تعيش جزر بحيرة المنزلة حياة بدائية حيث يفتقد مواطنوها أبسط الخدمات خاصة جزيرة العزبى تلك الجزيرة الحائرة بين محافظتى الدقهليةودمياط حيث يعيش سكان هذه الجزيرة وضعا غريبا حيث يحصل السكان على خدماتهم من دمياط بينما تشرف عليها محافظة الدقهلية لتبعيتها إداريا لها. يعانى اهالى الجزيرة من تردى اوضاعهم حيث لا يوجد بها سوي فصل تعليمى واحد به 30 تلميذا و على نحو غريب تقوم العملية التعليمية فالمدرس يأتى مرة أسبوعيا. وآخر العام النتيجة تكون مرضية للجميع وعلى بعد 12 كيلو متراً جنوب قرية غيط النصارى التابعة لمركز دمياط داخل بحيرة المنزلة تقع جزيرة العزبى التى تعيش فى عزلة عن العالم، فحياة سكانها غريبة ومثيرة للتساؤل حول اصرارهم على العيش بتلك الجزيرة المنعدمة الخدمات. يشير مصطفى محمد الي أن سكان الجزيرة المعزولة لا يعرفون مهنة سوى الصيد، إلا أن التعديات التى تتعرض لها بحيرة المنزلة وسيطرة البلطجية عليها واستخدام وسائل محرمة دولية فى الصيد كالصعق بالكهرباء تهدد مصدر رزقهم الوحيد. وقال هذا المصدر ربما يتمثل فقط فى سد جوع أسرة الصياد، أو الحصول على 10 جنيهات طيلة اليوم بعد رحلة عناء بسبب وسائل الصيد البدائية وتأثير الصيد الجائر على البحيرة. ويضيف سيد العزبى من سكان الجزيرة ان "العزبى" حائرة بين محافظة الدقهليةودمياط حيث تقع فى بحيرة المنزلة، على بعد 45 كيلو متراً من محافظة دمياط، و6 كيلو مترات من مدينة الجمالية التابعة لمحافظة الدقهلية، سكانها يعيشون بها خلفا لأجدادهم الذين استوطنوا الجزيرة منذ عام 1798 و تتبع إداريا محافظة الدقهلية، فهى من بين 9 قرى حدودية كان عليها نزاع بين محافظتى دمياط، والدقهلية، فى السابق، وتم حسمه قبل الثورة بعدة أشهر وأصبحت تتبع محافظة الدقهلية إلا ان جميع بطاقات الرقم القومى الخاصة بسكانها صادرة من محافظة دمياط ولكن اداريا أصبحت الدقهلية تشرف على الجزيرة وتعليم أبنائها رغم ان الجزيرة لا تحتوى الا على فصل واحد به 30 تلميذاً فقط من أبناء الجزيرة. وأكد أن الجزيرة تعانى من مشكلة المياه مشيراً إلى أن الأهالى يقومون بشراء "جراكن" المياه بأسعار مرتفعة، تبلغ 10 جنيهات لليوم الواحد، كما أنها تعانى من مشكلة الصرف الصحى حيث يقومون بالصرف فى مياه البحيرة، والتى يتعايشون على صيد الأسماك منها، الأمر الذى أدى لانتشار الأمراض والأوبئة، وخصوصا بين أطفال الجزيرة. وأضاف انه لم يقم مسئول بزيارة القرية منذ سنوات باستثناء محافظ الدقهلية الاسبق ولا يوجد مسئول تنفيذى بدمياط زارها حتى الآن. ويضيف العزبى يبلغ عدد سكان الجزيرة نحو 4 آلاف نسمة وليس لها طريق بري، وللوصول إليها لابد أن تستخدم لنشا سريعا. وتتولى حتى الآن محافظة دمياط تزويد الجزيرة بالمياه عن طريق اللنشات،فيما تقوم مديرية الصحة بتطعيم أطفال الجزيرة ورعاية سكانها صحيا، وذلك لسبب واحد لأن معظم أهالى الجزيرة يحملون بطاقات شخصية تابعة لمحافظة دمياط فالمواد التموينية من دمياط والخبز من المحافظة ذاتها، ومعظمهم يعمل فى دمياط، وتبقى العملية التعليمية فقط من اختصاص محافظة الدقهلية ولا يوجد خط كهربائى ولا خط مياه فى الجزيرة. و مصدر الرزق الرئيس لأهالى الجزيرة، هو صيد الأسماك والطيور فيما تقوم بعض الأسر بتربية الماشية لزيادة دخلها. ويشير الشيخ مفرح أحد رجال الجزيرة إلى ان هناك قطعة أرض خالية تكفى لبناء مستشفى لعلاج وإسعاف المرضى إضافة إلى مدرسة صغيرة بدلا من لجوء الأطفال إلى ركوب القوارب يوميا للذهاب إلى مدرسة الجمالية التى تبعد عن الجزيرة 6 كيلومترات. ويقول اما المدرسة الموجودة فى الجزيرة فهى عبارة عن فصل واحد، تبرع به أحد الأهالى من منزله به نحو 30 تلميذا فى مساحة لا تتعدى ال "10" أمتار فى مكان لا يصلح للدراسة. وتضيف، ليلى محمد ربة منزل، أن كل ما نريده مدرسة لتعليم أطفالنا بشكل صحيح لا مجرد شهادات تمنح لهم بالنجاح فى آخر العام دون أن يتحقق ذلك فعليا ,حيث لا يوجد أى معلم يأتى بانتظام من أجل تعليم هؤلاء الأطفال. ويقول فاروق النجار المدرس الوحيد بالمدرسة، والمنتدب من مدرسة عبدالله الجزار بمدينة الجمالية بالدقهلية، انه لا توجد مدرسة فعلية، كما لا يوجد مدرسون سواه، وأنه يقوم بتعليم الطلاب والذين يبدو واضحا تدنى مستواهم العلمي, حيث تحول هذا الكيان إلى فصل لمحو أمية هؤلاء الاطفال. و اشار محمد عبدالواحد، أحد السكان إلى ان الجزيرة ليس بها أى محال تجارية فهى تفتقد لابسط الاحتياجات المعبشية البسيطة, التى تساعدها على العيش بطريقة آدمية، إضافة إلى عدم وجود أى مستشفى أو وحدة صحية يلجأ إليها الأهالى فى الحالات الطارئة.