تحدت رشا كل شيء عرفته عن زوجها حمادة قبل زواجهما وقررت أنها ستتمكن من السيطرة عليه وإبعاده عن العلاقات غير الشرعية مع السيدات ورغم نصائح الأقارب والأصدقاء بعدم قبول الزواج من هذا الشخص الذي تسبقه سمعته السيئة فإنها تحدت الجميع وأكدت للكل أنها قادرة علي تغييره إلي إنسان آخر يتقي الله في كل تصرفاته, ووقتها لم يجد الجميع مفرا من الموافقة علي إتمام الزواج خاصة أن العريس حالته المادية جيدة وهذا سوف يسهم في حل الكثير من المشاكل من وجهة نظرهم كما أنها وعدت بتحمل مسئوليتها دون إلقاء التهم علي أحد. ومرت عدة أيام بعد الزفاف كان الزوجان فيها في قمة السعادة لم يخرج فيها حمادة دقيقة واحدة وانتظرت الزوجة توجيهات خاصة من زوجها في بداية حياتهما يتم فيها وضع النقاط علي الحروف وتدلي فيها الزوجة بدلوها إلا أن ذلك لم يحدث وسارت الأيام علي وتيرة واحدة. ومرت عدة أسابيعبعدها تحول حمادة فجأة إلي شخص آخر ترك المنزل لعدة أيام حاولت خلالها الاتصال به إلا أنه رفض الرد في البداية وبعدها كان يتحجج بأسباب كثيرة منها قيامه بتأسيس مشروع جديد وغيره من الحجج الواهية التي سمعت عنها كثيرا قبل الزواج لذا لم تستغرب ما حدث وإن كانت تفكر كثيرا فيما يحدث وتسأل نفسها ماذا قصرت في حقه حتي يعود إلي تصرفاته المريبة؟ حتي عاد فواجهته وطلبت منه أن يراعي ربه فيها دون جدوي وتكرر ذلك عدة مرات وبعدها لم تستقر حياتهما حتي انتهي كل شيء.. فقد كان حمادة يخرج ويعود بمفرده أحيانا وفي أوقات أخري يعود ومعه بعض أصدقائه يجلس في المنزل لبعض الوقت ثم ينصرف وقد لايعود إلا بعد يومين أو ثلاثة يلقي خلالها بضع نقود في المنزل ثم يخرج ولا يعرف أي شيء عن حاجة المنزل أو زوجته. وبعد أن أنجبت رشا طفلة جميلة فرح بها الأب لفترة وحاولت الأم استمالته والتدلل بطفلتها وكانت عندما تضيق بها السبل تنصرف غاضبة تحمل الطفلة الصغيرة إلي منزل أسرتها فلا يذهب خلفها بعد عودته من سهراته المشبوهة بل كان يتركها فترات طويلة عند أسرتها قد تمتد لشهر أو اثنين. وفي نفس الوقت لا تستطيع الزوجة أن تؤكد لأحد أو حتي لنفسها محاولتها إصلاححمادة بالطريقة التي كانت تتحدث عنها قبل الزواج إذ أنها بالغت في ثقتها بنفسها وزوجها ولم تبذل جهدا يتناسب مع تلك المبالغة كما أنها كانت قد قللت من المعاناة التي ستعانيها لمواجهة خروج حمادة عن الخط المستقيم.. وفي هذه الأثناء شعرت رشا بالإحباط مبكرا خلال فترة قصيرة قضتها مع زوجها واستمرت معاناتها لعدة سنوات ما بين منزل أسرتها ومنزل الزوجية إلي أن ازدادت حدة الخلاف بين الزوجين فما كان من الزوجة إلا أن تذهب إلي محكمة الأسرة تطلب الخلع بعد أن تمكن الإحباط واليأس منها فأيقنت أن زوجها لن ينصلح حاله وأنها لم تعد قادرة علي التحمل أكثر من ذلك.