ونحن نحتفل بأعياد تحريرسيناء, لم تشهد مصر إرهابا منظما فاجرا منذ التسعينيات, كما تشهدها ارض الفيروز اليوم, وعلي الرغم من ذلك, تسطر قواتنا المسلحة ملحمة بطولية جديدة, في معركة تحرير ثانية, ضد إرهاب أسود لا يرحم, مدفوع من الخارج والداخل, لايرغب في تحقيق أي هدف, سوي جعل سيناء التي تحررت بالدم والعرق, ساحة مفتوحة للنار والدم, وجرح ينزف في جسد الوطن, وتأتي الذكري الثالثة والثلاثون لتحرير سيناء, ونحن نواجه مجموعات من الخونة تريد أن تفرض نمطا جديدا من حرب العصابات, بعد أن سطر رجال القوات المسلحة ملاحم بطولة وفداء علي تلك الأرض,سجلها التاريخ العسكري بأحرف من نور, وهزموا في السابق عدوا قاسيا كان ينظر الي أرض الفيروز نظرة تملك وقدسية, تلك الملحمة الرائعة التي استمدت عبقريتها من انتصارات أكتوبر المجيدة, مازال يتذكر المصريون, التضحيات التي قدمها الأبطال الأوفياء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تراب هذا الوطن, فأبطال سيناء روت دماؤهم الزكية غرس مستقبل زاهر ترفرف في سمائه أعلام العزة والكرامة, لن تترك أبدا مرة أخري,لعدو جديد هدفه الانتقام و تدنيس هذه الأرض, مرة تحت دعاوي الجهاد الزائف, ومرات تحت دعاوي تحرير القدس, وجميعها كذب وتضليل من أجل أن تظل سيناء أرضا للخراب والدمار, تتعطل فيها مشروعات التنمية, ويسقط علي ترابها الأبرياء كل صباح, وخلال تلك المعركة التي يعيش أهل سيناء صابرين, رافضين أن يتركوا سيناء في ملحمة صمود جديدة لا تقل عن ملحمة صمودهم في وجود الاحتلال الإسرائيلي, رغم تعرضهم لأخطار الموت, والتفجير والذبح في وضح النهار بأيدي المجرمين الذين لايؤمنون بدين, ولا تمس قلوبهم الرحمة, ورغم ذلك لم يخف أهل سيناء علي حياتهم, ولم يتذمروا من جراء فرض إجراءات احترازية مثل حظر التجوال, ولم ترهبهم طلقات الرصاص و الانفجارات, ويقدمون كل دعم ممكن لقوات الجيش والشرطة, ولا يبالون بتهديدات الإرهابيين بالذبح والخطف.. الفريق اسامة عسكر قائد الحرب علي الإرهاب في سيناء لديه الأوامر المستديمة بسحق الإرهاب الذي حمل السلاح وخان الوطن, وأراد ان يحول سيناء إلي جرح نازف تزهق فيه أرواح الابرياء, ونحن نحتفل اليوم بذكري تحريرها, علينا أن نسأل أنفسنا.., هل خرجت سيناء حقا عن السيطرة, وأصبحت في عهدة كفار بيت المقدس عملاء داعش ؟ والجواب وفقا للوضع علي الأرض.. حتما لا... لم ولن تحتل سيناء مرة أخري, ولن يتكمن الخونة من الحصول علي موطئ قدم, وأن كل من سولت له نفسه بالدخول إلي سيناء حاملا السلاح تم سحقة, ولم يحقق الإرهاب في سيناء أدني هدف, وأن من يحاول إثبات الوجود بعمليات بائسة, هم بقايا من خونة جدد أرسلوا من شتات الأرض, مدفوعين بالمال تحت رعاية أجهزة ودول معادية لمصر وشعبها, وأن جميع القوات في سيناء سواء الجيش او الشرطة وحتي رجال القبائل السيناوية شعارهم واحد, النصر أو الشهادة. وأخيرا.., سيسقط الإرهاب في سيناء كما سقط الاحتلال من قبل وستعود أرضها آمنة لتكون أرض تنمية ورخاء, فتحية لأبطال القوات المسلحة الذين يضحون بأرواحهم لتحقيق العزة والكرامة لتعود سيناء إلي حضن الوطن في اكتوبر المجيد, وتحية إجلال وتقدير لجنود مصر الأوفياء لتحرير الأرض من إرهاب أراد أن يعود بسيناء إلي الوراء ويفسد فرحة النصر, ولكن.. هؤلاء الجنود جددوا العهد بأننا علي درب أبطال الأمس نسير مؤمنين بالله أوفياء لتراب هذا الوطن, ولشعبه العظيم مهما كلفهم ذلك من تضحيات, وستعود سيناء إلي عصرها الذهبي كما يحدث الآن في ربوع مصر كافة داخليا وخارجيا, وسيندحر الإرهاب كما سقط في كل مكان في العالم, بفضل يقظة الشعب وإيمانة بأن محاولات الإرهاب تخريب سيناء هي محاولات موجهة ضد حماة والوطن, وكيان الدولة المصرية نفسه في إطار خطط اعدت في الخارج هدفها تفكيك الدولة وتحطيم مقدراتها.