لم يكن انفعال الرئيس في خطابه الأخير سوي عدة رسائل أولها أن مصر ليست للبيع قالها قاطعة مانعة وأنه لا يملك أن يبيع نفسه فمصر هي نفسه..هذا هو الشرف بمعناه ومنتهاهفالروح فداه.. والرسالة الثانية للطابور الخامس من الخونة والمأجورين اعلموا ما هو حجمكم ولا يغرنكم حلمي وحسن خلقي, والرسالة الثالثة لشعب مصر فلنعمل معا ان أردنا عدالة اجتماعية فالرئيس لا يملك عصا موسي ولا ملك سليمان. عشرون شهرا مضت منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية في8 يونيو2014 والرجل يعمل في صمت مبتسما دائما خلوقا محبا محفزا مشجعا مدركا أيضا لحجم المسئولية وتحمل الكثير من الضغوطات الخارجية والداخلية وحتي لا ننسي.. خارجيا كانت إرادة الشعب مجرد انقلاب عسكري أو هكذا كان الخونة يروجون ولإرادة الشعب يزيفون..أفريقيا تم تعليق عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي ويبدو أن الموقف الأوروبي انسجم إلي حد ما معالموقف الأمريكي والذي تبلور عن تجميد حزمة من المساعدات التي يقدمونها لمصر, والإعلان أن الإخوان مكون أساسي من مستقبل مصر السياسي وأنه لا يمكن إيجاد حل قابل للحياة علي المدي الطويل دون إشراك الإخوان. واليوم وبعد جهود سياسية حسيسة من الخارجية المصرية وافقت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي علي قانون يدعو وزارة الخارجية الأمريكية إلي تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية. ورغم وطأة المرض وآلامه والجرح الغائر ونزيف الدم وسقوط الشهداء بشكل شبة يومي بيد الغدر والخيانة بالإضافة الي الضغوط الخارجية وأزمة اقتصادية طاحنة إلا إن الرئيس قبل التحدي وعلي كافة الأصعدة..البقاء والبناء داخليا وخارجيا, وأخذ علي نفسه عهدا بأن يكون رئيسا لكل المصريين دون تصنيف او تعريف بأي هوية سوي الوطنية وعندما تفاقمت الأمور يوم كان وزيرا للدفاع دعا ممثلين عن كل التيارات السياسية للتحاور بما فيهم التيار الإسلامي وحضر ممثلين عن حزب النور ورفض الإخوان الحضور. ولم تبدأ المؤسسة العسكرية بالمواجهة والقتال مع التيارات المسلحة إلا بعد أن ارتكبوا العديد من الجرائم الدامية في حق الوطن والاعتداء بتفجير مؤسسات الدولة واستهداف ابناء القوات المسلحة والشرطة برصاصات الغدر وعلي التوازي استمر الدعم الخارجي للمتآمرين والخونة المأجورين..وأكرر الهدف أصبح معروفا للعامة قبل الخاصة وهو تركيع مصر للتنازل عن أرض سيناء كوطن بديل للفلسطينيين عن تحرير أرضهم المغتصبة لحساب إسرائيل..والقضاء علي مصر الموحدة القوية بتقسيمها عرقيا وطائفيا كما حدث ويحدث من حولنا هذا هو محور وملخص المؤامرة ببساطة والتي لاقت قبولا وترحيبا من الإخوان للتنفيذ علي الأرض وتمويلا من دويلة قطر لحساب إسرائيل والولايات المتحدة ودعما من تركيا لأطماع ومكاسب إقليمية ورغم هذا المشهد العاصف والعنيف والذي تنوء بحمله الجبال إلا أن الرئيس خاض حرب البناء بقوة محاربا البيروقراطية والفساد الذي تمدد في بعض أروقة ودهاليز الجهاز الاداري فكان انجاز قناة السويس الجديدة والتي كان مضربا للمثل في قوة الارادة والتغلب علي كل التحديات, وكان الانتظار أمام محطات الوقود وانقطاع التيار الكهرباء يوميا بالساعات بالاضافة الي طوابير العيش وأزمة البوتاجاز الخانقة..كل تلك الأزمات أصبحت من زمن فات ليس عقود ولا سنوات بل عشرون شهرا فقط من العمل الجاد وحققت مصر كافة الاستحقاقات من دستور لانتخابات رئاسية وبرلمانية وكل ذلك تم من خلال انتخابات حرة وبشفافية. ومع ذلك مازال الطابور الخامس يعمل بقوة لهدم الدولة..فإلي هؤلاء نرجو أن تستوعبوا جيدا رسالة الرئيس واحذروا غضب شعب مصر.. بيعوا ذممكم بيعوا أصواتكم ولكن لن تجدوا وطنا ولا أرضا ولا سماء تظلكم.. فمصر ليست للبيع.