ليس هناك شك في أن التخويف والترهيب لشخص بعينه أو مجموعة من الأشخاص هما إحدي الوسائل التي يتم استخدامها وذلك من أجل تحويل سلوك هؤلاء الأفراد أو بتعبير أدق إجبارهم علي انتهاج مسلك معين أو الاستجابة لمطالبهم. وإن كان ذلك من خلال التخويف ولكن الإرهاب في حد ذاته كمفهوم دولي أو عالمي أو كأحد المتغيرات في الحياة أو علي مستوي الدول والوحدات السياسية فهو يعرف علي أنه هو الاستخدام الممنهج للترهيب من خلال استخدام العنف كوسيلة لإحياء الشعوب أو الحكومات للاستجابة والرضوخ لمطالب هذه الجماعة التي تمارس الإرهاب وهناك تعريف أخر علي نحو أكثر واقعية وهو الذي يعرف ما هي حالة الإرهاب أو واقعة الإرهاب وذلك عندما يعرفه بأنه تلك الحالة التي يستخدم فيها العنف مثل القاء قنبلة وذلك لإثناء الشعوب والحكومات عن القيام بعمل ما أو الرضوخ لمطالب من يمارسون ذلك العنف ذلك هو التعريف التقليدي للإرهاب والذي من المؤكد أنه قد تطور الآن بحيث أصبح علي نحو أكثر منهجية وحرفية وأيضا صار له بعد مؤسسي بمعني أنه قد أصبح يمتلك درجة من التنظيم الذي يقترب به من الوحدة السياسية أي أنه قد أصبح أحد المكونات للنظام الدولي حتي وان لم يعترف به. كما أنه قد صار مؤثرا في حركة العلاقات الدولية والتفاعلات التي تتم في النظام الدولي وإن كان بألتاكيد هو تأثير سلبي ومدمر بل ويحمل في طياته القضاء علي الحياة علي سطح ذلك الكوكب أو علي الأقل أن يؤدي الي حدوث نوع من التحول نحو حالة من العنف واستخدام القوة علي نحو يتسم بالفوضوية والضراوة مما يقوض معه كل مظاهر المدنية ويصير ذلك بمثابة انتكاسة ونقوص في تطور المسيرة الإنسانية ويتحول العالم إلي البدائية من حيث تغليب القوة والدموية وفرض سلوكيات تعيده إلي عصور الجاهلية التي تندثر معها كل القيم والحضارات. لذلك فإن النظر إلي ذلك الإرهاب بنظرة تنطوي علي قدر من الاستخفاف أو علي الأقل دون رؤية متعمقة سوف يؤدي إلي كارثة وسوف تفشل معه كل محاولات المواجهة..علينا أن ندرك حقيقة ذلك الإرهاب وأبعاده وأن هذه المجموعات التي تم تجنيدها وإعدادها من جانب القوي الدولية الكبري واستخدامها في إطار ممارسة قواعد اللعبة السياسية قد صارت الآن كيانات مستقلة أو كيانا مستقلا له وجهته وله أهدافه التي تختلف بالكلية عن أهداف هذه الدول التي قامت بتصنيعه. لقد صار ذلك الإرهاب يتمتع بالتلقائية في التحرك أو بقوة الدفع الذاتي المستقل عن دائرة تأثير ونفوذ هذه القوي الدولية..ولعل ذلك هو السبب وراء تلك الحالة من الدهشة التي تصيب دول العالم الآن من جراء تلك العمليات الإرهابية الدموية التي ترتكب بحق شعوبها والتي تصيبهم بحالة من الرهبة والتي جعلت كل دول العالم دون استثناء في تلك الحالة من القلق والتوتر والخوف القاتل. إن تحديد الحالة التي وصل اليها ذلك الإرهاب وما هو العامل الفيصل في تحديد شكل وطريقة أو إستراتيجية المواجهة التي لابد وأن تكون مواجهة شمولية وعالمية تكرس لها كل الإمكانيات كما أن تحليل تطور ظاهرة الإرهاب صار أحد المحددات المحورية في معرفة تطور هذه الظاهرة وكيف وصلت إلي ذلك الحجم أو ذلك التطور الذي استيقظ عليه العالم فهي في حالة تطور دائم وارتقاء سواء من حيث العدد أو من حيث الأساليب والتقنيات بل ومن حيث الأهداف أو تلك المنظومة من الأهداف التي يتطلع إليها والتي صارت الآن علي نحو عالمي أي أن العالم كله قد صار هو مسرحها. [email protected]