لا يمكن الحديث عن دور مصر خلال وجودها في مجلس الامن كعضو غير دائم لمدة عامين الحالي والمقبل دون الحديث عن التحديات والازمات التي تعيش فيها المنطقة ويواجهها العالم حيث تمثل مصر افريقيا والدول العربية والعالم الاسلامي اضافة الي ماليزيا والسنغال واللذين يشغلان مقعدين غير دائمين بالمجلس أيضا ولكن الدور المتوقع من مصر خلال تلك الفترة له أهمية خاصة في ظل الأزمات التي تعيشها المنطقة بشكل كبير سواء في سوريا او العراق او اليمن وانتهاء بالاوضاع السيئة في ليبيا. ولذا فان الدبلوماسية المصرية ورغم ان دورها قد يكون استشاريا فقط داخل مجلس الامن مثل باقي الدول غير دائمة العضوية الا انها من الممكن ان تلعب دورا محوريا في الازمات الكبيرة في المنطقة خاصة ان الملفات الساخنة مطروحة علي الطاولة الدولية منذ فترة وفي مقدمتها الازمة السورية التي انهكت العالم وأدت الي تفاقم قوي الارهاب في أبشع صوره من خلال تنظيم داعش الارهابي بالاضافة الي احداث فوضي أمنية وسياسية في المنطقة وهو ما يبرز الأهمية الكبيرة للدور المصري. وأعتقد ان الحديث عن الدور المصري في مجلس الامن يرتبط تماما بسعي مصر لدعم السلم والامن في القارة الافريقية في ظل الازمات الكبيرة التي تعاني منها دول القارة السمراء في مناطق تمزقها الحروب والصراعات القبلية ويهدد استقرارها تماما وجود جماعات ارهابية بارزة وهي جماعة الشباب وبوكوحرام وداعش بداية من ليبيا ومالي مرورا بما يحدث في بوروندي وكينيا والصومال ونيجيريا والكاميرون وبالتالي فان اي جهود لتحقيق التنمية سوف تصطدم بصخرة الارهاب وعدم الاستقرار في المنطقة وهو ما يتطلب سعي مصر من خلال وجودها في مجلس الامن ببذل جهودا كبيرة للحصول علي دعم دولي كبير وفعال للقارة الافريقية لمواجهة الارهاب واستئصال جذوره حتي تتمكن الدول الافريقية من تحقيق خطوات ملموسة في مجالات التنمية المختلفة في كافة المجالات. والمؤكد ان سعي مصر وبالتنسيق مع الاتحاد الافريقي والدول الكبري في القارة السمراء لتنسيق الجهود الافريقية تجاه القضايا المحورية التي تهدد جهود التنمية في القارة وفي مقدمتها الارهاب وأيضا قضايا التغيير المناخي والتصحر وتأثيرها علي التنمية الزراعية في دول القارة مما يتطلب وجود دور فعال وملموس من قبل الدول الصناعية الكبري لدعم جهود افريقيا في مواجهة أضرار التغيير المناخي من خلال المساهمة في اقامة عدد من المشاريع الكبري التي تساهم في خلق فرص عمل جديدة وفي نفس الوقت اتاحة الفرصة للتوسع في المجالات الزراعية والطاقة النظيفة. ويقينا فان التعويل الافريقي علي الدور المصري في مجلس الامن لابد ان تستفيد منه القاهرة بشكل كبير في دعم علاقاتها وتواجدها في القارة السمراء خاصة بعد ان تراجع الدور المصري في قضايا القارة بشكل كبير خلال السنوات الماضية وهو ما يتيح الفرصة الان لاستعادة ذلك الدور كاملا واستكمال الجهود التي بذلت علي مدار العامين الماضيين لاحياء ذلك الدور في القارة السمراء وعودة مصر الي الاتحاد الافريقي بل وسعيها للحصول علي عضوية مجلس السلم والامن الافريقي وهو ما يتيح لمصر فرصة كبيرة في التفاعل بشكل كبير مع قضايا القارة والسعي لارضاء طموح ابناء القارة السمراء. ورغم ان الدبلوماسية المصرية طرحت خطة طموح خلال ترشحها لمقعد مجلس الامن غير الدائم للتعامل مع التحديات في القارة الافريقية الا ان تنفيذ تلك الخطة يتطلب مزيدا من الجهود والاتصالات والمشاورات مع كافة الدول سواء داخل القارة او علي المستوي الدولي داخل الاممالمتحدة. [email protected]