احتفلت أسرة الأهرام المسائي بقيادة الزميل علاء ثابت رئيس التحرير, وبحضور مؤسس الصحيفة الكاتب الصحفي مرسي عطا الله يوم الأحد الماضي بالعيد الفضي للجريدة, التي اصبحت بحق علما علي خريطة الصحافة المصرية, ولهذه الجريدة عندي مكانة خاصة, في مسيرتي المهنية. علي مدي40 عاما مررت بالعديد من التجارب الصحفية, سواء في مصر أو خارجها,تعلمت منها, وأسهمت في إثراء مسيرتها, ونقشت حروفا في سطور تاريخها. ومن التجارب الصحفية التي أعتز بأنني كنت من بناتها, وأسهمت في وضع أركانها,حتي ارتفع البناء وتعاظم وصار علما في دنيا الصحافة المسائية ذات التوجه الشعبي, والتي عبرت بحق وصدق عن الناس, وكانت عونا لهم في وقت عز فيه العون وقل المدد, هي تجربة الأهرام المسائي. عندما عدت في نهاية عام1990 من دولة الإمارات العربية المتحدة, حيث عملت هناك نحو ست سنوات محررا, ثم مديرا لتحرير مجلة زهرة الخليج انتقلت من الأهرام اليومي إلي مجلة نصف الدنيا, وعملت قرابة العام مع الكاتبة الصحفية سناء البيسي وخلال هذه الفترة حصلت مع الزميل ممدوح الولي علي جائزة مجلس وزراء الإسكان العرب في التحقيق الصحفي عن سكان العشوائيات,وكان معنا أيضا الأستاذ أكرم العيسوي,وعندما أصدر الكاتب الصحفي الكبيرمرسي عطا الله جريدة الأهرام المسائي, انضممت إليها بعد نحو شهر,حيث أسند لي رئيس تحرير المسائي مهمة مدير التحرير, وكانت هذه ثقة كبيرة, مازلت حتي الآن أعتز وافتخر بها, ففي مدرسةمرسي عطا الله تعلمت الكثير, وأعطيت الكثير أيضا, وكانت السنوات الثماني التي قضيتها في أتون تلك التجرية الصحفية الفريدة هي أخصب سنوات العطاء الصحفي في مشواري المهني. ذهبت لتهنئته علي الإصدار,فإذا به يطلب مني أن أكون معه, وقال ليستكون ذراعي اليمني, وأنا أعرف من هو إسماعيل إبراهيم قلت له لي الشرف, ولكنني لم أكتب طلبا, ولم أتحدث مع الأستاذة سناء البيسي في الأمر!!. قال لي انتظر لحظة, ترك الجاكيت علي كرسيه في مكتبه بالطابق الرابع, وكان معه في الحجرة الأستاذ إحسان بكر,وخرج ولم يغب سوي بضع دقائق, ووجدته قد استصدر قرارا من رئيس تحرير الأهرام وقتها الأستاذ إبراهيم نافع بنقلي إلي الأهرام المسائي. قلت له لابد أن أخبر رئيس تحرير نصف الدنيا فذهبت إليها وشكرتها علي ترحيبها بي وإتاحتها الفرصة لي علي تقديم مجموعة من التحقيقات الصحفية التي أعتز بها حتي الآن. في أول يوم عمل لي مع مرسي عطا الله قدمني للزملاء وقال لهم: سيكون إسماعيل إبراهيم هو حلقة الوصل بيني وبين كل المحررين وكافة الأقسام وتنسيق المادة الصحفية قبل عرضها علي. بالفعل كانت مدرسة, أو هكذا كان يقول عنا الزملاء القدامي بالأهرام, مع أنهم كانوا يقولونها من باب التهكم إلا أنها كانت مدرسة صحفية حقيقية,كان ناظرها( مرسي عطا الله) وأنا وكيلها, وباقي الزملاء من الأهرام مدرسيها,تجربة كان المحترفون فيها, يتولون تدريب الهواة( الشباب) وتوجيههم, وغربلة حصيلة جهدهم, وتحويله إلي مادة صحفية, كانت بالرغم من ذلك تحدث دويا صحفيا, وكانت تجري خلفها في اليوم التالي الصحف الكبري التي يحررها جيوش من المحررين الممارسين. أما باقي الكتيبة, أو بمعني أصح جنودها الفاعلون فكانوا من الشباب من خريجي الجامعات, وخاصة كلية الإعلام, وطلاب الجامعات,الذين كانوا يأتون إلينا بالعشرات,وكان بابنا مفتوحا للجميع بدون واسطة أو محسوبية,كان العمل والممارسة هي المحك الرئيس للحكم علي كل من ينضم إلينا. في الخميس القادم نكمل مشوار جريدة متميزة.