من جديد عادت أزمة مياه الشرب وانفجار خطوط الصرف الصحي لتلقي بظلالها الكئيبة علي محافظة أسوان وسط تحذيرات شديدة من إمكان عودة نظام المناوبة لتغذية بعض أحياء المدينة العاصمة بمياه الشرب, وهو النظام الذي كان معمولا به منذ سنوات وسقط من ذاكرة المواطنين بعد افتتاح محطة مياه الشرب العملاقة بجبل شيشة. وتصاعدت الأمور داخل الشركة المسئولة عن مياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة بعدما تقدم المهندس أحمد البدري رئيس قطاع المياه بالشركة بمذكرة إلي اللواء مصطفي السيد يخلي خلالها مسئوليته عن بعض الأمور التي من شأنها أن تعيد أزمة المياه من جديد إلي أسوان, من بينها النقص الشديد في قطع الغيار الخاصة بمحطات التوليد, ووجود بعض العيوب الفنية التي من شأنها أن تؤثر علي قدراتها ومن بين هذه المحطات فريال, وتاقوق, وشيشة, والأخيرة يجري فيها العمل علي قدم ساق, لتلافي العيوب الفنية الخطيرة التي كشف عنها الأهرام المسائي الشهر الماضي تحت عنوان شيشة تفضح الافتتاحات الوهمية لمشروعات النظام السابق, بالإضافة أيضا لإمكان تأثر مشروع مساكن وادي كركر الخاص بتعويضات النوبيين. الطريف أن رئيس القطاع طلب من السيد منحه إجازة بدون مرتب احتجاجا علي ما وصفه بالأوضاع غير المريحة بالشركة, وجاءت الاستجابة من السماء سريعة بعد استبعاد المهندس عزت الصياد رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي من منصبه وعودة المهندس جمال أحيد الرئيس السابق لقيادتها وهو ما يؤكد أن البعض في معظم الأحيان يتسرع في المطالبة باستبعاد المسئول ثم ما يلبث أن يطالب بعودته مرة أخري بعد أن يكون قد جرب نار الآخر!! وخلال اجتماع جمعه بقيادات الشركة والهيئة القومية, وجه اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان انتقادات شديدة للحضور, واتهمهم بالتقصير في مواجهة وعلاج الأعطال المتكررة التي تعددت بشأنها شكاوي المواطنين, ومن بينها الانفجارات المتكررة في خطوط المياه والصرف الصحي معا, وقال السيد إن هناك تباطؤا ملحوظ في جميع هذه الأعمال, الأمر الذي يتطلب رفع جميع الاحتياجات الفعلية والعاجلة إلي الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء, لتدبير الاعتمادات المالية التي سحبت من أجل تلبية الاحتياجات الفئوية, وأهمها توقف مشروع الصرف الصحي ل49 قرية بالمحافظة بتكلفة3 مليارات جنيه, علي الرغم من أن هناك قري قد تم توصيل الوصلات المنزلية لمساكنها, وشدد المحافظ علي ضرورة الإسراع في إنهاء مشروع الصرف الصحي بالكرور في مدينة أسوان, وإدراج مشروعي منطقتي غرب سهيل والبتانول بالخزان الذي سيتكلف نحو20 مليون جنيه. وأعلن المحافظ تشكيل لجنة فنية من كلية الهندسة بأسوان لتحديد أسباب الهبوط المتكرر في طريق السادات, وتحديدا أمام المستشفي العسكري, حيث تكررت انفجارات خطوطه عبر20 عاما ولم تلق الحلول المناسبة الأمر الذي يؤدي إلي تكرار الطفح وإتلاف أعمال الرصف بهذا الطريق الرئيسي. وحول شيوع المسئولية بشأن الغابات الشجرية داخل المدن وما يحدث بها فإن هناك دراسة لإنشاء محطات خاصة بها, وفصلها عن التخصصات الفنية في كل من بلانة وإدفو والعلاقي, وهي غابات أهدرت دماؤها بين ثلاث جهات هي الري والتشجير وشركة المياه حتي تكون المسئولية واضحة ومحددة. أما المهندس جمال أحيد رئيس شركة مياه الشرب الجديد فقال: إنه سيتم دعم منطقة الناصرية ذات الكثافة السكانية بخط جديد بقطر500 ميللي وبطول كيلو مترين, ولابد من السعي لدي وزارة الإسكان لتدبير10 ملايين جنيه لإنهاء مشكلة المياه الجوفية في المناطق المنخفضة وإعادة تشغيل ال35 بئرا الارتوازية بمنطقة الشلال, وربطها بشبكة المدينة لدعم منطقة شرق أسوان ومصنع كيما الجديد, وهو ما سيحد من تسرب المياه إلي غرف كابلات التليفونات وظاهرة النشوع في المناطق المختلفة, وأعلن أحيد أن الشركة سوف تتسلم مشروع الصرف الصحي بقرية العطواني بإدفو بعد توقفه لمدة8 سنوات من أجل تلافي العيوب الفنية التي تم الكشف عنها, وهو المشروع الذي تم تنفيذه عن طريق تعاون جمعية تنمية المجتمع والصندوق المصري السويسري. وعلي مسئوليته أكد حامد سالم رئيس فرع الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بأسوان الانتهاء من مشروع صرف الكرور أول أبريل القادم, وقال إن طبيعة الأرض الصخرية كانت وراء إعاقة التنفيذ وإن المرحلة الحالية تشمل تنفيذ محطتي الرفع(13,11) بجانب خط طرد بطول12 كيلو مترا وهو إنجاز بكل المقاييس ولم يتم تنفيذه بهذه المنطقة من قبل. وبعيدا عن التصريحات الوردية للمسئولين كل في موقعه, يقول مصطفي عبدالرءوف( أعمال حرة) إنه يتمني أن يلمس المواطن الأسواني التحسن المطلوب علي أرض الواقع بعد أن ساءت وبشدة الشوارع والطرق نتيجة لتكرار انفجارات الخطوط سواء مياه شرب أو صرف صحي, وكأن الأمر متعمد من العاملين بالشركة, وناشد عبدالرءوف الحكومة توفير الدعم المالي المطلوب حتي تقوم الجهات المسئولة بمباشرة وتنفيذ أعمالها علي الوجه الأكمل, وحذرها قائلا: إنه لم يعد مسموحا بأن تتعرض أسوان مدينة السد العالي والخزان للعطش مهما كانت الأسباب. وطالب سامر الطيب, من سكان حي المحمودية وهو الحي الذي كان يعاني سنويا الانقطاع المستمر لمياه الشرب في فصل الصيف بمراجعة وصيانة الخزان الرئيسي في الحي قبل أن تهل شهور الصيف بشدة حرارتها العالية, وقال إن هناك من يؤكد وجود بعض العيوب الفنية داخله, ولابد للمسئولين أن يتدخلوا لدعم وحدات طملبات المياه وزيادة قدرات محطات التوليد وأهمها جبل شيشة حتي تستطيع توفير احتياجات المواطنين.