عندما صدرت الأهرام المسائي إبان حرب الخليج في يناير1991 كنت طالبا جامعيا وكان هناك إجماع مصري علي خطأ احتلال العراق للكويت فيما كان هناك انقسام مجتمعي حول الاستعانة بقوات أجنبية لحل مشكلة يرون انها عربية عربية حينها اهتمت الأهرام المسائي بالتغطية الإخبارية للحدث الأهم ولم تشأ ان تدخل في مناطق الألغام, وللحق كانت متفردة كما كانت في تبويبها ثورة علي النمطية في الكتابة الصحفية شابة في موضوعاتها رشيقة في تناولها, جذابة في عناوينها ولا سيما الرياضية فأجبرتنا علي هجر ماكنا نقرأ من صحف تقليدية. ثم كانت الثورة الثانية عقب25 يناير2011 ومع تسليم قيادة السفينة لأحد أبناء الجريدة الذي بادر في سابقة لا أعتقد ان الصحافة المصرية قد عرفتها من قبل حين قدم باسم الأهرام المسائي اعتذارا في صدر صفحتها الأولي للثوار عما نشر في حقهم طوال18 يوما دون إرادة محرريها ضد الثورةوشبابها. نعم فعلها الأستاذ علاء ثابت بشجاعة نادرة ما فتح صفحة جديدة مع ثورة يناير العظيمة التي أسقطت الطواغيت. ومع الاحتفال بالعيد الفضي ل الأهرام المسائي بمناسبة مرور25 عاما علي بدء إطلالتها القوية علي القاريء الذي وضعها في مكان الصدارة علي سلم أولوياته اليومية ومع عودة ثابت مرة أخري لمكانه الذي كان أبعد عنه نعد القاريء العزيز ب ثورة ثالثة في الشكل والمضمون بعد ان استعادت الجريدة بريقها بفضل كتيبة من الكوماندوز من شباب الصحفيين يتميزوا ب الجرأة لا يخشون الدخول في المناطق الملتهبة تقودهم مجموعة من الصحفيين الكبار الذين سطروا مجد الأهرام المسائي عبر رحلة عطاء امتدت نحو ربع قرن من التفوق والتميز والإبداع بقي ان أسجل في هذا المحفل شكري واعتزازي وتقديري للكاتب الصحفي الكبير الأستاذ مكرم محمد احمد الذي كان سببا في تشرفي بالانضمام لأسرة الأهرام المسائي التي كانت جريدتي المفضلة منذ صدورها وتحقيق حلم حياتي بالعمل فيها بعد رحلة عطاء طويلة في بلاط صاحبة الجلالة في عدد من الصحف المصرية كما لن أنسي استقبال الأستاذ طارق حسن رئيس التحرير الأسبق لي وثقته في شخصي الضعيف يوم ان ألحقني ب الديسك المركزي, ولن يمحو الزمان قرار الأستاذ علاء ثابت بتعييني في الجريدة الأعز علي قلبي.