذلك يجب التوازن في تقديم المواد والمناهج المقدمة له. وأكد محيي ضرورة اهتمام المناهج بالتركيز علي فكرة المواطنة ودراسة الثورات التاريخية ومنها ثورة25 يناير وثورة23 يوليو ودراسة الفرق بين المرحلة الانتقالية بعد كل ثورة, موضحا الاهتمام بمادة التاريخ بعيدا عن الحفظ ويجب تقديمها في أسلوب مبسط وعملي يضمن للطالب أن يفهمها وليس بطريقة الحفظ والصم. ولفت النظر إلي ضرورة الاهتمام بالتكنولوجيا المرحلة القادمة, وأن ننتقل إلي نظام الامتحان بحيث تكون الامتحانات عبر الكمبيوتر وتظهر نتيجته الكترونيا أمام الطالب, موضحا أن هذه الطريقة ستوفر علي الطلاب والمدرسين الكثير, حيث تلغي الكنترولات والتصحيح وتظلم الطلاب من النتائج. وأوضح أن مستقبل المدرس الخصوصي والدروس الخصوصية ستظل كما هي عليه في حالة عدم تحسن دخل المدرس وعدم تطور العملية التعليمية في المدرسة, لذلك يجب تشكيل خبراء تعليميين يعملون علي وضع السياسة التعليمية الجديدة حتي لا يتعرض أولياء الأمور مرة ثانية لابتزاز المدرسين الخصوصيين, وأن يطبق كادر المعلمين بشكل يضمن لكل معلم حقه. ويري أن سياسات وزير التربية والتعليم السابق كانت تحاول بالفعل أن ترجع العملية التعليمية للمدرسة وأن تكون داخل الفصل الدراسي فقط وهذا ما نحتاجه المرحلة القادمة. وقال إنه يجب أن يعود ضمير المعلم داخل الفصل ليقدم كل ما لديه للطالب وأن تتضمن العملية التعليمية الأنشطة من رياضية وفنية وأن تدرس المواد النظرية بشكل عملي, وذلك بتنظيم رحلات علمية وعملية للطلاب, وأن تشتمل علي الجانب الترفيهي والجانب العلمي وألا تقتصر علي البيزنس فقط كما كان في السابق, وذلك بضرورة التعاون والتنسيق بين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم. د. علي عبد الرحمن: تشجيع التعليم عن بعد.. أهم ملامح المرحلة المقبلة قال الدكتور علي عبد الرحمن, رئيس جامعة القاهرة سابقا إن الفترة المقبلة تحتاج إلي الكثير من الجهود لتطوير العملية التعليمية, ويجب أن تركز علي إعداد الخريجين بشكل يتواكب مع احتياجات سوق العمل وهذا يوفر الوقت والجهد علي الخريج وعلي جهة العمل التي تستغرق الوقت والجهد من تدريب الخريجين, مؤكدا ضرورة إعداد عدد من الخريجين الأعضاء للبحث العلمي في جميع المجالات, حيث إن البحث العلمي يحتاج إلي التمويل وهذا يحتاج إلي تعاون الجهات المستفيدة من زراعة وصناعة بحيث تساعد الأبحاث العلمية علي تحسين الانتاجية, وأن تتعاون مع مراكز البحث الزراعية وبحوث الإسكان. وأكد ضرورة إعادة وضع طريقة الامتحان بقياس المهارات العلمية والعملية للطلاب, مؤكدا دور التكنولوجيا والاتصالات والقنوات الإذاعية والتليفزيونية والإنترنت في العملية التعليمية لتدعيم فطرة التعليم عن بعد. وأكد ضرورة مشاركة المدارس في تطوير العملية التعليمية باعتبار المتعامل الأول مع المناهج التعليمية, لذلك لابد أولا من تحسين وضع المدرس بتطبيق كادر فعلي للمعلمين, حيث إن الكادر السابق لم يحقق هدفه في منع الدروس الخصوصية, وكان يمثل مزيدا من العبء والضغط علي كاهل المعلم دون جدوي, موضحا أن تحسين أحوال المعلم سيكون أول الخطوات للقضاء علي الدروس الخصوصية ومراكز الدروس الخصوصية. ويضيف أن تطبيق نظام الجودة يجب أن يشمل صلب العملية التعليمية وليس الشكل الخارجي فقط, وذلك بمشاركة أولياء الأمور والمعلمين ومديري الإدارات التعليمية للاسفادة بآرائهم في تطوير جوهر التعليم والمدخلات التي تطرأ عليه, وذلك برفعها للمختصين بالوزارة وأخذها في الاعتبار.