يقام اليوم الجزء الثاني من جلسات الحلقة البحثية بمناسبة الاحتفال بمئوية صلاح أبوسيف وكامل التلمساني1915-2015 التي تنظمها جمعية نقاد السينما المصريين والجامعة الأمريكية في القاهرة في إطار برنامج أسبوع النقاد الدولي أحد البرامج الموازية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. بينما عقدت أمس جلسات الجزء الأول من الحلقة البحثية وتضمنت4 ورقات بحثية, حيث شارك فيها د.ناجي فوزي ببحث بعنوان الحس الشعبي في أفلام صلاح أبوسيف, ود.مادر الرافعي ببحث عن المرأة في أفلام كامل التلمساني, وأحمد عبد العال ببحث مشوار صلاح أبوسيف السينمائي رؤية نقدية, وأحمد شوقي بورقة بحثية عن سينما كامل التلمساني الرؤية والأسلوب, وأدار الجلسات مالك خوري في حضور محسن ويفي المنسق العام للحلقة البحثية. وناقش الباحثون سينما صلاح أبوسيف وحظي فيلم الزوجة الثانية بمساحة كبيرة من النقاش باعتباره واحدا من أفلامه المهمة والتي كان للشخصيات النسائية فيه حضور قوي, وأشار الباحث أحمد عبد العال إلي أنه يعتبره فيلما نسائيا بامتياز, مضيفا أن الرجل في فيلم مثل شباب امرأة كان أشبه بالضحية البريئة في مواجهة جبروت المرأة التي تتلاعب به بينما انتصر صلاح أبوسيف للمرأة في ثلاثية الزوجة الثانية والطريق المسدود وأنا حرة. وأكد أنه يتحدي أن يكون في السينما المصرية نموذج يشبه نموذج الفتاة الجامعية المتمردة في فيلم أنا حرة الذي قدمه صلاح أبوسيف بروعة واتقان لن يتكرر, فالسينما المصرية أجبن من أن تقدم هذا النموذج مرة أخري, وكذلك شخصية فاطمة في الزوجة الثانية التي علي الرغم من أنها غير متعلمة إلا أنها قادرة علي تحديد مصيرها واستطاعت أن ترد الكيل وثأرت لنفسها, مشيرا إلي أن أبوسيف انتصر للمرأة وبشر لها علي نحو لم ينافسه فيه مخرج آخر. كما أشار أيضا إلي تميز أبوسيف في تحويل الروايات إلي أفلام سينمائية وتفوقه أحيانا علي الرواية نفسها المثال علي هذا فيلم بداية ونهاية وروعة المشاهد المكثفة التي استخدمها للتعبير عن تفاصيل استفاض محفوظ في وصفها علي صفحات الرواية, وكذلك في القاهرة30. بينما اعترض الناقد أحمد شوقي علي هذه الفكرة لأنه لا يمكن مقارنة عنصرين لا يقارنان وهما السينما والرواية الأدبية فكل منهما له خصائصه وطبيعته التي لا يصح مقارنتها بالآخر, حتي ولو كان فيلم بداية ونهاية من أهم المعالجات الفنية لرواية نجيب محفوظ. وانتقد شوقي في ورقته البحثية سينما كامل التلمساني, وأشار إلي أنه حصل علي تقدير أكبر بكثير من قيمته الفنية من وجهة نظره, حيث يري أن أفلامه ذات مستوي فني ضعيف ويحاول البعض الدفاع عنه بحجة أنه كان يعمل في فترة بداية السينما, وهي الفكرة التي يرفضها شوقي تماما لأنه طبقا لسيرة التلمساني وكونه فنانا تشكيليا كان من المتوقع منه أن يكون أكثر وعيا وأكثر تقدما بالإضافة الي انه قدم افلامه في الفترة من1945 ل1960 وهي فترة مهمة في تاريخ السينما قدم فيها عدد من المخرجين أفلاما متميزة. وأضاف أن تقديم مخرج ل10 أفلام روائية خلال15 سنة هي تجربة ليست هينة وكان من المفترض أن تصل بالمخرج لمرحلة أفضل مما نراه لا أن يكون أول أفلامه أفضل من آخرها.