لم يعد الأمر يحتمل في مدينة أسوان التي تشهد شوارعها وأحياؤها انفجارات يومية في خطوط مياه الشرب والصرف الصحي وكأنها عملية متعمدة لإظهار المدينة السياحية بهذا المظهر السيئ وهي في عز موسم السياحة الداخلية وبسبب ذلك وجد محافظ أسوان مجدي حجازي نفسه في مأزق حرج أمام المواطنين علي الرغم من أنه لم يتول منصبه سوي من شهر واحد, خاصة وأن شركة مياه الشرب والصرف الصحي تلجأ إلي قطع المياه عن مناطق وأحياء كاملة بالساعات. حتي بات الغضب الشعبي وشيكا علي الانفجار شأنه شأن انفجارات الخطوط الغامضة, فتارة يتعرض طريق السادات للغرق وأخري كورنيش النيل وثالثة في منطقة الكرور وحي العقاد ورابعة وليس أخيرة في منطقة الحصايا. أسئلة كثيرة ومطالب أكثر من الأهالي نادوا بها لوضع حل جذري لما يحدث من فصول باردة من الشركة المسئولة التي يجب أن تخضع للمساءلة حول المشروعات التي تمت منذ سنوات من خلال طرح الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي لها وقيام مقاولين عديمي الخبرة بتنفيذها والباقي معروف بطبيعة الحال. يقول عمرو عفيفي بالمعاش إن هذه الانفجارات المتتالية تجسد الفساد في تنفيذ المشروعات في السنوات الماضية, فالشبكات متهالكة وفي ذات الوقت مايتم بشأنها مجرد مسكنات, ويضيف أهالي أسوان ضاقوا ذرعا من انقطاع مياه الشرب بسبب هذه الأزمات والانفجارات, فأسهل خطوة للشركة هي إيقاف العمل بالمحطات حتي تتمكن من القيام بأعمال الإصلاح والصيانة وقد أصبح الموقف غاية في الصعوبة للمسئولين. ويتدخل شاذلي عمر محمد قائلا إن هذه المشاهد المتكررة أساءت للمدينة السياحية أمام ضيوفها الذين يرصدون برك المياه في الشوارع الرئيسية وهم في طريقهم من وإلي المزارات السياحية, ويقول إنه يجب أن نلتمس العذر لمحافظ أسوان الجديد الذي تسلم تركة ثقيلة اسمها الصرف الصحي ومياه الشرب والرجل يقف حائرا أمام الشبكات المتهالكة, ويطالب نواب المحافظة في البرلمان بتحمل مسئولياتهم تجاه من انتخبوهم بعرض هذه الكوارث علي رئيس الوزراء للتدخل لإعادة تغيير البنية التحتية للمدينة, وقال لقد مرت أيام كثيرة وهناك أحياء يصل فيها انقطاع مياه الشرب إلي12 ساعة يوميا!! ويطالب عبد الناصر صابر نقيب المرشدين السياحيين السابق بأسوان بالكشف عن كل فاسد سبق وأن شارك في تنفيذ مشروع غير مطابق للمواصفات في الصرف الصحي ومياه الشرب. وقال قلبي موجوع علي أسوان التي كانت واحدة من أجمل مدن مصر والآن تتبوأ وبجدارة المركز الأخير بين هذه المدن. وأوضح صابر أن الدولة مسئولة مسئولية كاملة عما يحدث في أسوان, خاصة وإنها سمحت بإقامة أحياء سكنية كبيرة دون أي توسعات أو تطوير للشبكات لنصل في النهاية لهذا الكابوس اليومي. كان اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان أكد في أول اجتماع له مع المجلس التنفيذي أن مواجهة مشكلات مياه الشرب والصرف الصحي والمياه الجوفية وتهالك الخطوط تعد من أهم التحديات التي تواجهه, وقال إن هناك عمليات جراحية عاجلة ستتم في شوارع المدينة التي تعاني من تهالك هذه الشبكات وكشف المحافظ في لقاء آخر عن نيته في الاجتماع بنواب المحافظة للتنسيق بشأن أهم الملفات الشائكة التي تعاني منها أسوان وعلي رأسها ملف شبكات الصرف الصحي ومياه الشرب تمهيدا لعرضها علي رئيس الوزراء في الاجتماع الذي سيعقده معهم قريبا. في سياق ذي صلة تعرض طريق السادات الرئيسي للغرق قبالة مستشفي أسوان العسكري, كما تعرضت منطقة الكرور بالخزان شرق لكسر مفاجيء لخط الطرد الرئيسي للصرف الصحي أمام منطقة معبد فيلة, وهو الخط الذي يربط مابين محطة الرفع رقم11 بالكرور ومحطة الرفع رقم13 بالشلال بطول3 كيلومترات ونصف الكيلو بقطر600 ملليمتر. وفي الوقت الذي وجه فيه محافظ أسوان الذي تابع عملية إصلاح هذا الخط إلي سرعة إعادة تشغيل مياه الشرب التي تم وقف تدفقها لإتاحة الفرصة أمام الفنيين للقيام بعملية الإصلاح بالشكل المطلوب, أوضح المهندس حسن عبد الغني رئيس فرع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بأسوان بأن قطع المياه عن مناطق الخزان شرق والكرور والتجمعات السكنية الواقعة علي طريق السادات أمس كان حتميا ودون إرادة الشركة, وذلك لحين إصلاح خط الطرد.